جديد لاعب السلة التركي بأميركا.. خوف من "ذئاب أردوغان

  • 1/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن إينيس كانتر، التركي الأصل، لاعب خط وسط فريق نيويورك نيكس، ليس مجرد لاعب موهوب محترف في دوري الرابطة الوطنية لكرة السلة الأميركية، بل اللاعب الوحيد بين كل زملائه الذي تعتبره أنقرة شخصا خطرا، حسب وصف مجلة التايم، حيث أصدر الادعاء العام التركي بحقه مذكرة جلب عبر الإنتربول مطالبا الولايات المتحدة بتسليمه. وفي حوار مع مجلة "تايم"، كشف كانتر أنه يسعى إلى مقابلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. "خوف وتهديدات" ويعتبر اللاعب التركي معارضاً جريئاً للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كما يدعم فتح الله غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في بنسلفانيا، الذي تعتقد الحكومة التركية أنه كان وراء محاولة انقلاب عام 2016 للإطاحة بأردوغان. وتتهم تركيا كانتر بالانضمام إلى جماعة إرهابية، وقامت بإلغاء جواز سفره منذ عام 2017. وفي تطور منطقي لتلك الاتهامات، تخلف كانتر، خشية تعرضه للاغتيال في الخارج، عن المشاركة في مباراة فريقه ضد فريق واشنطن ويزاردز، التي جرت في لندن الخميس الماضي حيث خسر زملاؤه بفريق النيكس بفارق نقطة واحدة. وفي حديثه للمجلة الأسبوعية، كشف كانتر، البالغ من العمر 26 عامًا، عن حالة الخوف التي يعيشها والتهديدات بالقتل التي يتلقاها يوميا سخرية من بيان تركيا إلى ذلك، أوضح كانتر أن زملاءه في الفريق الرياضي ينفجرون ضحكاً كلما تذكروا أن حكومة تركيا أصدرت بيانا تعتبر كانتر إرهابياً، ويسخرون من هذا الاتهام السخيف والمجافي للحقيقة. وعلى الرغم من سخافة الاتهام، يثير إدراج اسمه على قوائم النشرة الحمراء لدى الإنتربول، لتوقيفه وتسليمه إلى السلطات التركية، خوف وقلق كانتر، ويمنعه من مغادرة الأراضي الأميركية حتى لو برفقة زملائه في الفريق لأداء مباراة رياضية بالخارج. حراسة مشددة.. وخوف من "ذئاب أردوغان" في المقابل، أعرب كانتر عن شعوره بالأمان أثناء تواجده داخل الولايات المتحدة، مؤكداً أنه يلتزم بتعليمات مسؤولي الأمن عن فريق نيويورك نيكس، الذين شددوا عليه بعدم التحرك بمفرده، سواء عند الذهاب إلى سوبر ماركت للتسوق أو للنادي لحضور التدريبات أو إلى المباريات. إلى ذلك، برر كانتر تلك الاحتياطات الأمنية بأن هناك تخوفا من أن يقوم واحد ممن وصفهم بـ"أتباع أردوغان المجانين"، يتحرك كـ"ذئب هائم"، بعيداً عن القطيع، ليرتكب اعتداء ما ضده. واستعرض الكثير من المعلومات حول ممارسات التعذيب التي يرتكبها نظام أردوغان، والتي تصل إلى حد القتل، مشيرا إلى أنه لا يعلم ماذا يمكن أن يلحق به أو يتعرض له إذا ما تم تسليمه للسلطات التركية. ممارسات استبدادية بشعة ورداً على سؤال حول الانتقاد الرئيسي الذي يوجهه للرئيس أردوغان، قال كانتر:" إنه زعيم استبدادي يقوم باعتقال الصحافيين والمعارضة. وينتهج سياسات مناهضة لأميركا بل ويحتجز مواطنين أميركيين كرهائن، مثل القس برونسون. كما ينتهك حقوق الإنسان، فضلا عن سجن حوالي 17000 من النساء البريئات، ونحو 700 طفل رضيع، دون أي مصوغات قانونية". كما اتهم كانتر أردوغان بإساءة استخدام سلطته في خرق فاضح لحقوق الإنسان، حتى وصل الأمر بتركيا إلى أن احتلت المركز الأول بين دول العالم التي تضع معظم الصحافيين في الزنازين، لا سيما عقب محاولة الانقلاب الفاشلة. وأشار إلى أن تلك الممارسات تدل على عدم وجود حرية التعبير في تركيا، موضحاً أنه "يحب ويحترم بلده تركيا ويحترم العلم التركي والشعب التركي، كما أن تركيا يمكن أن تكون الجسر الواصل بين الإسلام الحديث والغرب. لكن الآن وبعد كل تلك الجرائم السلطوية التي تقترف في تركيا بات هذا الأمر مستحيلا". "أقول لأردوغان: توقف عن ظلم الأبرياء" وحول الرسالة التي يرغب بإرسالها إلى أردوغان، قال إنه "يود فقط أن يطلب منه التوقف عن الإساءة إلى الأبرياء، وجميع الصحافيين". إلى ذلك، اعتبر أن أردوغان بتلك الانتهاكات "يغتال تركيا"، حيث تنعدم الديمقراطية وحرية التعبير في الوقت الحالي. وأضاف أن "تركيا كانت بلد سلام ولكن بسبب ما يجري حاليا فإنه لا يمكنه أن يدعو زملاءه لزيارتها ولا إحضار عائلته إلى أميركا، لأن السلطات التركية لا تسمح لهم بمغادرة البلاد". موعد مع ترمب وحول لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال كانتر: أتمنى أن ألتقيه وأن أتحدث إليه عن كل تلك القضايا، وجميع الانتهاكات التي يرتكبها أردوغان ضد حقوق الإنسان. وحول ما إذا كان بذل مساعي لمقابلة ترمب، ذكر كانتر أنه يرغب في التواصل معه، ولكنه لا يعرف ما هو السبيل لذلك، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يطلع ترمب على أحد الحوارات أو المقالات المنشورة ويحدد موعداً لاجتماع معه. أذرع أردوغان الطويلة يذكر أن كانتر كان ذكر في مقالة نشرها في صحيفة "واشنطن بوست" أن أذرع أردوغان الطويلة تمتد عبر البلدان لمطاردة أي معارض له. وأضاف: "الوضع في تركيا أصبح سيئاً للغاية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، حيث شن أردوغان حملات قمعية واسعة النطاق، وقام بفصل أكثر من 100,000 موظف في القطاع العام من أعمالهم، وسجن أكثر من 50,000 شخص. وتابع: هؤلاء المواطنون ليسوا مجرمين، بل هم قضاة وأكاديميون وصحافيون، لكن أردوغان يرى أن حرية التعبير عن الرأي جريمة خطيرة، ويتهم منتقديه بأنهم إرهابيون. وأضاف: "إن أي شخص ينتقده (أردوغان) يصبح هدفا. وتبدأ محاولات اصطياده وإعادته حيث يمكن إسكاته". فريق لاختطافه وروى ما تعرض له يوم 20 مايو 2017، الذي وصفه بأكثر الأيام رعباً في حياته، قائلا: "ذلك اليوم الذي عرفت أن أردوغان قام بإرسال فريق لاختطافي، أثناء مشاركتي في معسكر لكرة السلة للأطفال في إندونيسيا في إطار عمل خيري تطوعي". وقال كانتر: "استيقظت في منتصف الليل على صوت طرقات على باب غرفتي، حيث جاء مدير أعمالي مسرعا ليخبرني أن الشرطة الإندونيسية تبحث عني، لأن الحكومة التركية أخبرتهم بأنني شخص خطر. وعلى الفور هرعت إلى المطار وسافرت على متن أول رحلة تغادر إندونيسيا". واستطرد مكملاً رواية التفاصيل بأنه سافر من إندونيسيا إلى سنغافورة ثم إلى رومانيا. وأضاف: "في مرحلة ما، بعد مغادرتي سنغافورة، ألغت الحكومة التركية جواز سفري. وبالتالي، أخبرتني الشرطة في مطار بوخارست أنه غير مسموح لي بدخول البلاد. وبالطبع لم أنتظر من أحد أن يفسر لي ماذا حدث، حيث كنت محتجزًا بسبب تصريحاتي ضد أردوغان". وأوضح كانتر أنه تمكن من العودة إلى أميركا عبر مساعدة أعضاء بمجلس الشيوخ عن أوكلاهوما، (حيث إنه كان يلعب لصالح فريق أوكلاهوما سيتي ثاندر آنذاك). عمليات خطف المعارضين إلى ذلك، استشهد كانتر، في مقالته بصحيفة "واشنطن بوست"، بتصريحات صدرت عن إبراهيم كالين، المتحدث باسم أردوغان قبل أقل من 4 أشهر، أعلن فيها أن الحكومة التركية ستقوم بـ"عمليات" ضد مؤيدي غولن في البلدان الأخرى. ونشرت مجلة "تايم"، في تحقيق صحافي حول هذا التهديد، أن وكالة الاستخبارات التركية قامت في مارس الماضي بتنظيم عملية اختطاف 6 رجال في كوسوفو، وتم نقلهم جواً إلى تركيا على متن طائرة خاصة. وقال كانتر: "لقد حالفني الحظ، فقد تم اختطاف أو اعتقال المديرين التنفيذيين والمعلمين وغيرهم من رجال الأعمال في جميع أنحاء العالم، وترحيلهم إلى تركيا بواسطة الحكومات المتلهفة على الاحتفاظ بعلاقات قوية مع أردوغان".

مشاركة :