أغرى زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه «رئيساً» بالوكالة، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعفو ومغادرته البلاد، فيما عرضت روسيا التوسّط بين الجانبين لتسوية الأزمة. وقال غوايدو إنه يستعدّ لإعلان إجراءات جديدة، مضيفاً: «مستمرون في العمل لإنهاء اغتصاب السلطة (وتشكيل) حكومة انتقالية و(تنظيم) انتخابات حرة». ودعا مواطنيه إلى مواصلة التظاهر ضد نظام مادورو، علماً أن «المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية» أفاد بمقتل 26 محتجاً منذ الاثنين الماضي، فيما أعلنت مفوّضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه اعتقال أكثر من 350 شخصاً. وسُئل غوايدو عن إمكان إصداره عفواً يشمل مادورو، فأجاب: «خلال فترات انتقالية حدثت أمور من هذا النوع. لا يمكن أن نستبعد شيئاً، ولكن علينا أن نكون حازمين جداً في المستقبل لمواجهة حالات إنسانية طارئة. علينا أيضاً درس ذلك (العفو)، إنه (مادورو) موظف، ولكنه للأسف ديكتاتور ومسؤول عن الضحايا في فنزويلا. هذا العفو وهذه الضمانات مخصصة لجميع الأشخاص المستعدين للوقوف إلى جانب الدستور وإعادة النظام الدستوري». في السياق ذاته، اقترح نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو إقامة «ممرّ إجلاء» لخروج مادورو و«تأمين مخرج» له ولشعبه. لكن الرئيس الفنزويلي شدد على أنه «لن يتخلّى مطلقاً» عن منصبه، وشكر الجيش على مواجهته «انقلاباً» تقوده «الإمبراطورية الأميركية». وأضاف: «لا شك في أن (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب يريد فرض حكومة أمر واقع» في كراكاس. وكان مادورو أعلن «إغلاق السفارة وكل قنصليات» بلاده في الولايات المتحدة، بعدما قطع العلاقات الديبلوماسية معها، وأمهل ممثّليها 72 ساعة لمغادرة فنزويلا. ورفضت واشنطن قرار مادورو، مؤكدة أنها لا تعتزم إغلاق سفارتها في كراكاس، لكنها أمرت بمغادرة موظفيها «غير الأساسيين» بعثاتها الديبلوماسية في فنزويلا. وحذّرت الأميركيين المقيمين في البلد أو المسافرين إليه، بأن «يُفكروا جدياً» بمغادرته. الولايات المتحدة طالبت بأن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً اليوم لمناقشة الوضع في فنزويلا، على رغم معارضة روسيا، التي عرضت التوسّط بين مادورو وغوايدو إذا اقتضت الضرورة، معلنة استعدادها للتعاون مع كل القوى السياسية «المسؤولة». وطالب الاتحاد الأوروبي مادورو بتنظيم «انتخابات حرة»، من دون أن يعترف بغوايدو. لكن ألمانيا أعلنت استعدادها «في إطار مشاورات أوروبية» للاعتراف بزعيم المعارضة «رئيساً انتقالياً» لفنزويلا «إذا تعذّر تنظيم انتخابات حرة خلال فترة وجيزة». وشددت على أن «دعوات ملايين الفنزويليين» إلى عودة بلادهم للديموقراطية «لم يعد ممكناً تجاهلها»، معتبرة أن مادورو «لا يمكنه أن يكون الرئيس الشرعي» لفنزويلا بعد إعادة انتخابه العام الماضي في انتخابات غير نزيهة. أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، فدعا مادورو إلى «الامتناع عن أي شكل من قمع المعارضة»، فيما أعلن نظيره الإسباني جوزيب بوريل أن مدريد تدفع في نطاق الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بغوايدو «رئيساً بالوكالة، إذا لم تتوافر الإرادة من نظام فنزويلا للدعوة إلى انتخابات».
مشاركة :