اعتقلت السلطات الأميركية روجر ستون، المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب، ووجّهت إليه 7 اتهامات في إطار التحقيق المرتبط بـ«تدخل» روسيا في الانتخابات الأميركية عام 2016 واحتمال تواطئها مع حملة ترامب. لكن الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز شددت على أن تلك «الاتهامات لا علاقة لها بالرئيس ولا بالبيت الأبيض»، وزادت: «الرئيس لم يقترف أي خطأ». وأعلن مكتب روبرت مولر التي يتولى التحقيق في «ملف روسيا» ان الاتهامات السبعة الموجّهة الى ستون تشمل عرقلة إجراء رسمي والإدلاء بأقوال كاذبة والتلاعب بشهود. واشار الى اعتقاله أمس في فلوريدا «بعدما وجّهت إليه هيئة محلفين فيديرالية كبرى الاتهامات في 24 كانون الثاني (يناير) 2019». وأفادت وثيقة قضائية بأن «ستون يزعم سراً وعلناً تواصله مع المنظمة 1» في آب (أغسطس) 2016. وتلك المنظمة، أي موقع «ويكيليكس»، نشرت في تشرين الأول (أكتوبر) 2016 رسائل خاصة مقرصنة من الحزب الديموقراطي، لمحاولة تقويض فرص هيلاري كلينتون في انتخابها رئيسة. لكن «ويكيليكس» ينفي أي تواصل مباشر مع ستون. وتابعت الوثيقة القضائية أن ستون كان عضواً في فريق حملة ترامب «حتى آب 2015 وحافظ على تواصل مستمر معها ودعمها علناً حتى العام 2016». وأضافت: «خلال صيف 2016، ناقش ستون مع مسؤولين بارزين في حملة ترامب المنظمة 1 والمعلومات التي تستطيع الحصول عليها وستُلحق أضراراً بحملة كلينتون». ستون مُتهم أيضاً بـ«اتخاذ إجراءات لعرقلة» التحقيق في «ملف روسيا» وبإدلائه بـ«تصريحات كاذبة» أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب حول تواصله مع «ويكيليكس». ونفى ستون (66 سنة) الشهر الماضي أي تواصل خلال الحملة الانتخابية مع مؤسّس «ويكيليكس» جوليان أسانج. وكتب ترامب آنذاك في «تويتر»: «لن أشهد أبداً ضد ترامب. هذا تصريح حديث لروجر ستون. مسرور لرؤية أن أشخاصاً ما زال لديهم ثبات». التحقيق الذي يتولاه مولر لم يستهدف الرئيس مباشرة، بل أدّى إلى اتهامات وإدانات لمستشارين مقرّبين منه، بينهم محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين، والمدير السابق لحملته الانتخابية بول مانافورت، ومايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق. واستدعت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ كوهين، بعدما أرجأ الإدلاء بشهادة أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب، نتيجة «تهديدات» تلقاها من ترامب ومحاميه الشخصي رودي جولياني. في الوقت ذاته، طلبت لجنتا الخدمات المالية والاستخبارات في مجلس النواب من مصرف «دويتشه بنك» الالماني معلومات عن علاقاته بترامب. و»دويتشه بنك» كان أحد المصارف المحدودة التي استمرت في إقراض مجموعة الرئيس بعد إفلاس كازينوات يملكها في تسعينات القرن العشرين، ما راكم ديونا تُقدّر الآن بـ 330 مليون دولار. على صعيد آخر، بثّت شبكة «سي أن أن» أن البيت الأبيض يعدّ إعلاناً للطوارئ قد يصدره ترامب، بوصفه وسيلة لتجاوز الكونغرس إذا لم يوافق على تمويل تشييد جدار على الحدود المكسيكية. واستدركت أن مستشاري الرئيس ما زالوا منقسمين في هذا الصدد. جاء ذلك فيما استأنف زعيما الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس مفاوضات لإنهاء «إغلاق» جزئي للإدارات الفيديرالية، علماً أن البيت الأبيض بات يؤيّد قانون موازنة موقتاً، شرط أن يتضمّن مبلغاً لتشييد الجدار. وناقش الزعيمان اقتراحاً بتمويل الإدارات الفيديرالية لثلاثة أسابيع، لإتاحة مفاوضات حول الأمن الحدودي. وقال ترامب: «إذا توصّلا الى اتفاق معقول، سأؤيّده. يجب أن يكون لدينا جدار في البلد». لكن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي رفضت أي اتفاق ينصّ على «دفعة أولى ضخمة» للجدار. وباتت الإدارة الأميركية ترغم مقدمّي طلبات اللجوء إلى الولايات المتحدة على البقاء في الأراضي المكسيكية، في انتظار البتّ في طلباتهم، في محاولة لردع الهجرة غير الشرعية.
مشاركة :