نقاشات كيف نتجاوز حالة عدم تقدير الذات محمد العتيبي 2019-01-25 7:33 PM نعني بتقدير الذات هنا أنها قناعات ومعتقدات الشخص حول ذاته والصورة الذهنية التي يرى فيها نفسه سواء أكانت إيجابية أو سلبية على حد سواء، وعدم تقدير الذات يكون باحتقارها وإنزالها في منزلة متدنية، ونتيجة لذلك تضعف ثقة الشخص بنفسه وليس كما يعتقد البعض أنهما يؤديان لنفس النتيجة، وتكمن أهمية الحديث عن تقدير الذات في أنه سبب لتحقيق التوافق النفسي (الأمان النفسي والصحة النفسية) في المواقف والأزمات وكل الانفعالات، فيجعلها متزنة ومنضبطة ليتم بناءً عليها اتخاذُ قرارات صحيحة، وتقدير الذات كذلك يقودنا لاكتساب الخبرات الحياتية والنجاح في العمل ومواجهة المشكلات، إضافة للتفاعل مع المحيطين والمجتمع ليتحقق الحب ويشيع جو الألفة والمودة. حقيقة هناك أسباب ومظاهر وحلول لعدم تقدير الذات حاولت اختصارها على شكل نقاط، فمن الأسباب: -1إيذاء الأطفال (العنف) من خلال السخرية والاستهزاء بهم، والإساءة لهم جسديا أو نفسيا أو جنسيا، وربما يستمر ذلك معهم عند الكبر. -2شعور الطفل أن والديه أو أحدهما يكرهه. -3الإفراط في حماية الأولاد من الفشل أو التمرد وكأن الوالدين يوجهان رسالة للطفل: (أنت غير كفء وعاجز عن حماية نفسك دوننا)، وبذلك يترسخ في عقله (أنا ليس لي قيمة في هذه الحياة). -4معتقدات وقناعات عميقة مترسخة ومكتسبة منذ الصغر تحمل تصورات سلبية، تجعل الشخص يفسر الأحداث والمواقف ويحكم عليها من خلالها، تجعل حاضره ومستقبله مبنيين على الماضي، لا تتغير ولا تتبدل (فالمتعثر لا يمكن أن ينهض وينجح، ومن ينتقدني فذلك دليل على أنني فاشل!) وبإمكاننا التخلص من هذه المعتقدات عبر ترديد عبارات محفزة (أنا قادر، أنا أستطيع..). وهناك مظاهر وعلامات تدل على أن الشخص ليس لديه التقدير الكافي لذاته منها: -1 نسيان إنجازات الماضي. -2 الخوف من المستقبل. -3إعاقة الإنجاز والرضا والاكتفاء بالموجود وغياب الاستمتاع بجميع الأنشطة. -4إخفاء المشاعر الإيجابية (شكر، اعتذار، إعجاب). -5حوار سلبي داخلي فالعقل الباطن (اللاشعور) حسب الدراسات الحديثة يتحكم فينا وفي شخصياتنا وقراراتنا بنسبة كبيرة، لذلك يجب أن تكون نظرتنا لأنفسنا إيجابية خصوصا وقت النوم، لأنها أهم فترة للتحفيز لتترسخ بداخلنا. -6الانطوائية الدائمة. -7اللجوء لممارسة السلوكيات الخاطئة (الكذب، النفاق، كثرة نقد الآخرين). -8 المقارنة بالآخرين. -9لا يتقبل المدح والإطراء ولا يمدح الآخرين. -10لا يستطيع قول (لا) فغالبا تجده تابعا لغيره. -11الخوف من التحدث أمام الآخرين والتفكير برضاهم ورأيهم عنه. -12الهرب من حل المشكلات ومواجهتها. ومن الحلول والطرق التي تساعد الشخص على تقديره لذاته وتحقق التوافق النفسي بداخله: -1التعرف على الذات من خلال معرفة نقاط القوة والضعف من الناحية الجسدية (مثل: يعجبني طولي)، والعاطفية (مثل: أتميز بأني حنون)، وكذلك من الناحية العقلية (مثل: أنا جيد في حل المعادلات الرياضية والألغاز)، ومن الناحية الروحانية والإيمانية أيضا. 2 - لا تقارن نفسك بالآخرين 3 - تعرف على ما يشعرك بالسعادة والفرح مثل الرسم والقراءة أو حتى شرب كوب من القهوة. 4 - تواجد بجانب من يعزز ثقتك بنفسك وحاول قدر الإمكان الابتعاد أو التقليل من مخالطة المحبطين والسلبيين. 5 - حدد أهدافك سواء أكانت قصيرة أو متوسطة أو طويلة فالذي لا يقدر ذاته لا يعرف أهدافه، فحياته وغايته للأكل والشرب! 6 - تعرف على إنجازاتك الحاضرة ولا تتجاهلها كنجاح زواجك ونجاحك في تربية أولادك، حتى لو كانت في نظرك بسيطة كتوجيهك لأحدهم وتغيير حياته للأفضل ولو بكلمة. 7 - استحضر إنجازات الماضي في كل لحظة وتذكر المواقف والأحداث التي أحسنت فيها التصرف لتدفعك للأمام وترفع من تقديرك لذاتك. 8 - كافئ نفسك واعتني بها (إجازة، النوم الكافي، الأكل الصحي). 9 - اقبل نفسك كما هي وطورها (كتخفيف الوزن على المستوى الجسدي)؟ 10 - اسأل الآخرين عن مميزاتك وما يحبون فيك واقبل مديحهم 11 - اقرأ القصص الملهمة وسير العظماء والناجحين 12 - كن معطاء وافعل الخير وساعد الآخرين 13 - تعرف على هواياتك التي تحبها ومارسها وختاما فهناك نظرية وضعها عالم النفس الأميركي كارل روجرز تنص على أن أصل معظم مشاكل الناس هو أنهم يحتقرون أنفسهم وغير جديرين وغير مستحقين للحب.
مشاركة :