برنت يرتفع 1 % بفعل مخاوف الأسواق من تعطل الإمدادات

  • 1/26/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1 في المائة أمس وسط مخاوف من احتمال تعطل صادرات فنزويلا من الخام قريبا بعد اضطرابات في البلاد، لكن ارتفاع المخزونات الأمريكية حد من المكاسب. وبحسب "رويترز"، أشارت واشنطن إلى أنها قد تفرض عقوبات على صادرات الخام الفنزويلية مع استمرار انزلاق كراكاس أكثر في براثن الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وأسهم التهديد بخفض الإمدادات في تعزيز أسعار العقود الآجلة. وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 61.80 دولار للبرميل في العقود الآجلة، بزيادة 71 سنتا تعادل 1.2 في المائة عن التسوية السابقة. وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 53.82 دولار للبرميل، بارتفاع قدره 69 سنتا يعادل 1.3 في المائة. وارتفعت أسعار النفط في آسيا أمس متأثرة بالأزمة في فنزويلا الدولة الكبيرة المصدرة للذهب الأسود، لكن الارتفاع يبقى محدودا بسبب زيادة مخزونات المنتجات النفطية في الولايات المتحدة. وتملك فنزويلا أكبر احتياطي للنفط في العالم، وهي عضو مهم في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" على الرغم من انهيار إنتاجها في السنوات الأخيرة. وتسعى الولايات المتحدة، أكبر مستورد للخام الفنزويلي، إلى ضمان أن إيرادات النفط التي يجنيها البلد العضو في "أوبك" تذهب إلى خوان جوايدو زعيم المعارضة الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، وقطع الأموال عن الرئيس نيكولاس مادورو، وفقا لما قاله مسؤول أمريكي كبير. وأرجع محللون المخاطر الجيوسياسية التي يمكن أن تستمر إلى الأزمة في فنزويلا. وقال سوكريت فيجاياكار المحلل في مجموعة "تريفيكتا كوناسلتنت" "إنه عندما نفكر في الأمر على الأمد الطويل نجد أن للصين مصالح هائلة في فنزويلا.. فإذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى خنق هذا البلد، فإن الصين ستنظر إلى ذلك باستياء.. هذا سيؤثر في المفاوضات التجارية وفي النمو". وتؤثر في الأسعار أيضا المخاوف من الفائض في العرض، وأظهرت بيانات معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بمقدار ثمانية ملايين برميل الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات بانخفاضها 42 ألف برميل. وزادت مخزونات البنزين للأسبوع الثامن على التوالي إلى مستوى قياسي بلغ 259.7 مليون برميل، مع انخفاض الطلب على وقود السيارات خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة بنسبة 0.1 في المائة عن مستواها قبل عام. وبحسب "ريستاد إنرجي" للاستشارات، فإن الولايات المتحدة تتجه صوب إنتاج كميات قياسية من النفط والسوائل بحلول 2025. ومن المتوقع أن يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة من السوائل 24 مليون برميل يوميا على مدى السنوات الست المقبلة، بحسب "ريستاد" التي تفترض متوسط سعر للخام الأمريكي خلال هذه الفترة عند 58 دولارا للبرميل. وقال التقرير "إن النمو في إنتاج السوائل الأمريكية ستحركه أحواض نفط صخري رئيسية مثل برميان في أجزاء من تكساس ونيو مكسيكو". وذكر أرتيم أبراموف المحلل لدى "ريستاد"، أنه "ربما تتباطأ إمكانات النمو في الولايات المتحدة إذا هبطت أسعار النفط دون تقديراتنا الأساسية لفترات ممتدة، وطالما استمر متوسط الأسعار فوق 50 دولارا، ستستمر الاتجاهات الإيجابية للإنتاج الأمريكي". وتعرضت أسعار النفط لضغوط جراء المخاوف من آفاق النمو الاقتصادي العالمي في الأمد الطويل، وبالتالي الطلب على النفط. كما واصل المستثمرون توخي الحذر في ظل استمرار المخاوف من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتوقعات بتباطؤ النمو العالمي. ورأت المحللة مارجريت يانج يان من مجموعة "سي إم سي ماركيتس" في سنغافورة أن "هذا الارتفاع غير المتوقع يدل على أن تباطؤ الطلب وزيادة إنتاج النفط الصخري يمنعان السوق من استعادة بعض التوازن بين العرض والطلب". أما إنتاج الذهب الأسود، فقد بقي في مستواه القياسي الأسبوع الماضي مع استخراج الولايات المتحدة 11.9 مليون برميل يوميا في المعدل. وكانت الأسعار تراجعت بنسبة 40 في المائة في كانون الأول (ديسمبر) بسبب القلق من الفائض في الإنتاج. ولمحاولة إعادة التوازن إلى الأسواق، قررت "أوبك" وشركاؤها خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من كانون الثاني (يناير). وقال كيريل ديمترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي أمس "إن بلاده تريد أن تبقى أسعار النفط في نطاق 60 إلى 70 دولارا للبرميل". لكن احتمال تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي يعرقل تحسن الأسعار، ويعتقد بنجامين لو المحلل في مجموعة "فيليب فيتشرز" في سنغافورة أنه "مع أن الأسعار تدل على إمكانية ارتفاع في الفصل الأول من 2019، ما زالت التحديات الاقتصادية المتزايدة تحد من إمكانية تسجيل أرباح على الأمد الطويل". وتوقعت "جلينكور" و"مركوريا إنرجي"، وهما من بين أكبر شركات تجارة السلع الأولية في العالم، مزيدا من التقلبات في أسعار النفط في الأشهر المقبلة بسبب المخاوف المرتبطة بإمدادات فنزويلا وإيران العضوين في منظمة أوبك. وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، وهو ما أدى إلى هبوط صادرات طهران النفطية، وهددت بفرض عقوبات على فنزويلا، التي يتراجع إنتاجها وسط اضطرابات سياسية وأزمة اقتصادية. وقال ماركو دوناند الرئيس التنفيذي لـ "مركوريا" في المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، "أتوقع مزيدا من التقلبات بسبب فنزويلا. هناك تكهنات بشأن عقوبات أمريكية محتملة ربما تؤثر في التدفقات.. إذا أضفنا إلى فنزويلا الضبابية التي تكتنف الإعفاءات من العقوبات على إيران، فلا بد من أن تعود التقلبات". ومنحت واشنطن إعفاءات مؤقتة من العقوبات، لدول آسيوية في الأساس، لتتيح لها الاستمرار في استيراد بعض النفط الإيراني. ويتوقع دوناند أن تتجاوز أسعار النفط 60 دولارا للبرميل، معتبرا "أوبك" ستحاول منع الأسعار من الصعود فوق 80 دولارا. وتابع "تحاول "أوبك" العمل في إطار نطاق سعري ضيق يرضي المستهلكين والمنتجين". ويتوقع أليكس بيرد مدير النفط لدى "جلينكور" زيادة مخزونات النفط في النصف الأول من 2019، على أن تنخفض في النصف الثاني من العام. وأضاف "سيتوقف كثير من الأمور على الإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران.. السعودية وروسيا أبلتا بلاء حسنا في إدارة السوق العام الماضي".

مشاركة :