أدى انهيار سد في مجمع منجمي كبير في جنوب شرق البرازيل إلى سقوط تسعة قتلى، لكن الحصيلة قابلة للارتفاع بعد تأكيد السلطات أن فرص العثور على ناجين "ضئيلة" بينما ما زال 300 شخص في عداد المفقودين. انهار أحد السدود الثلاثة لمجمع كوريغو دي فيجياو المنجمي التابع لمجموعة فالي للمناجم بعد ظهر (الجمعة 25 كانون الثاني/ يناير 2019) في برومادينيو البلدة التي يسكنها تسعة وثلاثون ألف نسمة وتبعد نحو 60 كلم جنوب غرب بيلو اوريزونتي عاصمة ولاية ميناس جيرايس. وقال ناطق باسم فرق الإطفاء "لدينا تسعة قتلى ومعلوماتنا تشير إلى فقدان 300 شخص". وكان روميو زيما حاكم ولاية ميناس جيرايس حيث يقع السد في جنوب شرق البلاد، صرح أنّ "الشّرطة ورجال الإطفاء والجيش بذلوا كلّ ما في وسعهم لمحاولة إنقاذ ناجين محتملين". وأضاف لصحافيين "لكننا نعرف أن هناك احتمالات ضئيلة" بالعثور على ناجين، مشيرا إلى أنه "لن نعثر سوى على جثث على الأرجح". وقالت السلطات المحلية إن فرق الإنقاذ تمكنت من العثور على 270 شخصا من الذين كانوا موجودين في الموقع، أحياء. وصرح فابيو سفارتسمان رئيس مجلس إدارة مجموعة فالي للمناجم أن "معظم الأشخاص المتضررين من موظفينا". وأضاف "لا نعرف حتى الآن عدد الضحايا لكننا نعرف أنه سيكون كبيراً"، موضحاً أن كافتيريا المجمع غمرها الوحل خلال وقت الغداء. وتوقع أن تكون هذه "المأساة البيئية" أصغر من تلك التي وقعت في 2015 لكنه أكد أن "المأساة البشرية أكبر بكثير". في برومادينيو، ينتظر عدد كبير من أقرباء عاملين في المنجم أخبارا جديدة بقلق ولا يخفون غضبهم بسبب قلة المعلومات التي تصدر عن السلطات. من جانبها، أكدت حكومة ولاية ميناس جيرايس أنها حشدت نحو مئة من فرق الإطفاء. من جهته، أكد الرئيس جاير بولسونارو أنه سيتوجه إلى ميناس جيرايس السبت ليحلق فوق المنطقة المنكوبة. وقال بولسونارو في لقاء مع صحافيين في برازيليا "سنسجل الأضرار لنتخذ كل الإجراءات اللازمة لتخفيف آلام عائلات الضحايا والمشاكل البيئية". و على بعد نحو 15 كلم عن السد، أخلت السلطات "وقائيا" موقع إينهوتيم أكبر متحف مكشوف في العالم لمجموعة الفن المعاصر. ويستقبل هذا المتحف الذي يعد وجهة سياحية مهمة في البرازيل 35 ألف زائر شهريا. وكان انهيار سد ساماركو الذي تملكه مجموعة فالي والمجموعة البريطانية الاسترالية "بي اتش بي" في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أسفر عن سقوط 19 قتيلا وتسبب بكارثة بيئية غير مسبوقة في البرازيل قرب ماريانا على بعد نحو 150 كلم عن بيلو أوريزونتي. بدورها، ذكرت منظمة "غرينبيس" المدافعة عن البيئة في بيان انه "من غير المعقول أن يقع بعد ثلاث سنوات وشهرين حادث يحمل الصفات نفسها في المنطقة نفسها". وحينذاك، أغرقت موجة من الوحول عبرت ولايتين برازيليتين على امتداد 650 كلم حتى المحيط الأطلسي عبر حوض نهر ريو دوتشي، مئات الكيلومترات المربعة. وما زالت ولاية ميناس جيرايس تتعافى من انهيار سد أكبر في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015 مما أدى إلى مقتل 19 شخصا في أسوأ كارثة بيئية بالبرازيل. ودفن انهيار السد قرية وأدى إلى تدفق نفاية سامة إلى أحد الأنهار الرئيسية. وكان هذا السد مملوكا لمشروع مشترك بين شركتي فالي و(بي.إتش.بي بيليتون). م.م/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :