لا تبتئس لهذا الركض المحموم بين الناس لخطف كل ما يمكن خطفه حتى لو كان من قلب مسكين وجدير وقدير.. إنه زمن (التعدي).. وعليك أن تبحث عما يشغلك.. ابحث عما يلهي هذا الطفل الذي بعثر (الأشقياء) ألعابه.. دعه يطل من نوافذ أخرى في الحياة.. علقه بهذه (المدورة).. تهزه.. تمرجحه.. تنفض هذا (الأرق) الذي ينتابه خلال (الدوام).. قدم له فنجان شاي (منعنش).. نعم، ما زالت كرة القدم تخرج الموهوبين من هذا الحبس.. دعك من هذا العناء وخذ نفساً عميقاً من هذا الـ (الهواء) الكروي.. اليوم تستطيع أن تجلس على (كرسي ثاتب) لتشاهد الأهلي والهلال مرة أخرى وهما يعلنان التحدي على كأس ولي العهد المحبوب (مقرن بن عبد العزيز).. ترى لمن الكأس الغالية؟.. للزعيم الهلالي صاحب السيادة عليها بـ (11) لقباً.. يكشف من خلالها تمرساً جعله حاضراً لا يغيب عن سماء البطولات؟.. أم لفرقة الإقناع والإمتاع الأهلاوية التي تعيش حاضراً جميلاً وتسعى لكسر (عقدة) النهائيات بانتصار مهم هو السادس لها في هذه البطولة التي يراها الأهلاويون فاتحة خير لعودة (الراقي) لبطولاته؟ إنه لقاء كامل الدسم.. وعلى أصحاب القلوب الضعيفة ألا يجروا لأنفسهم هماً آخر وإلا أحلتهم على (سالم).. صاحبي الحكيم الذي جاء يبحث عن علاج يساعده على إدارة وقته عند (نجار لم يصلح بابه).. فقدم له ولزملائه حلاً لاستثمار الوقت بترك كل ما يكدر الخاطر.. ترك سالم الكرة.. أقلع عن (إدمان) أتلف أعصابه وأوجز الفائدة أمراً ونتيجة بكلمة دارجة.. (روَق).. راح يرددها، ولم يفطن سالم بأنني وأمثالي (نروق) بالكرة.. نتجاوز بها أزمات الحياة التي تفرزها الفوضى.. لذا ما زلت ـ يا سالم ـ أفرد مساحة كبيرة لمتابعتها وملاحقتها وركلها.. وهي التي ما برحت تبقيني شاباً وأنا أكمل العقد (الخامس) من العمر.. لا تمسكوا الخشب فليس له علاقة في دفع العين.. فقط اذكروا الله الواحد الأحد.. إنني مدين لهذه الكرة بأنها ما زالت (تروّقني) يا سالم.. والدليل أن خسارة الأهلي من الهلال لن تخرجني عن المسار الذي رسمته لنفسي في علاقتي مع الكرة وأطرافها والأهم من ذلك كل الشركاء الذين ألتقي بهم خلال فترة (الدوام).. والدوام لله.
مشاركة :