أقيمت خلال فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الخمسين ندوة لمناقشة الفنان التشكيلي فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، والتى جاءت بعنوان «فاروق حسنى يتذكر.. زمن من الثقافة»، الصادر عن دار نهضة مصر للنشر.أعرب الفنان فاروق حسني، عن سعادته بمشاركته فى الدورة الخمسين لمعرض الكتاب «دورة اليوبيل الذهبي» قائلا: «كنا نحتاج بشدة لهذه اللمسة الجمالية والشكل المتحضر. وأضاف، أن الثقافة ككل أمر موسوعي، لكنه تناول الثقافة، التى قوامها هو الأنشطة والبرامج لتصبح سلوكا حضاريا ناتجا عن إرث عظيم، موضحا أنه عندما تولى إدارة قصر ثقافة الأنفوشى الذى كان قريبا من منزله استطاع مع مجموعة من زملائه أن يغيروه تماما فقد نفذ كل الأفكار التى حلم بها، وهو ما جعله يستعين بالشباب لتحديث الرؤى الثقافية وتطبيق هذه التصورات».وأشار «حسني» إلى أنه حقق ما كان يصبو إليه بتوفير دخل للثقافة عبر عدة مصادر منها صندوق التنمية الثقافية، والذى استطاع عبره تمويل مشروعين ضخمين هما متحف الحضارة بالكامل والمرحلة الأولى من المتحف المصرى الكبير، بخلاف إنجاز ٤٢ متحفا وعددا ضخما من المكتبات والمنشآت الثقافية.وتابع، نظرة الدولة لدعم الثقافة هى الخطوة الأولى، لأن الثقافة هى تاج الدولة، مثلما يعرف الناس باريس أو نيويورك بمعالمهما الثقافية والفنية، فالجديد هو دوما ما يفتح الساحة ويستفز الآخر ويخرج بنتائج غير متوقعة، مثلما أقمنا مهرجان المسرح الحديث والمسرح التجريبى وغيرها؛ وكنت أرى أن قطاعات الثقافة يجب أن تسير بنظرية الأوانى المستطرقة، فيجب أن تنمو معا.وأوضح «حسني» أن معركة الحجاب كانت هى أكثر أزمة خرج منها مجروحا «فمعركة اليونسكو نتيجتها تدخلت فيها العديد من القوى الدولية وتم حسمها بفارق بسيط بعد الدفع القوى لأمريكا وإسرائيل، وكنت أكسب كل الجولات السابقة، فالحجاب مؤذ للأطفال ويفقدهم طفولتهم فى الحقيقة، لكن كل الهجوم الذى واجهته من نواب مجلس الشعب وأعضاء الحزب الوطنى دفعونى لأرفض الذهاب إلى المجلس لعام كامل وكأنهم جميعا مؤمنون وأنا الكافر الوحيد، فكان يأتينى منهم من يقول إن زوجته أو ابنته محجبة وهو لا يعيب وكان هذا على المنوال ذاته كثيرا.واختتم حسنى حديثه قائلا: إن ما كان ينقص نظام مبارك هو الخيال، مضيفا أن الخيال والطموحات الكبرى هى الحامى لأى فكر أو نظام، فكان كثيرا ما يقنع الرئيس الأسبق حسنى مبارك بمشروعاته باعتباره متخصصا فى مجاله، وكان دوما يقول له إن المشروعات الضخمة تجد من يقوم بتمويلها دون الإثقال على ميزانية الدولة، على عكس المشروعات المحلية موضحا أن احتفالية الألفية الثالثة التى أقيمت عند سفح الهرم وتكلفت ٩ ملايين جنيه لم تأت بعائد مادى كبير فقد جلبت ٥ ملايين فقط، لكنها حققت عائدا إعلاميا كبيرا وتحدثت عنها صحف العالم وظهرت على CNN لمدة ١٠٥ دقائق وهو ما لم يحدث مع دولة أخرى.
مشاركة :