إسطنبول/ أمره باشتوغ/ الأناضول ألقت الحرب الدائرة في سوريا منذ ثماني سنوات بظلالها على البشر والحجر، وفرقت بين الأهل والجيران، ومن بينهم جاران سوريان، شاءت الأقدار أن يجمعهما مجددا سوق إسطنبول المسقوف. وكان سوق حلب التاريخي يحتضن الكثير من التجار والحرفين، عُرفوا فيما بينهم بحسن الجوار، وأخلاق "ولاد البلد"، إلا أن رياح الحرب سرعان ما عصفت بتلك المنظومة المتناغمة، ليضطر هؤلاء إلى مغادرة بلادهم والبحث عن لقمة العيش في بلدان أخرى. وتسببت الحرب باحتراق أجزاء كبيرة من سوق حلب الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، ويعد أكبر سوق تاريخي في العالم، فضلًا عن كونه مدرجٌ في قائمة التراث الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو). ومن بين تجار وحرفيي هذا السوق، والمعروف أيضا باسم "سوق المدينة"، الذين تضرروا بسبب الحرب، كان عبد الله صبحة وجارته دانيا المعينة، واللذان جمعهما القدر مجددا في السوق المسقوف، أشهر الأسواق التاريخية في مدينة إسطنبول التركية. وفي حديث للأناضول، قال عبد الله صبحة، إنه قدم إلى إسطنبول عقب تعرض سوق المدينة في حلب للدمار، ليواصل حياته وعمله التجاري في بيع الملابس الفولكلورية والهدايا التذكارية في سوق إسطنبول المسقوف منذ 2015. وأضاف صبحة أنه عقب خروجه من سوريا ظل دائم التفكير بمصير جيرانه أصحاب المحال التجارية في السوق المغطى بحلب. وتابع "صبحة" قائلا "شاءت الأقدار أن التقي بالسيدة دانيا المعينة، التي كانت صاحبة أحد المحال التجارية بالقرب من متجري في سوق حلب، لنعود جيران كما كنا سابقا". بدورها، أعربت "المعينة"، عن سعادتها بلقاء "صبحة" في السوق المسقوف بإسطنبول، مضيفة أنها بدأت تشعر وكأنها في مدينتها حلب. وأضافت أنها وبعد مكوثها 4 أعوام في لبنان، قدمت إلى تركيا، نظرا لتوافر الإمكانات التجارية في إسطنبول، لتفتح محلا لبيع المجوهرات. وأشارت "المعينة" أن السوق المسقوف في إسطنبول يشابه تماما سوق المدينة في حلب، لذلك فهي لا تشعر بالغربة وخصوصا بعد أن التقت بجارها "صبحة". والسوق المسقوف في إسطنبول، واحد من أكبر وأقدم الأسواق المغلقة في العالم، ومن وجهات السياحة الأولى في تركيا، ويضم 4 آلاف محل تجاري، كما يستضيف أكثر من 90 مليون زائر سنويا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :