نشرت مجلة «دير شبيجل»، الألمانية ، اليوم السبت، نتائج تحقيقها الأولي في فضيحة قيام أحد أبرز وأهم صحفييها ومراسليها، خلال العقد الأخير، بفبركة عشرات المقالات والقصص الإخبارية على مدار عدة سنوات متتابعة. وكانت المجلة العريقة، قد أعلنت في ديسمبر الماضي، أن كلاس ريلوزيوس، الحائز على عشرات الجوائز المحلية والعالمية في التفوق الصحفي، قد اختلق وزيَّف عددًا كبيرًا من تحقيقاته الخارجية المنشورة عبر صفحاتها بين عامي 2011 و2018. وعمل ريلوزيوس كمراسل حر لدى المجلة قبل أن يتم تعيينه فيها منتصف العام 2017، علمًا بأنه اعترف بجرائمه التحريرية الرهيبة، مدعيًا أنه بحاجة إلى مساعدة من قِبَل طبيب نفسي. وفبرك ريلوزيوس قصصًا عدة عن الشرق الأوسط، وبخاصة عن الحرب السورية، وجمع أموالًا بزعم إغاثة أطفال سوريا، فيما ذهبت تلك التبرعات إلى حساباته البنكية الخاصة، غير أن موضوعًا بعنوان «الصياد» عن مشروع الجدار الحدودي مع المكسيك، الذي يتبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أوقعه في الفخ، بعدما اختلق قصصًا تتعلق بمدينة حدودية لم يزرها مطلقًا. وجاءت الضربة القاضية للصحفي المخضرم من شريكه المصور خوان مورينو، الذي شك في سلوكه أثناء إعداد القصة فأبلغ الإدارة. واعترفت إدارة المجلة بالتقصير، لافتة إلى أن مراسلها استمر بالكذب، وهي استمرت في التخلي عن مسؤولياتها المتعلقة بالتدقيق وتتبع صحة الأخبار. وفي هذا الشأن، أكدت المجلة أنها فحصت 28 قصة إخبارية، وهو رقم يعادل تقريبًا نصف الموضوعات التي كان ريلوزيوس قد كتبها على صفحات المجلة طيلة 7 سنوات، وقد تبين للإدارة أن 15 على الأقل منها «مزورة، أو «مزورة بشكل كبير». وأضافت المجلة: «سبعة مقالات فقط من 28 كانت سليمة، أضف إلى ذلك أن العديد من القصص المزيفة كان يمكن اكتشاف كوارثها بسهولة شديدة، لو أن قسم التدقيق كان قد قام بواجباته». واختتمت المجلة تحقيقها بالتحلي بمزيد من الشجاعة في مواجهة أكبر فضيحة صحفية تعيشها منذ تأسيسها قبل 70 عامًا؛ حيث أكدت أن «الصحفي المدان ظل يكذب، بينما بقت إدارة التحرير على عهدها في السماح له بالكذب».
مشاركة :