تونس: «الخليج»شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أثناء زيارته لتونس، أمس السبت، على أهمية إعادة سوريا إلى الجامعة العربية بمناسبة القمة العربية التي تحتضنها تونس في مارس المقبل. وجاء موضوع الملف السوري على رأس اهتمامات الوزير الروسي في ظل التحضيرات بتونس لتنظيم القمة، ومع استعادة سوريا لزمام الأمور في عدة مناطق بالبلاد ودحر أغلب التنظيمات الإرهابية.وكرر لافروف في لقائه وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي والرئيس الباجي قائد السبسي، أن على تونس أن تحرص على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، خاصة أنها ستحتضن القمة العربية في مارس المقبل. كما دعا لافروف إلى ضرورة المحافظة على وحدة سوريا الوطنية والترابية، معتبراً أن مكانها الطبيعي هو المجموعة العربية.من جانبه، أعلن وزير الخارجية التونسي، أن «المكان الطبيعي» لسوريا هو داخل جامعة الدول العربية. وقال الجهيناوي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي: «سوريا دولة مهمة وأساسية في الوطن العربي، وموقعها الطبيعي هو أن تكون على الساحة العربية».وأضاف الجهيناوي: «موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية قرار يأخذه العرب في اجتماعاتهم المقبلة، وهم من يقرر كيفية رجوعها، ومتى ترجع، وبأي صفة». وجدد الوزير التونسي تأكيد حرص بلاده على الإسراع في إيجاد حل للنزاع السوري وتوافق السوريين للخروج من أزمتهم. ورداً على سؤال بشان إعادة فتح السفارة التونسية بدمشق، قال الجهيناوي، إن تونس لديها قائم بالأعمال في دمشق، وإن تقييم مستوى التمثيل يرتبط بالوضع في هذا البلد.على صعيد آخر، طالبت الحكومة السورية، تركيا بسحب قواتها من أراضيها ووقف دعم الإرهاب، معربة في الوقت نفسه عن تمسكها باتفاقية أضنة التي وقعتها مع أنقرة نهاية تسعينيات القرن الماضي.ووُقّع اتفاق التعاون المشترك بين تركيا وسوريا المعروف باسم «اتفاق أضنة»، في هذه المدينة التركية لإنهاء أزمة بين أنقرة ودمشق كان سببها حينها وجود زعيم حزب العمال عبدالله أوجلان في سوريا. وترى تركيا أن هذا البروتوكول يمنحها حق التدخل على الأراضي السورية، ضد حزب العمال الكردستاني وحلفائه.وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، بحسب تصريح بثته وكالة الأنباء السورية الرسمية: «بعد ما تم تداوله حول ما يعرف باتفاق أضنة، وبعد التصريحات المتكررة وغير المسؤولة من قبل النظام التركي حول النوايا العدوانية التركية، سوريا تؤكد أنها ما زالت ملتزمة بهذا الاتفاق والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب».وتابع المسؤول السوري: «النظام التركي ومنذ عام 2011 كان ولا يزال يخرق هذا الاتفاق (أضنة)، عبر دعم الإرهاب وتمويله وتدريبه وتسهيل مروره إلى سوريا، أو عبر احتلال أراضٍ سورية من خلال المنظمات الإرهابية التابعة له، أو عبر القوات المسلحة العسكرية التركية بشكل مباشر».وكانت تقارير أشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عرض على نظيره التركي رجب طيب أردوغان، تفعيل اتفاقية أضنة لمعالجة الإشكاليات بين البلدين في الشمال. وشنت تركيا مطلع العام الماضي هجوماً على منطقة عفرين السورية، في مسعى لمنع الاتصال بين الأكراد شرقي نهر الفرات وغربه.وأكد المصدر السوري أن أي تفعيل لاتفاق أضنة، يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين إلى ما كانت عليه، وأن يلتزم النظام التركي بالاتفاق ويوقف دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، ويسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها. (وكالات)
مشاركة :