كم من الوقت.. كم من المال؟

  • 1/27/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

د. حسن مدن أما كان أفضل لو أن أصحاب الأدمغة البشرية بالغة النبوغ والتفوق التي تخترع وتطوّر أنواع الأسلحة الفتّاكة القادرة على عبور القارات، توجهوا إلى مختبرات تنتج ما يجعل حياة البشر أكثر سعادة واستقراراً وطمأنينة وأمناً؟ وسؤال آخر لا يقل أهمية: ماذا لو أن الأموال الباهظة التي تنفق من ميزانيات الدول على اختراع وتطوير، أو شراء الأسلحة على أنواعها وجهت نحو النهوض بأوضاع التعليم والصحة والسكن والثقافة وكافة الخدمات؟ أما كانت البشرية تعيش حالاً من الرفاه تفوق ما هو متاح أضعاف المرات حتى في البلدان الغنية، فما بالنا بالبلدان الفقيرة؟ أعرف أن هذه أسئلة يطرحها الحالمون السذج مثلنا. الساسة «الأذكياء»، الأقوياء لا يأبهون بها، لأنهم يعلمون علم اليقين أن هذه الأسلحة ضرورية لضبط المصالح في عالم تتنازع أممه القوية على النفوذ، وخلف هذا النفوذ تكمن الرغبة في الاستحواذ على ما على ظهر الكوكب من ثروات، أو ما تبقى منها. وحتى برامج غزو الفضاء تظهر في الشكل رغبة البشر في التعرف على أسرار الكون الذي لا يعدو كوكبنا، على كل ما يضج به من صراعات وما تسيل فوق ترابه من دماء، سوى جرم صغير فيه، لكن الغاية الحقيقية من وراء هذه البرامج هي الوصول إلى ثروات محتملة في الكواكب الأخرى. كم من الأموال تنفق على الأسلحة؟ ثم كم من الأوقات تنفق على بلوغ تسويات وحلول ووضع ضوابط كي لا يؤدي الإفراط في تطوير هذه الأسلحة إلى نهاية الحياة على الكوكب بكبسة زر خاطئة أو مقصودة من «مجنون» يقيض له في لحظة من اللحظات القيام بها، فيعمّ الدمار؟ في نهاية العام الماضي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نجاح بلاده في امتلاك صاروخ يُحلّق بسرعة تصل إلى 20 مرة أسرع من سرعة الصوت، وكان له وقع الصدمة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، لأنه على درجة من التطور بحيث أن الجيش الأمريكي لا يستطيع التصدي له حالياً، وأن «البنتاجون» قد ينفق أكثر من مليار دولار في محاولة لتطوير قدراته الخاصة رداً عليه، وهناك تلويح بالعودة إلى برنامج حرب النجوم الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان وأربك السوفييت يومها وعجّل بسقوط النظام السوفييتي. مرة قال برتراند راسال إن الحياة استمرت على الكوكب كل هذه الآلاف من السنين بسبب جهل الإنسان، وما امتلكه اليوم من علم قد يدمر في لحظة حماقة كل الحضارة التي بناها. madanbahrain@gmail.com

مشاركة :