دبي: زكية كردي يومان مزدحمان بالفن و الحياة امتلأت فيهما، أمس وأول أمس، رئتا «السركال أفنيو» بالكثير من الشغف المعجون بالمعارض الفنية، والأنشطة، والعروض السينمائية والعروض الموسيقية، وورش الرقص، والورش الفنية للكبار والصغار، إضافة إلى الأفكار المبتكرة، التي ملأت حارات الحي الفني بالدهشة والمتعة. كل هذا تضاف إليه متعة استكشاف الطعام عبر عربات شبابية تفتح النوافذ على طرق جديدة؛ لابتكار النكهة. تمحور المهرجان، الذي أقيم هذا العام تحت عنوان «كنترول، ألت، ديليت»، حول مفهوم الاستدامة؛ ليوضّح كيف يمكن للتغييرات البسيطة في أسلوب حياتنا أن تؤثر في الاقتصادات الكبيرة، وتؤدي إلى تحسينات بيئية واجتماعية. على جدار خشبي ضخم أقبل الكثير من الزوار لإضافة أكوابهم الورقية؛ بعد أن لونوها بالأهداف، التي اختاروها من المجموعة المكونة من 17 هدفاً ترمز إلى «أهداف الأمم المتحدة لعام 2030»؛ ليكون العالم أفضل، حسب محمد المنصوري، صاحب مشروع «تك آرك». ويقول: تعد هذه الأهداف مطلباً للناس؛ ليجتمعوا مع بعضهم، ويساهموا في جعل عالمنا مكاناً أفضل، كل واحد منهم حسب دوره؛ فالمدرس تساهم في تقدم التعليم، والفنان في جعل العالم أجمل، وحاولنا أن نربط فكرة الوعي بالأهداف بفكرة إعادة التدوير؛ من خلال تقديم عمل فني من الأكواب المستعملة. وتفاعل الزوار أيضاً مع معرض «بوتينج فور بليجور أند بوليتيكس» الجماعي، الذي يشرف عليه «ديفيد دارتس» البروفيسور في جامعة نيويورك أبوظبي، بمشاركة تسعة فنانين؛ لتصميم حفر صغيرة للجولف، التي تفاعل الزوار معها بطريقة مرحة. ومن المعارض التفاعلية كان هناك معرض الحياة البرية الإماراتية في «ميرزام»، وطرق التصنيع المستدامة في «أيكون هاوس»، إضافة إلى ذلك، قدّم «تشاريسايكل» و«ميتال آرت باي نيكيل»ورش عمل للكبار والصغار حول إعادة التدوير. أما «تشي-كا» المساحة الفنية المعاصرة حول «الكيمونو» الياباني، فقدّمت حصة تفاعلية عن أهمية تحويل المواد المختلفة إلى أسمدة. وعمل فريق مبادرة «ريل فلسطين» السينمائي على مواكبة توقيت مهرجانها مع مهرجان القوز للفنون، حسب، بهاء كيالي، أحد مؤسسيه. وعن العروض، التي قدمها المهرجان في سينما عقيل، قال: نملك عدداً من الأفلام المهمة، الفلسطينية والعربية والأجنبية البديلة، التي تتناول القضية الفلسطينية في محورها، ومن أهمها «الرجل الذي سرق بانكسي»، و«القاضية» ويحكي قصة أول قاضية في المحاكم الشرعية في العالم العربي، وفيلم الأنيميشن «ذا تاور»، الذي يحكي قصة طفلة لاجئة فلسطينية. أما في صالات العرض الفنية فكان الإيقاع مختلفاً، يرصد الزائر فيه صخب الأعمال الفنية الضخمة، التي حملت الكثير من القضايا، التي تشغل العصر، فعرضت «أيام جاليري» معرضاً استعادياً للفنان تمّام عزام ما بين 2007-2017 ويرصد تطور تجربة الفنان مع تصاعد الأزمة السورية، ومحاكاته لمجريات الأحداث عاماً تلو الآخر، بينما قدم «ستالايت وير هاوس» في الجهة المقابلة عرضاً للأزياء بعنوان «شوق» برؤيا سريالية مختلفة تماماً عن المتعارف عليها، فتبدو وكأنها مستوحاة من الأغطية، ومن أزياء المحاربين، لننتقل منه إلى جاليري «إيزابيل فان دين»، الذي احتضن معرض «لاتقلق سبايدر مان وأبق البيت في حالة الطوارئ» للفنان حسام رحمانيان، الذي يركز فيه على الأشياء المهمشة في البيئة، وفي العالم؛ لمنحها قيمة استثنائية بتحويلها إلى عمل فني مفاهيمي؛ يهدف إلى المساواة بين البشر، وبين البشر والأشياء على الأرض. أما «غرين آرت جاليري» فاحتضن مجموعة من أعمال الفنان المصري سمير رافع، الذي اتسمت أعماله بالحزن السريالي، وبالغموض، وبألوان تشبه الحلم، التي أبدع من خلالها عالماً من الوحدة واليأس. وبين العروض الفنية، التي جذبت الكثير من الشباب تميزت الأمسية الموسيقية، التي قدمتها فرقتا «مجاز» و«نون» ضمن سلسلة حفلات «ذا فريدج فرينج»، وأيضاً ورشة الرقص الأدائي الحي، التي قدمتها فرقة «سمة».
مشاركة :