ضياء الدين علي ** استعاد منتخب الإمارات «بعض» سماته التي كنا نتساءل عن سر غيابها، ففاز على منتخب أستراليا حامل اللقب.. فما بالك لو استعاد «كل» سماته، واسترد عنفوانه القديم؟الإجابة هي: بالتأكيد لن يقوى أي منتخب على اعتراض سبيله نحو لقب البطولة القارية التي نتمناها جميعاً. ** في الوقت المناسب ظهر «الأبيض» بصورة قريبة من النموذج الذي نريده، والمثال الذي يؤهله لتحقيق الحلم الآسيوي الكبير. وإذا اتفقنا على أن كل بطولة أياً كان مسماها، تشهد مخاض بطلها خلالها، بحيث يكبر وتنتعش حظوظه تدريجياً خلال أدوارها، بغض النظر عن أية حسابات نظرية مسبقة، فمنتخب الإمارات حرر في تلك المباراة عملياً شهادة ميلاد شخصيته كبطل، وما عليه إلا أن يحافظ عليها وأن يضيف لها كل ما يكملها في الموقعتين المتبقيتين من كل الوجوه. ومن دون مكابرة دعونا نعترف بأن المنتخب ارتقى بمستواه، والحمد لله، واستشعر اللاعبون المسؤولية، ولعبوا بتركيز عال جداً أمام منتخب «الكنغارو»، الذي كان فعلاً بلا حول ولا قوة. وبحساب الفرص والهجمات وفترات السيادة، كانت هذه أول مباراة ل «الأبيض» في البطولة يتفوق فيها على منافسه لعباً ونتيجة، ومن ثم يقنع عشاقه ومحبيه بأنه جدير بالمضي قدماً في مشوار النهائيات. ** أحلى أصداء نعيشها.. وأحلى أحاسيس نشعر بها.. وأحلى كلام نقوله الآن، والمنتخب على درب البطولة قولاً وفعلاً وشكلاً وموضوعاً، وقناعتنا كبيرة بأن «الأبيض» عنده ما هو أفضل في مقام الإقناع والإمتاع والإبهار، وفقط عليه أن يستنفر قواه ليقدمه ويتوج به جهوده، لا سيما بعد أن كتب تاريخاً جديداً لنفسه بإقصاء حامل اللقب ورد الاعتبار في الوقت المناسب، وبتسجيل «الموهوب المبخوت» علي هدفه التاسع آسيوياً، فعادل بذلك رقم الياباني تاكاهارا، وتقدم لملاحقة الكوري لي دونج (10 أهداف)، وإن شاء الله يحطم رقم الإيراني علي دائي صاحب ال 14 هدفاً. ** إن شاء الله مع كل درجة على سلم نهائيات البطولة، سنجد من لاعبي المنتخب ما يتناسب معها من جهد ومثابرة وإبداع. نعم المنتخب القطري في حالة جيدة حالياً، لكن «الأبيض» الذي نعرفه جيداً قادر على اجتيازه بسهولة، لا سيما إذا واصل بتلك الروح العالية التي أقصى بها بطل آسيا، والتي استشهد بها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي حينما قال إنه بهذه الروح جدير ببلوغ أبعد نقطة في البطولة.دعونا جميعاً نرحب ونحتفي ونحتفل بميلاد شخصية «الأبيض البطل»، ونوفر له كل ما يحتاجه على كل الصعد، في الملعب وفي المدرجات، لنسعد جميعاً بنصره وإنجازه بإذن الله.. قولوا: «آمين».deaudin@gmail.com