الوطن بعين العقل

  • 2/13/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

• من بين أهم النعم التي خص الله بها الإنسان عن سائر خلقه، نعمة العقل. وبسلامة العقل، وتوظيفه التوظيف الأمثل، يستطيع الإنسان إدارة أمور حياته باتزان وبصيرة، تؤهله بعد توفيق الله لضبط عقال النفس، واستشعاره، من خلال هذه النعمة الكبرى. لسواها من النعم الأخرى وفي مقدمتها ما يرفل فيها على أرض وتحت سماء هذا الوطن المقدس، ومن ثم يقارن فيرى «بعين العقل»، أنه في كنف وطن يسمو فوق كل المقارنات، فله من التفرد النوعي على كل المستويات وأسماها، ما خصه الله به دون سواه من كل بقاع الدنيا، وما ديمومة نعم الإيمان والأمان والخير والرخاء في كل أرجاء هذا الوطن الطاهر، في أوج كل هذه المحن والصراعات التي تحيط بنا، والأزمات الاقتصادية التي تكتنف العالم...، إلا بفضل الله تعالى، «لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع». •• قال ابن حيان: «العقل يؤنس الغربة، وينفي الفافة، ولا يتم دين أحد حتى يتم عقله، وهو من أفضل مواهب الله لعباده، وهو دواء القلوب، ومطية المجتهدين، وبذر حراثة الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا، وعدته في وقوع النوائب، ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجده من لذة دنياه...». •• وهذه الهبة العظيمة التي يتفرد بها الإنسان عن سواه من المخلوقات، تستوجب عليه العمل والحفاظ على سلامتها وتحصينها من الأضرار والآفات التي تفتك بها، أما سبل الرعاية المثلى لهذه النعمة العظيمة وكيفية توظيفها فيما يفضي إلى خير الإنسان وتوفيقه وصلاحه، فقد استوفت حقها من الإيضاح والتفصيل، تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، التي أوفت كل شيء في أمور الدين والدنيا حقه من الشرح والأوامر والنواهي، فمتى أحيطت أولا هذه النعمة بما تستوجبه من الشكر، والشكر يملي علينا الوفاء بواجبنا تجاه المنعم، وهو بفضله علينا يمنحها الديمومة والنمو والنضح ويلهمنا إلى إطلاق قدراتها وصواب أهدافها فيرينا من خلالها بفضله الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.. والله من وراء القصد. • تأمـل: إذا أكمل الرحمن للمرء عقله فقد كملت أخلاقه ومآربه. فاكس: 6923348

مشاركة :