حذر مختصون في مؤتمر «الشبكات الاجتماعية والأمن الفكري» أمس الأول من خطر مواقع التواصل الاجتماعي على الأمن الوطني مطالبين بأهمية تضافر جهود المؤسسات التربوية والتعليمية والأهلية والحكومية ووضع آليات لتحديد احتياجات الأبناء من أجل الوصول للاستخدام الأمثل من قبلهم لشبكات التواصل الاجتماعي. من جانبه أكد وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات الدكتور عبدالقادر الفنتوخ أن الأمن الفكري يرتبط بالأمن الوطني الذي يحقق استقرار الدولة والمحافظة على وحدتها ومعتقداتها وثقافتها، مما يحقق الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع وطوائفه، والذي ينعكس إيجابا على أمن الأفراد وأمن الوطن. واشار الى وجوب إعادة النظر في أسلوب ومنهجية الردود والحوار للحد من التأجيج والتصنيف والاستعداء في الخطب والإعلام كونها تتسبب في موجات كبيرة من المعارك والصراعات المنهكة للطاقة الوطنية داعيا الى نشر ثقافة الرقي في الحوار والنقاش وتوعية وتثقيف النشء بأن السلوك على الإنترنت يجب أن يكون مسؤولًا كما لو كان في العالم الحقيقي وبناء فضاءات شبكية حوارية في موضوعات مفيدة للفرد والمجتمع تضمين تطبيقات شبكات التواصل في المناهج والأنشطة التعليمية والبحثية، ووضع وتطبيق أنظمة مرورية صارمة تمنع استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة. ودعا الى العمل على إيجاد بدائل للهوايات البدنية والذهنية التي تساعد على استغلال الوقت في ما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع كفتح أندية صحية للإناث كما هو موجود حاليا للذكور وفتح المدارس والجامعات في الفترة المسائية للأنشطة والهوايات ووضع برامج لنشر القيم والأخلاق الإسلامية لما لذلك من تهذيب النفس البشرية ونشر قيم (الصدق، الستر، حسن المعاملة، إحسان الظن، وحدة الكلمة،) وإجراء دراسات على مجتمعات مختلفة من الفئات العمرية، وفحص مدى تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية الاجتماعية. واشار الى أهمية تضافر جهود المؤسسات التربوية والتعليمية والأهلية والحكومية ووضع آليات لتحديد احتياجات الأبناء من أجل الوصول للاستخدام الأمثل من قبلهم لشبكات التواصل الاجتماعي. جاء ذلك خلال ورقة عمل قدمها بعنوان شبكات التواصل الاجتماعي: التأثير والمستقبل ضمن جلسات مؤتمر الشبكات الاجتماعية والأمن الفكري المقام حاليا بالرياض حيث عرض مجموعة من التوصيات المهمة من بينها تشجيع ودعم المؤسسات الحكومية والأهلية التي تشارك وتتفاعل مع شبكات التواصل الاجتماعي، من جانبه بين عميد التعاملات الإلكترونية والاتصالات بجامعة الملك سعود الدكتور عصام الوقيت في عرضه لورقة عمل بعنوان «تويتر في المملكة العربية السعودية -إحصاءات وتحليل» أن نسبة استخدام الهواتف المحمولة بلغت 169% في المملكة وأن هناك استخدام كبير للشبكات الاجتماعية بمختلف أنواعها في المملكة العربية السعودية ففي اليوتوب المملكة تحتل المركز الأول لعدد المشاهدات للمستخدم وفي تويتر ارتفعت نسبة المستخدمين بنسبة 45% خلال عامين. مبينا أن أعلى عشرة حسابات عالمية منها 8 لمشاهير من العالم الفني وسياسي واحد (اوباما) و1 لشركة يوتوب مشيرا الى أن تويتر استغرق 3سنوات وشهرين ويومًا للوصول لأول مليار تغريدة في بداياته واليوم اصبح متوسط التغريدات 500 مليون تغريدة يوميا بمتوسط 5700 لكل ثانية، وبلغ أعلى نسبة 143 ألف تغريدة في الثانية في بعض الأحيان. وبين الوقيت أن من خلال بحثه في إحصاءات تويتر في السعودية لاحظ أن أكثر الأيام نشاطا هي الجمعة والاثنين والأقل نشاطا الخميس ثم الأربعاء ووقت الذروة يبدأ من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة الثانية صباحًا، وأشار الوقيت الى ضرورة وجود مرصد إعلامي لرصد ما يكون في المواقع الاجتماعية ومعالجتها. من جانبه حذر الدكتور بجامعة الملك سعود عبدالملك السلمان من تأثير بعض الفيروسات الإلكترونية التي أسماها بالدخلاء والتي تصيب الأجهزة وما تسببه من خطر على الأمن وفقدان للبيانات المهمة وتعطيل للأجهزة والخدمات مبينا أن من أشد الأجهزة خطورة على المعلومات هي الجوالات وما تحتويه من بيانات وأشياء شخصية مهمة مؤكدا أن اللغة العربية لها تأثير في صعوبة التعرف في بعض الأحيان على الفيروسات، مبينا أن بعض الجهات داخل المملكة رفضت أن تدخل الأنظمة الإلكترونية الخاصة برصد النتائج لأسباب سهولة التزوير ولا أحد يستطيع الكشف عنها.
مشاركة :