أعلنت كلية المجتمع في قطر أن عام 2019 سيشهد تخريج الدفعة الأولى من طلاب إدارة الخدمات اللوجستية والإمدادات. ومن المتوقع أن يسهم البرنامج في رفد سوق العمل بالمزيد من الكوادر الوطنية المؤهلة لتشغيل البنية التحتية اللوجستية للدولة، بالإضافة إلى إدارة خدمات النقل والتخزين بصورة عامة على نحو أكثر فعالية. وأشار الدكتور محمد النعيمي، رئيس كلية المجتمع، أن الإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة قطر في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، مثل إنشاء مناطق لوجستية متطورة وتشغيل ميناء حمد وافتتاح مسارات ملاحية استراتيجية مع العديد من الدول إلى جانب مشاريع المناطق الحرة التي تسهم في تحويل دولة قطر إلى محطة مهمة للتجارة الإقليمية والعالمية، أدت إلى ظهور حاجة ملحة إلى طرح برامج أكاديمية متخصصة لضمان التشغيل السلس لشبكة الخدمات اللوجستية المتنامية بالدولة. وأضاف: "لقد دفع هذا التطور المتسارع كلية المجتمع في قطر إلى المبادرة لسد الفجوة بين التطور الهائل الذي تشهده البنية التحتية اللوجستية في البلاد وقلة الكفاءات الوطنية المتخصصة، فقامت الكلية بتطوير برنامج الدبلوم المشارك في إدارة الخدمات اللوجستية والإمدادات بهدف تدريب الطلاب بشكل متكامل وتأهيلهم لشغل المناصب الإدارية في النقل والتخزين والتوزيع ومراقبة المخزون والشراء والخدمات اللوجستية الدولية. وقد قام بالتسجيل في البرنامج 130 مشاركًا حتى الآن، من بينهم مجموعة من منتسبي القوات المسلحة والقوات البحرية الأميرية. وسيمثل طلاب الكلية المتوقع تخرجهم هذا العام الدفعة الأولى من حاملي المؤهلات الأكاديمية في هذا التخصص بالدولة". من جهته، عقّب الدكتور منير عبّاد، منسق برنامج إدارة الخدمات اللوجستية والإمدادات بالقول: "طوّرت كلية المجتمع هذا البرنامج باللغتين العربية والإنجليزية استنادًا إلى أفضل الممارسات وأحدث الابتكارات في هذا المجال، بالإضافة إلى تضمين 180 ساعة من التدريب العملي للطلاب في عدد من المؤسسات المختارة بالدولة، بحيث يمكنهم استنباط حلول مبتكرة في النقل، والتخزين، وتدفق المعلومات، وغيرها من المجالات. وحاليًا تقوم الكلية بدراسة إمكانية طرح درجة البكالوريوس في إدارة الخدمات اللوجستية، وبالتالي تزويد السوق بكوادر مؤهلة على جميع المستويات الوظيفية، من مسؤولي المخازن ومنسقي الخدمات اللوجستية، وصولًا إلى مدراء المشتريات والإنتاج وغيرهم". ويتوقع الخبراء في هذا المجال أن تكتسب قطر إضافة نوعية هامة لاقتصادها الوطني من خلال التحول إلى مركز لوجستي إقليمي، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع مختلف دول العالم، بالإضافة إلى توفير الدعم للمنتجات الوطنية والصناعات الجديدة القابلة للتصدير، والوفاء بالمتطلبات اللوجستية للفعاليات الرياضية الضخمة، مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وكذلك توفير الخدمات اللوجستية المتطورة لسكان المنطقة العربية. وقد دفع هذا الطلب المتزايد على المتخصصين اللوجستيين المدربين تدريبًا عاليًا الطالب تركي محمد حسن الهيدوس، مرشح ضابط بالقوات البحرية الاميرية، للانضمام إلى برنامج الدبلوم المشارك في إدارة الخدمات اللوجستية والامدادات بالكلية. وفي هذا السياق، صرح الهيدوس، قائلًا: "لقد مكنني المنهج الدراسي الخاص بالبرنامج من التعرف على الخدمات اللوجستية وعمليات التوريد بشكل أفضل. وأرى أنه مع تطور البرنامج المستمر، سيصبح مجال اهتمام رئيسي للطلاب في جميع أنحاء قطر"، مشيرًا إلى أنه حريص على الاستفادة من المهارات التي اكتسبها خلال دراسته لتعزيز الأداء الوظيفي في مكان عمله. من جهته، أوضح الطالب علي يوسف أحمد الصديقي، وهو أيضًا مرشح ضابط بالقوات البحرية الاميرية، أن تسجيله في البرنامج كان مجزيًا للغاية. وقال الصديقي: "توقعت في البداية أن تكون الدراسة صعبة في هذا المجال ولكن مع تقدمنا في المنهج، اتضح لي أنها تجربة تعليمية فريدة. لقد تعلمنا العديد من الموضوعات المثيرة للاهتمام التي تتناول كيفية تطبيق المبادئ اللوجستية على أرض الواقع والتعامل مع مختلف الجهات المعنية". ويأمل الصديقي في مواصلة دراسته والحصول على درجة البكالوريوس في الخدمات اللوجستية والمساهمة في النهوض بهذا المجال الدائم التطور في دولة قطر.;
مشاركة :