تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال البابا فرنسيس فبراير المقبل، فقد أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في الإمارات، أن تلك الزيارة الباباوية الأولى على الإطلاق لشبه الجزيرة العربية، بانها ستساهم في بناء الجسور، في الوقت الذى تتزايد فيه النزعة القومية والانعزالية في جميع أنحاء العالم.ومن المقرر أن يجتمع البابا مع رجال دين مسلمين بارزين وشخصيات دينية متعددة في لقاء بين الأديان في أبوظبي سيحمل عنوان: "لقاء الاخوّة الإنسانية"، وسوف يحتفل بالقداس مع المسيحيين الذين يعيشون في المنطقة.تم تعيين آل نهيان، ثاني وزير تسامح في البلاد، عام 2017، بعد الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وهو واحد من العديد من المناصب الحكومية الفريدة التي تم إنشاؤها في السنوات الأخيرة، إلى جانب وزراء دولة من أجل السعادة والذكاء الاصطناعي والشباب. ولفت إلى أن وزاته تهدف لبناء الجسور وكسر الجدران التي يحاول بعض الناس إقامتها، والاختباء من ورائها، موضحا أنه مكلّف للتواصل مع المقيمين في الإمارات، من مختلف الأديان والخلفيات، كي نجعلهم يشعرون بالأمان والاحترام.وأضاف آل نهيان متحدثًا من مجلسه في أبوظبي، أن تعريف التسامح هو فهم الآخر، والتحدث بعضنا مع بعض، وفي نفس الوقت الاحتفاظ باختلافاتنا الخاصة". وتابع "إن اختلافاتنا، سواء كانت في دياناتنا أو ثقافاتنا أو عاداتنا، هي فسيفساء جميلة.وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019 عاما للتسامح، وتم تشجيع القطاعين العام والخاص على التمسك بمبادرة الدولة هذه، والتي تدوم عامًا كاملًا بغية تعزيز البلاد كمنارة للتسامح، حيث يعيش فيها حوالي 200 جنسية وتعمل بسلام. وتتألف الدولة من اتحاد يضم سبع إمارات، بما فيها مدينة دبي الصديقة للسياحة. وتقع البلاد على الجانب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ويقطنها حوالي 9 ملايين نسمة، (حوالي 8 ملايين منهم من الأجانب المقيمين).وقال آن نهيان، إن زيارة البابا تسلّط الضوء على انفتاح الإمارات على الناس من جميع أنحاء العالم. وخلال زيارته المنتظرة، من المقرّر أن يلتقي البابا فرنسيس بالشيخ أحمد الطيب، الإمام الأكبر للأزهر، المؤسسة الدينية الأولى في الإسلام السنيّ في مصر، إضافة إلى العديد من الشخصيات الدينية الأخرى. ولفت إلى أنه يتوقع أن يختتم اللقاء بإعلان سيكون بمثابة خريطة طريق للأديان المتعددة، "للعمل على خلق عالم أفضل". وقال: "إنها أقوى رسالة نبعث بها لأولئك الذين يحاولون تقسيمنا، ولأولئك الذين يخلقون انعدام الثقة بيننا".
مشاركة :