استمرت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري وحلفائه من «حزب الله» اللبناني وعناصر إيرانية من جهة وفصائل المعارضة من جهة ثانية بين محافظات القنيطرة ودرعا وريف دمشق والتي تشن فيها القوات الحكومية هجوماً ضخماً، في وقت أعلن فصيل معارض «النفير العام» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال البلاد. وبعدما أعلن النظام أول من أمس سيطرته على عدد من المناطق المهمة في إطار هجومه بين جنوب دمشق وشمال ريف درعا، قالت مصادر المعارضة إن عشرات الجنود الحكوميين وأفراد الميليشيات الموالية لهم قُتلوا أو جُرحوا أو أُسروا في كمائن نُصبت لهم في المناطق التي تقدموا فيها، وإن المعارضة نجحت في الواقع في استعادة عدد منها. وفي هذا الإطار، أصدر «جيش الأبابيل» التابع لـ «الجبهة الجنوبية» والناشط في محافظة درعا بجنوب البلاد، بياناً أعلن فيه «وقف التغطية الإعلامية من بيانات ومقاطع فيديو لكافة العمليات العسكرية والأمنية التي يقوم بها عناصر الجيش الحر ضد جيش النظام والميليشيات الشيعية التي تقود المعركة في محافظتي درعا والقنيطرة». وأوضح موقع «كلنا شركاء» المعارض أن «كتائب الثوار نجحت اليوم (أمس) في قتل ما يزيد على عشرين عنصراً من الميليشيات الإيرانية واللبنانية، إضافة إلى قيادي بارز في جيش النظام، بالإضافة إلى أسر ما يزيد على ثلاثين عنصراً آخرين من ضمنهم عدد من العناصر الإيرانية، وتدمير ثلاث دبابات خلال المعارك الجارية على جبهات دير العدس، كفر شمس، ودير ماكر» في المنطقة التي تصل بين القنيطرة ودرعا وريف دمشق. ونقل الموقع أيضاً عن «مصادر ميدانية» إن «الثوار نجحوا في تنفيذ كمين محكم وقعت فيه قوات النظام مدعومة بالحرس الثوري الإيراني ومقاتلين من حزب الله» خلال تقدمها في بلدة دير العدس، مشيراً إلى أن المعارضة نصبت المكمن بعد قيامها بـ «انسحاب وهمي من دير العدس الاستراتيجية». وتابع أنه «فور دخول قوات النظام إلى المنطقة فوجئت بخلايا للثوار موزعة بشكل منظم» و «دارت بين الطرفين اشتباكات عنيفة خلّفت عشرات القتلى للنظام، قبل أن تنسحب قواته من القرية بشكل كامل». ولفت موقع «كلنا شركاء» إلى أن ناشطين بثوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة «تُظهر عشرات الجثث لقوات النظام في شوارع القرية»، علماً أن مواقع معارضة تحدثت أول من أمس عن «أسر حوالى ثلاثين عنصراً (من قوات النظام) قرب تلال فاطمة» القريبة من دير العدس. أما «شبكة سمارت» المعارضة فنقلت عن النقيب «أبو حمزة النعيمي»، وهو قيادي في «الجيش الأول»، «إن قوات النظام حاولت التسلل لمنطقة تلول فاطمة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع الجيش الحر، سقط فيها 34 قتيلاً من المهاجمين»، مؤكداً استيلاءهم «على 5 مدرعات و5 رشاشات محملة على عربات». وأضاف النعيمي أن ما تقوم به قوات النظام هو «تحريك عدة محاور والتركيز على محور واحد، و «نحن وزعنا العتاد على كافة المحاور المتوقع تقدمه منها، حيث لا يستطيع التقدم بسبب وجودنا المنتشر على كافة الاتجاهات». أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأورد من جهته تقريراً من محافظة درعا أشار فيه إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني مدعماً بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام من طرف، ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، في محيط بلدتي كفرناسج وكفرشمس، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وتابع أن قوات النظام فتحت أيضاً نيران رشاشاتها الثقيلة على المناطق الغربية لبلدة عتمان، في ريف درعا. وتابع «المرصد» أنه «ارتفع إلى 7 عدد الشهداء الذين قضوا اليوم (أمس) في مدينة درعا، بينهم 6 مقاتلين من فصائل مقاتلة وإسلامية استشهدوا في قصف واشتباكات مع عناصر من حزب الله اللبناني مدعمة بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام بريف درعا، ورجل فلسطيني الجنسية من بلدة جاسم استشهد تحت التعذيب في سجون قوات النظام عقب اعتقاله منذ نحو أربعة أشهر». وزاد أن «قوات النظام قصفت مناطق في الحي الشرقي بمدينة بصرى الشام (...) كما سمع دوي انفجار بدرعا المحطة». وفي إطار مرتبط، لفت موقع «الدرر الشامية» المعارض إلى أن «طائرات النظام الحربية ألقت في أرياف القنيطرة، درعا ودمشق ظهر الأربعاء منشورات تطالب كتائب الجيش الحر بضرورة تسليم أنفسهم قبل فوات الأوان». وأوضح: «طالبت المنشورات الأهالي والجيش الحر بتسليم السلاح أيضاً في كل من المناطق التالية في ريف درعا وهي داعل، جاسم، الشيخ مسكين، طفس واليادودة». وتابع أن المنشورات قالت أيضاً إن «الجيش السوري قادم لا محال»، وعلى الأهالي والجيش الحر إخلاء قراهم بشكل فوري. وفي ريف دمشق، أورد «المرصد» أن «قوات النظام فتحت نيران قناصتها على مناطق في بلدة الهامة (...) كما سقطت قذيفة أطلقتها قوات النظام على منطقة في محيط مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية، ترافق مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في أوتستراد السلام القريب من المخيم، في حين استشهد مقاتل من الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة حرستا». وفي محافظة دمشق نفسها، أشار «المرصد» إلى سقوط قذيفة عقرب حي القابون، في وقت جرت مواجهات بين قوات النظام وحلفائه وبين المعارضة في حي جوبر «وسط أنباء عن تقدم لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في الحي». وفي محافظة حمص، أشار «المرصد» إلى أن «الكتائب الإسلامية استهدفت بقذائف الهاون تمركزات لقوات النظام في حاجز ديوب وجبهة المشرفة... كما تعرضت منطقة الحولة لقصف من قوات النظام التي جددت قصفها لمناطق في حي الوعر» في مدينة حمص. وفي محافظة حلب (شمال)، ذكر «المرصد» أن قذائف سقطت أمس على مناطق سيطرة قوات النظام في حي الأشرفية في مدينة حلب، بينما «قصفت الكتائب المقاتلة بعدد من القذائف المحلية الصنع تمركزات لقوات النظام في حي صلاح الدين جنوب حلب». وجاء ذلك في وقت قصف النظام حي مساكن هنانو شرق حلب، بينما «دارت اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من جهة أخرى، في محيط جبل عزان بريف حلب الجنوبي، كذلك سقطت عدة قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على أماكن في محيط قرية النيرب قرب مطار النيرب العسكري جنوب شرقي حلب». وفي هذا الإطار، أوردت «الدرر الشامية» (المعارضة) أن «الجبهة الشامية استهدفت صباح اليوم الخميس (أمس) عدة نقاط لتمركز قوات الأسد بحي صلاح الدين بحلب بقذائف مدفع جهنم محققة إصابات مباشرة». ونقلت «الدرر» عن «مصادر ميدانية» أن «اشتباكات متقطعة تدور بشكل يوميّ على محاور حلب الشرقية في محاولات متكررة لقوات الأسد لاستعادة النقاط التي خسرتها في منطقة البريج وحندرات». وأعلنت «حركة أسود الفرات العاملة» في ريف حلب الشرقي امس «النفير العام لجميع قواتها بهدف استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مؤخرًا في الريف الشرقي»، مشيرة إلى أن الحركة «ستوجه ضربات عسكرية على مواقع ومقارّ التنظيم في مناطق جرابلس والشيوخ وقره قوزاق وجسر قره قوزاق» قرب حدود تركيا. وفي محافظة حماة (وسط)، قال «المرصد» إن قوات النظام قصفت بلدة اللطامنة بالريف الشمالي. أما في محافظة إدلب، فقد سُمع دوي انفجار في منطقة بريف معرة النعمان «ناجم من انفجار صاروخ أثناء تصنيعه، ما أدى إلى مقتل مقاتل على الأقل وسقوط جريحين آخرين، بينما استهدفت الكتائب الإسلامية بقذائف الهاون تمركزات لقوات النظام في معسكر القرميد بريف إدلب» في شمال غربي البلاد، بحسب «المرصد».
مشاركة :