الشرطة السودانية تواجه محتجين.. والبشير يوجه أصابع الاتهام إلى الإعلام

  • 1/28/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على محتجين ينظمون تجمعات في العاصمة الخرطوم، الأحد، بعدما دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى مزيد من التظاهرات المناهضة لحكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود. من جته، قال البشير، الذي يزور القاهرة للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، إن الإعلام يضخم الاحتجاجات والمشاكل التي يواجهها في بلاده. ويشهد السودان احتجاجات منذ أسابيع اندلعت بعد قرار الحكومة زيادة أسعار الخبز ثلاثة أضعاف. وانتشرت التظاهرات وتحولت إلى تجمعات في جميع أنحاء البلاد ضد حكم البشير الذي تولى السلطة في انقلاب دعمه الإسلاميون في 1989. وقال مسؤولون، إن نحو 30 شخصا قتلوا في الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر/ كانون الأول في مدينة عطبره وامتدت إلى الخرطوم وبقية أنحاء البلاد،  بينما تقول جماعات حقوقية إن عدد القتلى يزيد على 40 شخصا بينهم عاملون في المجال الطبي وأطفال. والأحد، خرج محتجون إلى شوارع الخرطوم وأم درمان للاعتصام في العديد من الساحات استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود حملة التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول. إلا أن الانتشار الواسع لشرطة مكافحة الشغب وعناصر الأمن منع المحتجين من التجمع في العديد من المواقع، بحسب شهود. وبعد ذلك بدأ المحتجون بالتجمع في ثلاث مناطق سكنية في الخرطوم وفي منطقتين في أم درمان الواقعة على الضفة الأخرى لنهر النيل. وفيما طوقت شرطة مكافحة الشغب العديد من الساحات في الخرطوم وأم درمان حيث كان المحتجون يعتزمون تنفيذ اعتصامات، قال هؤلاء “أنتم الشرطة، عليكم حمايتنا”. غاز مسيل للدموع وملأت الشرطة بعض الساحات بالمياه الموحلة لمنع المتظاهرين من التجمع، بحسب شهود. كما أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على محتجين حاولوا التجمع في منطقة الثورة في أم درمان، ومنطقتين في الخرطوم، بحسب الشهود. وقالت إحدى المتظاهرات، رافضة كشف اسمها لأسباب أمنية، “عندما جئنا إلى الساحة للاعتصام، شاهدنا قوات الأمن تحيط بها، عندها قررنا تنظيم تجمع في حي مجاور، إلا أن الشرطة ألقت علينا الغاز المسيل للدموع”. وكان تجمع المهنيين السودانيين دعا كذلك إلى تظاهرات ليل السبت، إلا أنه لم تعقد أي تجمعات كبيرة خلال الليل. كما دعا التجمع الذي يضم أطباء ومهندسين ومعلمين، إلى تنظيم اعتصامات في جميع ساحات المناطق الأحد تليها تظاهرات يومية حتى الأربعاء. وقمعت السلطات، يقودها جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، المحتجين وقادة المعارضة والنشطاء والصحفيين في محاولة لمنع انتشار التظاهرات. والأحد، اعتقلت قوات الأمن أربعة صحفيين، بحسب ما ذكرت شبكة الصحفيين السودانيين غير الحكومية، أحدهم في إقليم دارفور غرب البلاد. وحل السودان في المرتبة 174 من بين 180 دولة وفق مؤشر حرية الصحافة للسنوات من 2015 إلى 2018. الإعلام “يضخم” رغم أن الاحتجاجات الأولى اندلعت بسبب ارتفاع أسعار الخبز، إلا أن الغضب يتزايد منذ سنين بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وظروف المعيشة في السودان. وقد ساد هذا الغضب الشوارع حيث يهتف المتظاهرون “حرية، سلام، عدالة”. وأصر البشير على رفض مطالبته بالاستقالة. واعتبر الأحد أن الإعلام يضخم حجم المشاكل التي يواجهها في بلاده. وصرح البشير، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري في قصر الرئاسة بالقاهرة، “هنالك مشكلة لكن ليست بالحجم أو بالأبعاد التي يثيرها بعض الإعلام”. وأضاف “هناك محاولة لاستنساخ ما يسمى بالربيع العربي، واستخدام واسع لوسائط التواصل الاجتماعي”، في إشارة إلى الثورات التي شهدتها المنطقة في العامين 2010 – 2011. وشوهدت حشود غاضبة من المحتجين السودانيين في تسجيلات فيديو على الإنترنت يهتفون “الشعب يريد إسقاط النظام”، وهو الهتاف الذي ميّز الربيع العربي. وحمل البشير الولايات المتحدة مسؤولية المشاكل الاقتصادية التي تعانيها بلاده. ورفعت واشنطن الحظر التجاري على السودان في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 بعد عقدين من العقوبات الاقتصادية الموجعة، إلا أن ذلك لم يساعد في إصلاح الوضع المالي في البلاد.

مشاركة :