تعهدت الفلبين بالقضاء على من يقفون وراء تفجيرين مزدوجين وقعا خلال قدّاس، أمس الأحد، بإحدى الكنائس في جنوب البلاد وأوديا بحياة 20 شخصًا، وذلك بعد ستة أيام من موافقة المنطقة التي يغلب عليها المسلمون بأغلبية كاسحة على منحها الحكم الذاتي. وأصيب 81 شخصًا في الهجوم الذي يُعد أحد أكثر الهجمات دموية خلال السنوات القليلة الماضية، في منطقة يعصف بها عدم الاستقرار منذ فترة طويلة. ووقع الهجوم في غمرة حالة من الأمل والحماس بشأن الموافقة على خطة لنقل صلاحيات من الحكومة المركزية إلى المنطقة بهدف جلب التنمية والهدوء وتوفير الوظائف في واحدة من أفقر مناطق آسيا وأكثرها اضطرابات. وذكر مسؤولون أن التفجير الأول وقع داخل الكاتدرائية بجزيرة جولو في إقليم سولو، أعقبه تفجير ثانٍ خارجها بينما كانت قوات الأمن تهرع إلى المكان. وقال سلفادور بانيلو المتحدث باسم الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي: «تحدى أعداء الدولة بوقاحة قدرة الحكومة على ضمان سلامة المواطنين في هذه المنطقة. القوات المسلحة الفلبينية ستكون على قدر التحدي وستسحق هؤلاء المجرمين الذين لا رب لهم». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، لكن الشرطة تشتبه بأنها من تنفيذ جماعة أبوسياف المتشددة التي بايعت تنظيم داعش وتشتهر بتفجيراتها ووحشيتها. وقال قائد الشرطة الوطنية أوسكار ألبايالد لإذاعة (دي.زد.إم.إم): «هم يريدون استعراض القوة ونشر الفوضى»، مشيرًا إلى أن جماعة أبوسياف هي المشتبه به الرئيس في الهجوم. وجزيرة جولو هي معقل جماعة أبوسياف التي تحقق أرباحًا من عمليات القرصنة والخطف، ولم تفلح الحكومات المتعاقبة في تفكيكها. وقطعت الجماعة التي تنشط في غرب مينداناو رؤوس عدد من الأسرى الأجانب من قبل عندما لم تُدفع الفدى التي طلبتها. ووقع التفجيران بعد الإعلان يوم الجمعة عن الموافقة على إقامة منطقة تحظى بالحكم الذاتي في جنوب الفلبين بحلول 2022. وأيّد 85 في المائة من الناخبين إنشاء منطقة تتمتع بالحكم الذاتي، تسمى بانجسامورو، في الاستفتاء الذي جرى يوم الاثنين. وعلى الرغم من أن سولو من بين مناطق قليلة رفضت الحكم الذاتي، إلا أنها جزء من الكيان الجديد.
مشاركة :