شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وجوزيبي كونتي رئيس وزراء إيطاليا وهارتويج لوجير وزير مالية النمسا ممثلاً للمستشار النمساوي أمس.. مراسم توقيع اتفاقيتي شراكة استراتيجية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة «إيني» الإيطالية و«أو أم في» النمساوية للاستحواذ على حصص في شركة «أدنوك للتكرير» وتأسيس مشروع تجاري مشترك بين الشركاء الثلاثة «أدنوك وإيني وأو أم في». وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان، أن هذه الشراكة الاستراتيجية تسهم في ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، مركزاً عالمياً متكاملاً للطاقة بعملياتٍ وخبراتٍ تُغطي مراحل وجوانب قطاع النفط والغاز كافة، بدءاً من الاستخراج وصولاً إلى الصناعات المتقدمة في التكرير والمشتقات والبتروكيماويات، مشيراً سموه إلى أهمية توسعة نطاق الشراكات الاستراتيجية واستقطاب استثمارات خارجية التي تدعم استراتيجية الدولة الرامية إلى تحقيق التنويع الاقتصادي. وقال سمو ولي عهد أبوظبي: إن دولة الإمارات أصبحت وجهة استثمارية مفضلة ومقصداً لشركاء استراتيجيين عالميين يجذبهم المناخ الاقتصادي المستقر والآمن الذي تتميز به الدولة، والبنى التحتية عالمية المستوى، والقوانين والتشريعات الداعمة للاستثمار. حضر مراسم توقيع الاتفاقية، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي. بموجب الاتفاقيتين، اللتين تُعدان من أكبر الاتفاقيات في مجال التكرير، ستكون «إيني» شريكاً في «أدنوك للتكرير» بنسبة 20%، و«أو أم في» بنسبة 15%، فيما تحتفظ أدنوك بالحصة المتبقية والبالغة 65%. وتُقيِّم الاتفاقية أصول «أدنوك للتكرير» والتي تُدير رابع أكبر مصفاة للنفط في العالم في موقع واحد بسعة تكريرية تصل إلى 922 ألف برميل يومياً، بنحو 71 مليار درهم، وستحصل أدنوك على 21.3 مليار درهم نتيجة هذه الشراكة، حيث يخضع ذلك للتسويات الختامية. وقّع الاتفاقيتين الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها وكلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» وراينر ستيل الرئيس التنفيذي لشركة «أو أم في». كما نصت الاتفاقية على تعاون «إيني» و«أو أم في» مع «أدنوك» في تأسيس شركة مختصة بإدارة وتسويق منتجاتها تكون نسبة «إيني» فيها 20%، ونسبة «أو أم في» 15%. النمو والتوسع تعكس هذه الشراكة، جودة أصول «أدنوك للتكرير» وفرص نموها وتوسعها مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز وقدرتها على توفير احتياجات الأسواق في مختلف أنحاء العالم خاصة في إفريقيا وآسيا وأوروبا، علماً بأن إجمالي السعة التكريرية لشركة أدنوك للتكرير يصل إلى 922 ألف برميل يومياً وتُدير رابع أكبر مصفاة للنفط في العالم في موقع واحد. وتمتلك «إيني» و«أو أم في» سجلاً حافلاً بالإنجازات في تعزيز القيمة وخبرة واسعة في إدارة المصافي الكبيرة والمعقدة، وستقوم الشركتان بنقل التكنولوجيا المتطورة، والمهارات لهذه الشراكة الجديدة بالإضافة إلى الخبرات التشغيلية في إدارة المشاريع. كما تحقق هذه الشراكة قيمة إضافية من خلال تعاون «إيني» و«أو أم في» مع أدنوك لتطوير مشروع جديد مشترك لتجارة المنتجات وفقاً لنفس الحصص المتفق عليها في شراكتهما مع «أدنوك للتكرير». وسيكون المشروع المشترك، عند اكتمال تأسيسه الجهة العالمية الوحيدة التي تتولى تصدير منتجات «أدنوك للتكرير» بحجم صادرات خارجية يعادل 70% تقريباً من إجمالي الإنتاج، فيما تستمر أدنوك في إدارة الإمداد المحلي من خلال دائرة التسويق والتجارة في الشركة. وقامت مجموعة من كوادر أدنوك بتقديم شرح توضيحي عن تاريخ شركة «أدنوك للتكرير» ومراحل نموها وتطورها، كما أوضحوا جوانب الشراكة الاستراتيجية وأهدافها والدور الذي ستقوم به في تطوير أعمال التكرير والبتروكيماويات. تحقيق أقصى قيمة وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر: إنه تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بمدّ جسور التعاون وبناء شراكات استراتيجية تسهم في تحقيق أقصى قيمة ممكنة من أعمال أدنوك في مختلف جوانب ومراحل قطاع النفط والغاز، يسرنا توقيع هذه الاتفاقية للتعاون مع «إيني» و«أو أم في» في مجال أعمال التكرير وتجارة المنتجات الجديدة. وأضاف: أن هذه الشراكات المبتكرة تدعم هدفنا في أن نصبح شركة رائدة عالمياً في مجال التكرير والبتروكيماويات، قادرة على الاستجابة بسرعة ومرونة لاحتياجات وتطورات السوق بما يعزز جهودنا الرامية إلى زيادة القيمة من كل برميل نفط نقوم بإنتاجه ورفع كفاءة عمليات أدنوك في مختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز والارتقاء بالأداء وتعزيز قيمة وجودة وقدرات أصول الشركة. واستناداً إلى إمكانات كل من «أدنوك للتكرير» والمشروع المشترك الجديد على تحقيق تدفقات نقدية كبيرة.. التزم الشركاء الثلاثة بتنفيذ خطط نمو طموحة على المديين القصير والمتوسط، تهدف لتطوير «أدنوك للتكرير».. كما اتفقوا على وضع إطار شامل لتوظيف رأس المال وتحقيق النمو المنشود بالاعتماد على التمويل الذاتي وسياسة أرباح سنوية جاذبة. «إيني» والشراكة الراسخة من جانبه، قال كلاوديو ديسكالزي التنفيذي لشركة «إيني»: إن هذه الاتفاقيات تعزز شراكتنا الراسخة مع أدنوك، حيث نجحنا خلال عام واحد في بناء قاعدة جديدة لأعمال الاستكشاف والتطوير والإنتاج التي تتكامل مع قدرات ملموسة وفعالة في التكرير وتحظى بفرص كبيرة للتوسع والنمو. وأضاف: إن هذه الاتفاقية تتيح لنا الدخول في مجال أعمال التكرير والبتروكيماويات في دولة الإمارات ورفع إجمالي قدرة التكرير العالمية لشركة «إيني» بنسبة 35%، وتتماشى هذه الخطوة مع استراتيجيتنا التي تهدف إلى تنويع محفظة أعمالنا من الناحية الجغرافية وجعلها أكثر توازناً على امتداد القطاع، وتعزيز المرونة لمواكبة التغيرات المستمرة في الأسواق. «أو أم في» ومواصلة البناء بدوره قال راينر ستيل الرئيس التنفيذي لشركة «أو أم في»: يسرنا مواصلة البناء على شراكتنا الاستراتيجية مع أبوظبي وأدنوك، فمن خلال الحصول على حصة في «أدنوك للتكرير» وإنشاء مشروع مشترك عالمي جديد لتجارة المنتجات، رسخت شركة «أو أم في» لنفسها مركزاً قوياً ومتكاملاً في أبوظبي يشمل كافة مراحل وجوانب قطاع النفط والغاز، بما في ذلك الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير والتجارة والبتروكيماويات. وكلنا ثقة بأن خبرتنا الواسعة في مجال التكرير والمشتقات وتجارة المنتجات ستساهم في خلق قيمة مستدامة وتحقيق نمو يضمن عوائد مجزية في المستقبل. الانطلاق عام 2020 وفقاً للاتفاقيتين ستؤسس كل من أدنوك و«إيني» و«أو أم في»، المشروع المشترك الجديد في سوق أبوظبي العالمي.. ومن المتوقع أن يبدأ المشروع تجارة السلع والمنتجات وكذلك المشتقات في مطلع عام 2020، بعد الحصول على الموافقات واستكمال الإجراءات التنظيمية اللازمة.. وستقوم «إيني» و«أو أم في» بتقديم الخبرات والمعرفة التشغيلية والدعم اللازم لتطوير المشروع المشترك بما يضمن تحسين الأنظمة المعتمدة وتعزيز إدارة تدفقات المنتجات النفطية والمكررة على الصعيد العالمي. كما حضر مراسم التوقيع خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وليبوربو ستيلليلنو سفير جمهورية إيطاليا لدى الدولة والدكتور أندرياس ليبماه هولتمسان سفير جمهورية النمسا لدى الدولة وعدد من المسؤولين. (وام) أهمية متنامية لمجمع الرويس تعزز الاتفاقيات، الأهمية المتنامية لمجمع الرويس في منطقة الظفرة ضمن سلسلة الإمداد العالمية لأعمال التكرير والبتروكيماويات، وذلك بما يؤكد جاذبية دولة الإمارات كوجهة عالمية مستقرة وموثوقة للاستثمار والصناعة والتجارة. ويتيح مجمع الرويس إمكانات فريدة للنمو والتوسع، بفضل موقعه الاستراتيجي المتميز وحجم وتعدد المنتجات التي يصنعها في مجالات معالجة وتكرير الغاز والمواد الكيميائية والأسمدة ومرافق الغاز الصناعية، والتي تدعمها بنية تحتية متطورة وخدمات لوجستية عالمية المستوى. ومع مواصلة أدنوك تنفيذ برنامجها الاستثماري في مجال التكرير والبتروكيماويات، سيتم تحقيق المزيد من التكامل بين مختلف مجالات الأعمال في مجمع الرويس، بما يوفر حافزاً لإقامة صناعات جديدة تسهم في دفع عجلة التوسع والتنويع الاقتصادي في الإمارات. وتعد هذه الشراكات الاستراتيجية مع «إيني» و«أو أم في»، مثالاً آخر على النقلة النوعية التي تشهدها مجموعة أدنوك واستراتيجيتها لخلق القيمة، والتي تأتي استجابةً للتغيرات والتطورات في قطاع الطاقة، حيث ستضمن هذه الشراكات تعزيز مرونة أدنوك وقدرتها على الاستفادة من الفرص التي يوفرها السوق. نهج التطوير تبنى هذه الاتفاقيات على نهج أدنوك المطوّر لتعزيز الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة والإدارة الاستباقية لمحفظة أصولها، وكذلك على سجلها الحافل من الشراكات الناجحة على مدى الخمسين عاماً الماضية في أعمالها بمختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز.. كما تسهم هذه الشراكات الاستراتيجية في تحقيق هدف أدنوك بأن تصبح لاعباً عالمياً رائداً في مجال التكرير والبتروكيماويات عن طريق النمو والتوسع وتطوير عملياتها في هذا المجال بمدينة الرويس، وضمان الحصول على حصة سوقية أكبر بحسب ما أعلنت عنه الشركة خلال «ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات» في مايو 2018. دعم أنشطة التكرير مع بدء التشغيل.. سيسهم المشروع المشترك في دعم أنشطة شركة «أدنوك للتكرير» وتوجيه عملية اتخاذ القرار المتعلق بعمليات الشركة، بما يضمن تحقيق أفضل قيمة ممكنة في مجال التكرير وتداول المنتجات. ويهدف المشروع المشترك أيضاً لتعزيز حضوره على المستوى العالمي خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك إمكانية الاستحواذ على أصول تدعم أنشطته في تجارة المنتجات. استكمال الاتفاقيات الربع الثالث من المتوقع استكمال الاتفاقيات في الربع الثالث من عام 2019 ويخضع ذلك لاستيفاء الشروط والأحكام المتعارف عليها والحصول على موافقات جميع الهيئات التنظيمية المعنية. يشار إلى أن «جولدمان ساكس» تعمل مستشاراً مالياً رئيسياً ل أدنوك وكذلك «إتش إس بي سي» في حين عملت «موليس وشركاه» حتى إبريل 2018 كمستشار لدى أدنوك.. وتعمل «مورجان ستانلي» كمستشار لشركة «إيني»، فيما تعمل «جي بي مورجان» كمستشار لشركة «أو أم في».
مشاركة :