لم يبق الكثير في رحلة الحلم ومعانقة اللقب.. مباراتان تفصلان «الأبيض» عن الكأس.. الدور لن يقتصر على اللاعبين فقط.. حان الوقت لمزيد من الالتفاف حول ممثل الوطن في «المعترك القاري».. المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من الدعم.. والوقوف على قلب رجل واحد، من أجل تحقيق إنجاز جديد للكرة الإماراتية. ضرب أحمد مبخوت الهاجري، والد النجم الكبير علي مبخوت، المثل في دعمه ومساندته لـ «الأبيض»، رغم أنه لا يحب كرة القدم، وليس مرتبطاً بها كثيراً، ولم يعتد الذهاب إلى المدرجات، ولم يحضر أي مباراة في حياته، سوى اللقاء الأخير للمنتخب أمام أستراليا في ربع النهائي، ربما يقلق من الحضور، لأنه لا يحب ضغوط كرة القدم، ولا القلق من الخسارة، ولا يفضل أن يقترب من دائرة الرياضة، رغم أنه شقيق عايض مبخوت لاعب وسط الجزيرة السابق، وعضو مجلس إدارة شركة الكرة والمدير التنفيذي، ووالد نجم منتخبنا علي مبخوت صاحب الشهرة الواسعة والأرقام القياسية الكبيرة. قال أحمد مبخوت الهاجري: حضرت مباراة أستراليا، لأن الدولة كلها تتحدث عن كرة القدم، لأنني استلهمت الدرس من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن الواجب علينا جميعاً أن نصطف خلف المنتخب في هذه الظروف، وحضور سموه لمباراة منتخبنا أمام قيرغيزستان بدور الـ16، بمثابة رسالة إلى شعب الإمارات، وكان من الضروري أن نستقبلها ونستوعبها، ونقف خلف أبنائنا في تلك المهمة الوطنية، إنه حلم وطن، إنها مناسبة كي نرفع علم الدولة، ونحمل شعارها في قلوبنا، ونحفز أبناءنا على التميز في تحقيق ذلك. وأضاف: شعرت بمشاعر غريبة ومتضاربة ومخيفة عندما حضرت أول مباراة في الاستاد أمام أستراليا، شعرت بالخوف أحياناً، وأحياناً بالقلق، وأحياناً بالثقة، ولكن كانت الفرحة الكبيرة عندما حققنا الفوز، عندما أطلق الحكم صافرة النهاية كانت أكبر فرحة، رأيت السعادة في أعين كل شعب الإمارات، إنه شعور مختلف، كنت أخشى أن أقترب منه في السابق، لكني الآن أحببته، لم أهتم بمن سجل الهدف، وما إذا كان ولدي علي مبخوت أم غيره، فكلهم أبنائي، المهم هو الوطن، والمهم هو فرحة شيوخنا وفرحة الشعب الإماراتي بأسره، وفرحة كل العرب، عدت إلى البيت بأكبر فرحة، وشكرت الله على أنني كنت شاهداً على هذه اللحظات الجميلة. وعن وصيته لابنه علي مبخوت، ولكل لاعبي المنتخب قال: أن يجعلوا الوطن وشعاره على رؤوسهم دائماً، أمام أعينهم في كل لحظة، لا يجب أن ينسوه أبداً، أن يضحوا من أجله، وألا يترددوا لحظة في بذل الغالي والثمين، من أجل إسعاد القيادة الرشيدة، وإسعاد كل أبناء الإمارات، أقول لهم: إن الوطن قدم لنا الكثير، وإن هناك من يضحي من أجل الوطن في ميادين مختلفة، وأنتم مثلهم يجب أن تضحوا من أجل الوطن، في ميدان إعلاء اسم الإمارات عالياً. وأضاف: أقول لهم: إن حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمباراة قيرغيزستان، هو نقطة التحول في البطولة، إن فرحة سموه بالدنيا، إن حضور سموه، وأيضاً حضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، لمباراة أستراليا بدور الثمانية حافز للجميع للتحدي والعطاء بلا حدود، وفرصة أن نستلهم منها الرغبة في الإصرار والعزيمة والمضي في البطولة حتى النهاية، أقول لأبني علي مبخوت، ولكل أبنائي لاعبي المنتخب الوطني: مضى الكثير ولم يبق سوى القليل، أنتم قدمتم دروساً في التضحيات والاجتهاد، لكن الباقي أهم، أمامكم مباراتان، وتتحقق السعادة لقادتنا ولشعب الإمارات، سوف يقف الجمهور خلفكم ويدعمكم بكل ما يملك، ثقتي فيكم بلا حدود، قدمتم ما عليكم، لن يلومكم أحد، لكن أنتم أمامكم فرصة لا تتكرر كثيراً، فرصة إسعاد شعب. أما عن رسالته إلى علي مبخوت، فقال: علي لا يحتاج أي رسائل مني، هو يعرف ماذا أريد على وجه التحديد، أنا واحد من أبناء شعب الإمارات، أريد ما يريده كل مواطن على أرض هذا الوطن، فقط أذكره بالوعد والعهد الذي قطعه على نفسه، حينما غرد على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقاً على حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لمباراة قيرغيزستان في دور الـ16، وفرحة سموه بالفوز والتأهل إلى دور الثمانية، وقال فيها: نعاهدك يا سيدي بأن يكون هدفنا دائماً هو رفع اسم الإمارات عالياً.. فرحتك يا سيدي سعادة وطن. وعندما طلبنا من والد النجم علي مبخوت كتابة رسالة لولده علي مبخوت، ولكل لاعبي المنتخب الوطني لم يتردد أي لحظة في كتابة الرسالة، وتوجيه كلمات رائعة لأبنائه اللاعبين في هذه المناسبة المهمة. عبدالله الجنيبي: متفائل بقدرة «الأبيض» على كتابة تاريخ جديد أشار عبدالله ناصر الجنيبي نائب رئيس اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة المنتخبات، إلى أن دعم القيادة الرشيدة للمنتخب الوطني له بالغ الأثر في تأهل «الأبيض» إلى دور نصف النهائي، مؤكداً أن قيادتنا الرشيدة ظلت على الدوام الداعم الأول لكل ممثلي الوطن في مختلف المجالات، وكانت خلف كل إنجاز يتحقق في الرياضة الإماراتية بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص. وأعرب الجنيبي عن بالغ امتنانه لما تقدمه الدولة من دعم وما تبديه من اهتمام بشأن المنتخب، لافتاً إلى أن القيادة الرشيدة لم تكتفِ بالدعم فقط، بل حرص أصحاب السمو الشيوخ على حضور المباريات من أجل تشجيع اللاعبين وشحذ هممهم لتقديم كل ما يملكون من أجل الوطن، مضيفاً أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الرعاية التي يحظى بها «الأبيض» من القيادة الرشيدة. وقال: كانت سعادتنا كبيرة بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مباراة ربع النهائي أمام قيرغيزستان، وكان لحضور سموه أثره الواضح في تأهل «الأبيض» إلى الدور التالي، وفي مباراة أستراليا حرص سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الرئيس الفخري لاتحاد كرة القدم، على مساندة اللاعبين من داخل الملعب، فتحقق النصر الغالي على حامل اللقب. وتمنى الجنيبي أن يواصل المنتخب مشواره في البطولة، وينجح في تحقيق تطلعات الجميع بالحصول على لقب هذه النسخة، مبدياً تفاؤله بقدرة نجوم «الأبيض» على كتابة تاريخ جديد لكرة القدم الإماراتية، مضيفاً أن اللاعبين كلهم عزيمة وإصرار على تحقيق كأس البطولة وإهداء الإنجاز للقيادة الرشيدة، وأشاد الجنيبي بدور الجهاز الفني بقيادة المدرب الإيطالي زاكيروني، وكذلك الفريق الإداري والطبي وكل عنصر من عناصر المنتخب. ووصف عبيد هبيطة مدير منتخبنا، الأجواء داخل المعسكر بالجيدة، مبيناً أن «الأبيض» يواصل تحضيراته لمباراة نصف النهائي بتدريبات يومية، يحرص من خلالها الجهاز الفني على إعداد اللاعبين بالصورة المطلوبة للتغلب على منافسه والعبور إلى المباراة النهائية، مؤكداً أن سقف طموحات المنتخب لا حدود له، ويقاتل لتحقيق هدفه بالحصول على الكأس الغالية. واعتبر مدير منتخبنا الوطني أن التأهل إلى مرحلة نصف النهائي جاء بتضافر جهود الجميع، مشيداً بكل أطراف المنظومة، بداية من اتحاد الكرة الذي حرص مسؤولوه على الحضور مع اللاعبين داخل المعسكر وتابعوا كل التفاصيل، مروراً بالجهازين الفني والإداري، وانتهاءً باللاعبين الذين نجحوا في قيادة المنتخب إلى الدور نصف النهائي. وكشف عبيد هبيطة عن موقف الإصابات في صفوف المنتخب، مشيراً إلى غياب محمد أحمد عن مباراة نصف النهائي، بعد أن تعرض للإصابة في مواجهة أستراليا، إضافة إلى زميله خليفة مبارك الموجود حاليا في ألمانيا للخضوع لعملية جراحية، وقلل هبيطة من تأثير الغيابات، مؤكداً أن الجهاز الفني أشرك معظم اللاعبين الموجودين مع المنتخب، وهناك عناصر جاهزة لسد النقص. وقال: لا خوف على المنتخب في المرحلة المقبلة، لسنا قلقين بسبب غياب بعض العناصر بداعي الإصابة أو غيرها من الأسباب، ثقتنا كبيرة في كل قائمة المنتخب، وأعتقد أن أي لاعب بإمكانه تقديم الإضافة المطلوبة، متى ما احتاج إليه الجهاز الفني، بإذن الله، سنكون في الموعد وسنواصل المسيرة. إسماعيل أحمد: «الأبيض» لن يقبل مغادرة البطولة أكد إسماعيل أحمد لاعب منتخبنا أن انتصارات «الأبيض» لن تتوقف، وأنه يستمر في تقدمه في كأس آسيا، بفضل الدعم غير المحدود الذي يجده من أنصاره في كل أنحاء الإمارات، معتبراً أن ما حققه المنتخب من تفوق كان للوقفة الجماهيرية نصيب الأسد فيه. ووعد إسماعيل أحمد بمواصلة القتال في مباراة نصف النهائي، من أجل ضمان بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية، موضحاً أن اقتراب «الأبيض» من منصة التتويج يمنح اللاعبين دافعاً إضافياً، لبذل جهد أكبر لتحقيق الحلم، وإسعاد عشاق كرة القدم الإماراتية التي تنتظر إنجازاً جديداً في بطولة آسيا. وحول المباراة المقبلة قال إسماعيل أحمد، إنهم جميعاً يدركون أهميتها وضرورة تحقيق الفوز فيها، بوصفها جواز مرور للمباراة النهائية، لافتاً إلى أن «الأبيض» لن يقبل مغادرة البطولة من هذه المرحلة، لأنه يسعى لتحقيق الهدف التاريخي، متمنياً أن يوفق اللاعبون في تحقيق التطلعات. وقال: «لن ندخر أي جهد في سبيل تحقيق هدفنا، خضنا مباريات صعبة في المرحلة السابقة، وندرك أن البطولة تزداد صعوبة كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام، لكن ذلك لن يوقف مسيرتنا، بل يجعلنا أكثر إصراراً‏ على بلوغ الهدف». وأشاد خليفة الحمادي لاعب «الأبيض» بالدور الكبير الذي لعبته الجماهير في إنجاح مسيرة المنتخب خلال مشاركته الحالية في بطولة كأس آسيا، مشيراً إلى أن الوقفة الجماهيرية القوية أهم الأسباب التي قادت «الأبيض» لتحقيق نتائج لافتة، مكنته من الوصول إلى نصف النهائي. وقدم الحمادي شكره للجماهير وروابط المشجعين في الأندية والجهات المختلفة على امتداد وطننا الحبيب على مساهمتهم الفاعلة في دعم مسيرة المنتخب، معتبراً تواجدهم الدائم في المدرجات وتشجيعهم المتواصل للاعبين واحداً من العوامل الأساسية التي منحت الأبيض التفوق على منافسيه. وأكد الحمادي ثقته الكاملة في استمرار دعم الجماهير للمنتخب، متوقعاً أن يمتلئ استاد محمد بن زايد بكامل سعته في مباراة نصف النهائي غداً، لافتاً إلى أن توزيع تذاكر الدخول منذ وقت مبكر، من شأنه أن يشجع أعداداً أكبر من أنصار المنتخب للحضور إلى الاستاد، لمساندة اللاعبين وشحذ هممهم في اللقاء المهم. وقال: سنكون في انتظار جماهيرنا الوفية في نصف النهائي، المباراة تعتبر مصيرية ولا تقبل القسمة على اثنين، لذلك نحتاج بشدة إلى التشجيع والمؤازرة، ونحن على ثقة من أن أبناء الإمارات في الموعد، ويملؤون مدرجات استاد محمد بن زايد، ويقدمون ملحمة جديدة تقود المنتخب إلى المباراة النهائية.