قبائل حجور تكسر زحف الميليشيات وتكبدها عشرات القتلى والجرحى

  • 1/28/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على وقع المعارك المتواصلة التي تخوضها قوات الجيش اليمني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، على أكثر من جبهة، تمكنت قبائل حجور، في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة، من كسر أكبر زحف حوثي لاحتلال المديرية، وكبدت الميليشيات عشرات القتلى والجرحى، بحسب مصادر رسمية تحدثت إلى «الشرق الأوسط». وتسعى الجماعة الموالية لإيران منذ أشهر إلى اجتياح مديرية كشر، الواقعة في شمال شرقي محافظة حجة، والسيطرة على طرق الإمداد عبرها، وتأمين مرور تعزيزاتها إلى جبهات حيران وحرض ومستبأ، غير أنها اصطدمت برفض قبائل حجور لإغراءات الجماعة من أجل السماح للميليشيات بدخول المديرية. وقال وكيل أول محافظة حجة، الشيخ ناصر دعقين، في تصريح خص به «الشرق الأوسط»، إن الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية مستمرة منذ 5 أيام في مديرية كشر، وتحديداً في منطقة العبيسة، حيث تشن الميليشيات هجومها من محورين: الأول من اتجاه منطقة «المندلة» باتجاه قبائل آل ريبان، والثاني من منطقة آل الدريني باتجاه منطقة «النماشية». وأكد دعقين أن رجال القبائل في حجور تمكنوا من صد الهجمات المتتابعة على مناطقهم من قبل الميليشيات الحوثية، وأوقعوا في صفوف الجماعة عشرات القتلى والجرحى، مشيراً إلى أن جثثهم ملأت الشعاب والأودية، قبل أن يتم نقلها على متن عربات عسكرية باتجاه مناطق محافظة عمران. وأفاد وكيل أول محافظة حجة بأن الميليشيات الحوثية لا تزال تطبق الحصار على مديرية كشر، من جهة الغرب من منطقة «الراكب» القريبة من سوق عاهم، ومن جهة «المندلة» في الشرق باتجاه محافظة عمران، وقال إن الجماعة تقوم بحشد حملات جديدة من مسلحيها، وتجميعهم في مديرية «قفلة عذر» التابعة لعمران، تمهيداً لمهاجمة قبائل حجور في منطقة «العبيسة». وقال دعقين إنه يأمل أن يتدخل طيران تحالف دعم الشرعية لضرب إمدادات الحوثيين المتجهة إلى حجور، واستهداف النقاط العسكرية للميليشيات التي تحاصر عبرها رجال القبائل في مديرية «كشر». وأضاف: «القبائل صامدة وشامخة حتى الآن في مواجهة الجماعة الحوثية وجحافلها، وقد تمكن أبناء كشر من تكبيد الميليشيات الكثير على صعيد القتلى والعتاد، لكنهم يعانون من مشكلة نقص الإمداد، وعدم القدرة على مداواة الجرحى، في ظل الحصار المفروض عليهم». وأوضح دعقين أن الحوثيين استغلوا الهدنة الموجودة في الحديدة، واتجهوا إلى مناطق قبائل حجور لإخضاعها، خصوصاً أن الجماعة لم تتمكن من كسر هذه القبائل من 2012، رغم كل المحاولات المستميتة. وعن طبيعة هذا الحرص الحوثي على السيطرة على مديرية «كشر»، كشف الوكيل دعقين عن أن الجماعة الحوثية تريد أن تفتح طريق «العيسي»، وتأمين إمداداتها إلى عناصرها في حرض وحيران، والآتية من صنعاء وعمران وصعدة، عبر الطريق التي تربط بين حوث وحرض، وتمر من وسط مديرية «كشر». وفي السياق نفسه، أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الحوثية كلفت القيادي أبو علي الحاكم، المعين رئيساً لاستخباراتها، بمعية القيادي البارز يوسف الفيشي، من أجل حسم المعركة مع قبائل حجور، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لمديرية كشر في تعزيز تحصيناتها، خصوصاً أن المسافة التي باتت تفصل قوات الجيش الوطني المرابطة في مديرية حيران عن أولى مناطق «كشر» لا تزيد على 25 كيلومتراً. وكانت الجماعة قد بدأت قبل أشهر استدراج عدد من المشايخ القبليين في مديرية «كشر»، عبر توزيع الأموال والسيارات عليهم، قبل أن تعتقل عدداً منهم في صنعاء، في مسعى لإجبارهم على تسهيل احتلال المديرية. وعلى وقع أولى الهزائم التي تلقتها الجماعة في منطقة «العبيسة»، الواقعة شرق المديرية، ذكر ناشطون محليون لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة أرسلت وساطات إلى رجال القبائل لإبرام صلح يضمن للجماعة تسيير إمداداتها من مناطق «كشر»، وهو الأمر الذي رفضه عدد من زعماء قبائل حجور، معتبرين أنه «حيلة حوثية» فقط لاحتلال المديرية. وفي اتصال بالشأن الميداني، كانت قوات الجيش اليمني قد أعلنت تحرير مناطق جديدة في مديرية رازح، شمال غربي محافظة صعدة. وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن قوات اللواء السابع حرس حدود، بقيادة العميد بشير الشرعبي، قد تمكنت من تحرير مواقع تبة شبان، وقرية سوار، وقرية العريشة، وعدد من التباب المطلة على قرية بني معين والسائلة، عقب هجوم مباغت شنته على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي الانقلابية. وأسفر الهجوم - بحسب المصدر الرسمي - عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، ولاذ بقيتهم بالفرار، وسط مساندة جوية لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية، بقصف المواقع والتعزيزات الحوثية. وأفاد الموقع بأن الفرق الهندسية التابعة للواء السابع تعمل على تطهير المناطق المحررة من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، حيث انتزعت أكثر من 30 لغماً وعبوة متفجرة كانت قد زرعتها الميليشيات الحوثية في قرى المواطنين والأحياء السكنية، قبل أن تلوذ بالفرار. وفي محافظة البيضاء، قتل وأصيب 6 من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، بينهم قيادي، في مواجهات مع قوات الجيش الوطني في جبهة قانية. وأفادت المصادر العسكرية اليمنية بأن المواجهات اندلعت السبت عقب محاولة عناصر من الميليشيات التسلل باتجاه مواقع في الجبهة، إلا أن قوات الجيش رصدت تلك المحاولة وأفشلتها. وأكدت المصادر أن المواجهات أسفرت عن مقتل القيادي في الجماعة الحوثية، المدعو أبو فهد الريامي، وإصابة 5 آخرين.

مشاركة :