ما هي دلالات الموقف الإسرائيلي تجاه ما يحدث في فنزويلا؟!

  • 1/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من الواضح أن هناك إصراراً لدى رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب على تسويق رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة، ومن الواضح أن هناك استجابة من حلفاء واشنطن لهذا التوجه الأمريكي، ولعل أبرز تجليات تلك الاستجابة هو الموقف الإسرائيلي الذي كان لافتاً تأخر إعلانه بعض الشيء. فقد قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في بيان تلاه أمس الأحد عبر شريط فيديو: "تنضم إسرائيل إلى الولايات المتحدة وكندا ومعظم دول أمريكا اللاتينية ودول أوروبية في الاعتراف بالقيادة الجديدة في فنزويلا". وكانت الولايات المتّحدة وكندا ودول عدّة في أميركا اللاتينيّة اعترفت بغوايدو رئيساً لفنزويلا، من بين تلك الدول: كولومبيا، بيرو، الإكوادور، باراغواي، البرازيل، تشيلي، بنما، الأرجنتين، كوستاريكا، غواتيمالا، فيما حددت ست دول أوروبية: إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، البرتغال، وهولندا مهلة ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات، تحت طائلة اعترافها بالمعارض اليميني غوايدو رئيساً لفنزويلا، وهي المهلة التي رفضها مادورو داعياً إلى تمرد شعبي ضد ما وصفه بـ"الانقلاب". وفي المقابل أيدت روسيا والصين وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة تمتد لستة أعوام. للمزيد في "يورونيوز": إسرائيل تعترف بزعيم المعارضة رئيسا لفنزويلا كيف يتعامل زعماء العالم مع ما يحصل في فنزويلا؟ تعرف على أبرز ردود الأفعال الدولية رئيس فنزويلا يندد بمهلة الدعوة لانتخابات ويعبر عن استعداده للحوار وبالعودة، إلى الموقف الإسرائيلي، الذي لقي إشادة من خوان غوايدو، فيبدو أن إسرائيل وجدت في الأحداث التي تشهدها فنزويلا، مدخلاً واسعاً لتعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية والتي أخذت الواحدة فيها تلو الأخرى تنحو باتجاه اليمين، مدفوعة بالرغبة فى كسب إدارة دونالد ترامب، خاصة مع مواجهة زعمائها أزمات سياسية داخلية، أو أزمات اقتصادية مستحكمة، كما هو الحال في الهندوراس وبرغواي وغواتيمالا وغيرها من دول القارة اللاتينية. فنتنياهو، الذي تلقى شكراً خاصاً من غوايدو أعرب فيه الأخير عن تثمينه لاعتراف إسرائيل بالقيادة الفنزويلية الجديدة، كان على الدوام يدرك جيداً، أي نتنياهو، أن العلاقة مع دولة كفنزويلا، بما تمثله من ثقل جيوسياسي واقتصادي، هي أمرٌ غاية في الأهمية، فحكومة نتنياهو التي أجرت اتصالات حثيثة مع فنزويلاً خلال الأعوام الماضي لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، بعد أن قطعتها كراكاس في العام 2009، احتجاجاً منها على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لم تكن ترغب في الدخول في مغامرة سياسية غير محسوبة العواقب من خلال اعترافها المبكر بغوايدو. فرغم انحيازها التام إلى جانب الموقف الأمريكي إزاء الملفات الدولية، فإن إسرائيل انتظرت عدة أيام قبل اتخاذها الموقف المؤيد لغوايدو، وهذا ما يعني أن إسرائيل قرأت مسار الأحداث في فنزويلاً، داخلياً وخارجياً، وفق السناريو التالي: إما أن الأمور باتت قاب فوسين أو أدنى من انتقال السلطة إلى غوايدو أو أن البلاد ستدخلها في أزمة داخلية أو حرب أهلية تشكل بؤرة استقطاب للقوى الخارجية، يميناً ويساراً، ولمّا كانت قوى اليمين في أمريكا الوسطى واللاتينية وفي العالم أجمع منحازة إلى جانب الإدارة الأمريكية، وبالتالي إلى جانب إسرائيل، فلا معنى من عدم اتخاذ نتنياهو للموقف الذي أعلنه تجاه الأحداث في فنزويلا.

مشاركة :