شهدت الفترة الأخيرة تعاونا كبيرا بين مصر وفرنسا في مجال التعليم، وفيما يلي ينشر موقع صدى البلد أبرز سبل التعاون بين البلدين سواء في التعليم قبل الجامعي أو في التعليم الجامعي.فعلى مستوى التعليم قبل الجامعي، تم اطلاق مشروعًا تجريبيًا بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر ، وهذا المشروع يقوم على إصلاح التعليم و التدريب المهني لتخصص كهرباء ، الذي شمل تطوير منهج فني صيانة كهربائية ، وتحديث معامل الكهرباء وتدريب المعلمين على المهارات التخصصية ، كما تم عقد عدة برامج منها التدريب الصيفى و جولة للطلبة داخل المصانع والاشتراك فى تنفيذ محاضرة وملتقيات التوظيف المختلفة. واختارت الوزارة اثنتين من المدارس الصناعية الحكومية في الإسكندرية: لتنفيذ ذلك المشروع وهم مدرسة الرأس السوداء للبنين، مدرسة الورديان للبنات من أجل إقامة هذا المشروع فيها، وأكد الدكتور أيمن بدوي مدير الغرفة الفرنسية بالإسكندرية على دعوة الغرفة للمساهمة في دعم هذه المدارس للحفاظ على استدامة جودتها.كما أطلقت وزارة التربية والتعليم، مشروع دعم تطوير تعليم اللغة الفرنسية ADEFE ، بالشراكة بين الوزارة، وسفارة فرنسا في القاهرة، والمعهد الفرنسي، والمركز الدولي للدراسات التربوية، وشبكة كانوبيه الفرنسية.وقال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم ، في تصريحات له خلال حفل توقيع بروتوكول مشروع دعم وتطوير تعليم اللغة الفرنسية في مصر، إن المشروع يندرج مباشرة في سياق الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز مكانة اللغة الفرنسية ، ودورها في العالم ، وهو ما قام رئيس الجمهورية الفرنسية بتقديمه في ٢٠ مارس ٢٠١٨ ، كما يندرج المشروع في إطار إصلاح التعليم في مصر.ولفت الوزير إلى أن تمويل المشروع وصل إلى مبلغ ٣٢٢٠٠٠ يورو من قبل فرنسا في إطار منظومة صندوق التضامن للمشروعات الابتكارية. وأضاف: تتمثل أهداف المشروع في الإسهام في تعزيز الفرانكفونية في مصر وجودة تعليم اللغة الفرنسية في النظام التعليمي المصري، وذلك في سياق العملية الإصلاحية التعليمية من خلال مصاحبة إعداد مناهج جديدة باللغة الفرنسية في المدارس الحكومية ، حيث تكون اللغة الفرنسية لغة حية ثانية بالاضافة الى كتب دراسية في اللغة الفرنسية للمرحلتين الاعدادية والثانوية. وأشار إلى أن المشروع يهدف الى تحسين الكفاءات اللغوية والمنهجية لـ ٣٠٠ معلم ومدرب في اللغة الفرنسية بمقر المعهد الفرنسي بمصر ، عبر اختبارات لتحديد المستوى ومحاضرات لاعداد المتقدمين للشهادات الفرنسية ، كما يتيح المشروع تنمية الكفاءات المهنية للمدربين بالمحافظات السبع والعشرين. وأوضح الوزير ان المشروع يهدف كذلك لدعم الابتكار و الاستخدام الرقمي من خلال التدريب على التغييرات المترتبة على المناهج الجديدة ، وعلى استغلال الموارد التربوية الرقمية وانتاجها.وقال إنه يتم انجاز هذا المشروع بواسطة بعثات خبراتية وتدريبية حتى فبراير ٢٠٢٠ بواسطة المعهد الفرنسي بمصر والمركز الدولي للدراسات التربوية، والتزود بالأجهزة المعلوماتية والتابلت والكمبيوتر والموارد التربوية لصالح وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في المحافظات السبع والعشرين.وعلى مستوى التعليم العالي... اتفق الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مع ستيفان رومانيه، سفير فرنسا بالقاهرة، على اتفاق تعاون بين مصر وفرنسا لتطوير الجامعة الأهلية الفرنسية، كما تم الاتفاق على وضع استراتيجية جديدة للتعاون بين مصر وفرنسا 2019_2029 في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي.وخلال اجتماعه مع السفير الفرنسي ، أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي على عمق العلاقات التعليمية والبحثية بين مصر وفرنسا، مشيرًا إلى الدور الذي قدمته الجامعة الفرنسية في مصر، وخاصة المساهمة في تدريب العاملين بالجهاز الإداري للدولة.كما أكد على ضرورة أن تكون الجامعة الفرنسية في شكلها الجديد قادرة على تمويل ذاتها من خلال مواردها الذاتية، مضيفا أننا ننتظر من الجامعة الأهلية الفرنسية أن تصبح واحدة من أفضل الجامعات بمصر، وأن تقدم مستوى تعليمي ينافس مثيلاتها من الجامعات الأجنبية الموجودة بمصر، أو المفترض افتتاحها خلال المرحلة المقبلة.واستعرض الاجتماع الدراسة التي أعدتها شركة «pwc» لتطوير الجامعة الأهلية الفرنسية والوصول بالجامعة للمعدلات العالمية، وتشمل خطة التطوير إنشاء مبنى جديد للجامعة بمدينة الشروق على مساحة 3.6 فدان على أحدث النظم العالمية، بالتعاون بين حكومتي الدولتين، وبمشاركة الوكالة الفرنسية للتنمية، وعدد من الشركات الفرنسية والمصرية، ويتم تجهيز المبنى الجديد من حيث القاعات الدراسية والمعامل العلمية وغيرها بأحدث الإمكانيات والمعدات الفنية، وكذلك التوسع في التخصصات الدراسية التي يتم تدريسها بالجامعة وافتتاح أقسام أكاديمية جديدة في مجالات الزراعة، والميكانيكس، وتكنولوجيا المعلومات، واللغات، وإدارة الأعمال، والعلوم الاجتماعية والإنسانية، والوصول بأعداد الطلاب الدارسين لـ3 آلاف طالب كمرحلة أولى ثم 7 آلاف طالب كمرحلة ثانية، حيث من المفترض بدء الدراسة بالمبنى الجديد بحلول عام 2022.وناقش الاجتماع أيضًا فتح مجالات الشراكة مع كبرى الجامعات الفرنسية، وتوقيع اتفاقيات تعاون بين الشركات المصرية والفرنسية في مجال تطوير المعامل البحثية، وتدريب وتأهيل الطلاب لمتطلبات سوق العمل واستقدام أساتذة فرنسيين للتدريس بالجامعة، وتوفير منح دراسية لدرجة الدكتوراة لأعضاء هيئة التدريس المصريين.من جانبه أكد رومانيه، ترحيب فرنسا بالتعاون الدائم مع مصر خاصة في مجال التعليم العالي وتوفير الدعم اللازم لتنفيذ اتفاق التعاون الذي يستهدف دعم دور الجامعة الأهلية الفرنسية في مصر.
مشاركة :