عاصم الدسوقى: عمر طوسون صاحب فكرة تشكيل وفد مصرى للمطالبة بحق تقرير المصير فى 1919

  • 1/29/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور والمؤرخ الكبير عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن فكرة الثورة بدأت تتجلى فى نفوس المصريين عقب الإحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882 وبدأت تنشأ الحركة الوطنية فى مصر على يد الزعيم مصطفى كامل ، خاصة بعد إعلان بريطانيا الحماية البريطانية على مصر فى أعقاب إرهاصات الحرب العالمية الأولى، حتى بدأ الإحتلال الإنجليزية فى طمس الهوية المصرية والتحكم فى الحياة السياسية فى مصر وإعلان الأحكام العرفية بالتزامن مع بداية الحرب العالمية الأولى .وأضاف خلال ندوة ثورة 1919 بين الصحافة والأدب أن بداية إرهاصات تشكيل وفد مصرى للسفر لباريس للمشاركة فى مؤتمر فرساى للمطالبة بحق تقرير المصير بعد إعلان توقيع الهدنة بين الدول المشاركة فى الحرب العالمية الأولى، كان على يد الأمير عمر طوسون من الأسرة المالكة الذى أجتمع مع الزعيم سعد زغلول وكيل الجمعية التشريعية المصرية بالإنتخاب حيث كانت الجمعية التشريعية فى ذلك التوقيت لها وكيلين أحدهما بالتعيين والأخر بالإنتخاب، وأقنعة بضرورة السفر لباريس للمطالبة بحق تقرير المصير. ونصح أحد الأشخاص الامير عمر طوسون بالإبتعاد وعدم السفر والظهور فى الصورة، فلم يبق سوى سعد زغلول الذى ذهب للمندوب السامى البريطانى ليطلب منه الموافقة على تشكيل وفد مصرى برئاستة للسفر لباريس للمطالبة بحق تقرير المصير وهو الأمر الذى رفضه المندوب السامى البريطانى لسببين لعدم وجود حيثية لسعد زغلول حيث أنه كان قد قدم نفسه على أةنه وكيل الجمعية التشريعية وهو ما رفضه المندوب السامى البريطانى بإعتباره لا يمثل الجماهير، وهنا بدأت تظهر لدى سعد زغلول فكرة جمع توكيلات شعبية من المواطنين للسماح له للسفر بوفد مصرى لباريس، إلا أن المندوب السامى البريطانى لم يوافق على الأسماء التى جائت فى الوفد الذى شكله سعد زغلول . وأشار إلى أن المندوب السامى البريطانى شعر بخطورة سعد زغلول فتم نفيه إلى جزيرة مالطة وهو ما أدى إلى خروج المصريين للمطالبة بعودة سعد زغلول، وهنا لجأ الإحتلال البريطانى لإشعال الفتنة الطائفية بين المصريين والأقباط فى محاولة منهم للتلاعب بمشاعر المصريين لوأد الثورة والإحتجاجات المصرية وهى لعبة سياسية أعتادت عليها لتحقيق مصالحها السياسية وهذا يرجع إلى أن السياسة لا تعترف أبدا بالأخلاق، إلا أن المصريين نجحوا فى تجاوز هذه العقبة وأفشلوا مخططات الإنجليز لإشعال الفتنة الطائفية، وهو ما تجلى بوضوح فى قيام الشعب المصرى وخروجه بكل فئاته فى ثورة 1919 والمطالبة بالإفراج عن سعسد زغلول .

مشاركة :