دبي - يواجه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث معضلة ضمان صمود هدنة الحديدة مع تسليمه بوجود تأخير في الجداول الزمنية لتنفيد اتفاق السويد في ديسمبر/كانون الأول والذي شكّل أول اختراق فعلي في جدار الأزمة اليمنية بعد أن اتفاق طرفا الصراع اليمني: الحوثيون والحكومة اليمنية على وقف لإطلاق النار في المدينة الساحلية وتبادل الأسرى تمهيدا لمفاوضات اشمل تستهدف تسوية سلمية تنهي الحرب. حث الوسيط الأممي اليوم الاثنين طرفي الصراع على الإسراع في تنفيذ سحب القوات من ميناء الحديدة، إلا أنه كان يفترض أن يوجه كلامه مباشرة للمتمردين وهي الجهة المعطلة لتنفيذ اتفاق السويد باعتراف الأمم المتحدة ذاتها في وقت سابق. وكانت الحكومة اليمنية قد أبلغت قائد فريق المراقبين الأمميين الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت باستعدادها لتنفيذ اتفاق السويد وهو ما أكدته لاحقا اللجنة اليمنية لإعادة الانتشار التي التقاها كاميرت في عدن قبل زيارته صنعاء. وكانت الاتفاقات التي تم التوصل إليها في ديسمبر/كانون الأول بين جماعة الحوثي الموالية لإيران وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية، أول انفراجة كبيرة في الصراع الدائر منذ نحو خمس سنوات والذي أودى بحياة عشرات الآلاف. لكن لم يتحقق تقدم يذكر في إجراءات بناء الثقة مما يهدد بانهيار جهود السلام الأممية ويعيد خلط أوراق غريفيث. وكتب المبعوث الأممي على تويتر "الجداول الزمنية المبدئية كانت طموحة نوعا ما. نتعامل مع وضع معقد على الأرض". ويسيطر الحوثيون على الحديدة وهي نقطة الدخول الرئيسية لمعظم الواردات التجارية والمساعدات إلى اليمن وشريان حياة لملايين اليمنيين الذين يتضورون جوعا. وانتهك الحوثيون اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بهجمات متواترة وبعمليات قنص وحفر للخنادق وإغلاق للطرق بالحواجز الإسمنتية، في خرق صارخ لما تم الاتفاق عليه في السويد. وحاول الانقلابيون تسويق مغالطات قالوا فيها إن قوات الحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف العربي تواصل شنّ هجمات في الحديدة، لكن التحالف سبق أن اشتكى للأمم المتحدة وبالأدلة استمرار ميليشيا الحوثي في انتهاك وقف إطلاق النار. واستغل الانقلابيون الهدنة لإعادة ترتيب صفوفهم وتعزيز دفاعاتهم في مدينة الحديدة، في مؤشر يؤكد مجددا أن مشاركتهم في مفاوضات السويد مجرد مناورة لالتقاط الأنفاس بعد سلسلة هزائم قرّبت إنهاء سيطرتهم على المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر ومينائها الحيوي الذي يعتبر منفذا حيويا لإمداداتهم من الأسلحة الإيرانية. وتحتشد قوات التحالف الذي تقوده السعودية على مشارف الحديدة. ويختلف الطرفان المتحاربان حول من يجب أن يسيطر على المدينة والميناء بعد انسحاب القوات. وصمدت الهدنة نسبيا الهدنة منذ دخولها حيز التنفيذ قبل شهر، لكن استفزازات الحوثيين لم تتوقف في محاولة لتقويض جهود السلام من أساسها. ولم تنسحب ميليشيا الحوثي وفقا للجدول الزمني متجاوزة الموعد المحدد في السابع من يناير/كانون الثاني. وقال سكان وموظفو إغاثة إنه تم تعزيز الخنادق والحواجز على الطرق. وبينما تميل التصريحات الصادرة من الجانبين للتصعيد مع تزايد القتال في أنحاء أخرى من اليمن قال غريفيث إنه لا يزال متفائلا. وتابع "أكثر من أي وقت مضى هناك إرادة سياسية تبديها كل الأطراف من أجل وضع نهاية لهذا الصراع. ما نحتاج أن نراه الآن هو تنفيذ شروط الاتفاق بالكامل وبسرعة"، مضيفا أن انسحاب القوات من الحديدة سيمثل نقطة تحول. وكانت الحكومة اليمنية قد طالبت الأمم المتحدة بالكشف عن الجهة التي تعطل تنفيذ اتفاق الحديدة، داعية أيضا إلى تسمية المسميات بأسمائها وتحديد المسؤول عن توتير الأجواء.
مشاركة :