يتطلع المنتخب الإماراتي، بعدما أطاح بحامل اللقب، إلى قطع خطوة جديدة على طريق النجاح في بطولة كأس آسيا 2019 لكرة القدم، عندما يلتقي نظيره القطري، غدًا الثلاثاء، في الدور قبل النهائي للبطولة. قبل بداية البطولة التي تستضيفها الإمارات حتى الأول من فبراير المقبل، لم يحظَ كل من المنتخبين بترشيحات قوية لبلوغ هذه المرحلة، لكنّ (الأبيض) الإماراتي بدعم جماهيره، شق طريقه بنجاح إلى المربع الذهبي، وكذلك (العنَّابي) القطري إلى الدور قبل النهائي. والآن، يحلم كل من الفريقين بالاستمرار في رحلة المنافسة على اللقب القاري، الذي لم يحرزه أي منهما من قبل. وبغض النظر عن هوية الفائز باللقاء، ستكون الكرة العربية هي الفائز الأكبر، بعدما ضمن العرب مقعدًا في النهائي، فيما غابت عن النهائي في بطولتي 2011 و2015. ويلتقي المنتخبان على استاد «محمد بن زايد» في نادي الجزيرة بأبوظبي؛ ليشتعل الصراع بينهما على تأشيرة المرور للمباراة النهائية، المقررة يوم الجمعة المقبل، على استاد «مدينة زايد الرياضية» في أبوظبي. وقد أكدت المباراة أمام أستراليا في دور الثمانية، أن المنتخب الإماراتي استعاد ثقة جماهيره، التي اكتظت بهم مدرجات استاد «هزاع بن زايد» بالعين، بعد انتقادات تعرَّض لها مدربه الإيطالي ألبرتو زاكيروني، بسبب ضعف الأداء وغياب العنصر الجمالي. والآن، ينتظر أن يكون الحضور الجماهيري، هو السلاح الأقوى للأبيض في هذه الموقعة الصعبة والحاسمة، على استاد «محمد بن زايد»، الذي تبلغ سعته الرسمية أكثر من 37 ألف مقعد. وشهد اليومان الماضيان إقبالًا كثيفًا وصراعًا كبيرًا، من أجل الحصول على تذكرة الحضور في هذه المباراة الفاصلة. أما السلاح القوي الآخر، الذي يعتمد عليه المنتخب الإماراتي، فيتعلق بالحالة المعنوية للفريق التي ارتفعت بشكل هائل بعد الفوز الثمين على المنتخب الأسترالي، حامل لقب البطولة. وبرغم فوز الفريق على أستراليا بهدف وحيد، أكدت المباراة وأسلوب اللعب والحماس الشديد لدى اللاعبين، أن المنتخب الإماراتي قادر على المنافسة، وإحراز المزيد من التقدم في البطولة. ويتطلع الفريق بقيادة مديره الفني، الإيطالي ألبرتو زاكيروني، إلى استغلال هذه الدفعة المعنوية، والمساندة الجماهيرية من ناحية، وإمكانات الفريق من ناحية أخرى، في تحقيق فوز جديد يضع الفريق في المباراة النهائية. لكنَّ الفريق يحتاج أولًا إلى تحويل الضغوط الجماهيرية إلى طاقة، وقدرة دافعة له داخل المستطيل الأخضر. وتدرج مستوى المنتخب الإماراتي في البطولة الحالية؛ حيث استيقظ الفريق على تعادل صعب 1 / 1 مع نظيره البحريني في المباراة الافتتاحية، ثم فاز على المنتخب الهندي العنيد 2 / صفر؛ ليضمن التأهل للدور الثاني قبل مباراته الثالثة في المجموعة الأولى، والتي انتهت بالتعادل 1 / 1 مع نظيره التايلاندي. وفي الدور الثاني للبطولة، تغلب الأبيض على منتخب قيرغيزستان العنيد 3 / 2 بعد التمديد لوقت إضافي، قبل أن يخطف فوزًا تاريخيًا على نظيره الأسترالي 1 / صفر، في دور الثمانية. في المقابل، أطاح المنتخب القطري (العنابي) بمنتخب كوريا الجنوبية، وصيف حامل اللقب، وذلك بالتغلب عليه في دور الثمانية بهدف نظيف، وهي النتيجة نفسها التي فاز بها على نظيره العراقي في دور الـ16. وخلال مسيرته في الدور الأول، حقق المنتخب القطري ثلاثة انتصارات متتالية على منتخبات، لبنان 2 / صفر، وكوريا الشمالية 6 / صفر، والسعودية 2 / صفر، ما يعني أن الفريق سجَّل في هذه البطولة 12 هدفًا حتى الآن، ولم تهتز شباكه. وبلا شك، فقد استفاد الأبيض الإماراتي كثيرًا من المساندة الجماهيرية في مباراة دور الثمانية، التي أطاح فيها بالمنتخب الأسترالي حامل اللقب، ليكرر ما فعله في البطولة الماضية عام 2015 بأستراليا، عندما أطاح بالمنتخب الياباني من دور الثمانية أيضًا، علما بأنه كان حامل اللقب وقتها. لكنَّ الفريق عانى بعض الخسائر في هذه المباراة، بسبب إصابة أكثر من لاعب. وما يضاعف من حجم التحدي الذي يواجهه الأبيض بقيادة زاكيروني، أن الفريق يبدو مهددًا بفقدان اللاعبيْن محمد غريب وفارس جمعة للإصابة، فيما يعود لصفوف الفريق اللاعب خميس إسماعيل بعد انتهاء إيقافه. كما يغيب عن صفوف العنابي في مباراة المربع الذهبي، اللاعبان عبدالعزيز حاتم وبسام الراوي للإيقاف، بسبب الإنذارات، فيما يعود عبدالكريم حسن وعاصم ماديبو لصفوف الفريق. وينتظر أن يدفع كل من المدربين زاكيروني في المنتخب الإماراتي، والإسباني فيليكس سانشيز في العنابي، بالقوة الضاربة لفريقه في التشكيل الأساسي للمباراة؛ حيث يسعى كل منهما لحسم المباراة في وقتها الإضافي بعد الجهد الكبير، الذي بذله كل منهما في مباراتيه الماضيتين بدور الـ16 ودور الثمانية. ويواجه دفاع الفريقين تحديًا كبيرًا؛ حيث يقود الهجوم الإماراتي اللاعب الخطير علي مبخوت، الذي برهن على خطورته من خلال سرعة البديهة واقتناص الفرص الحاسمة، خاصة هدفه الذي سجله في مرمى المنتخب الأسترالي؛ ليرفع رصيده في النسخة الحالية إلى أربعة أهداف، علما بأنه تُوِّجَ هدافًا للنسخة الماضية عام 2015 برصيد خمسة أهداف. وبهذا، ينفرد مبخوت بصدارة هدَّافي العرب في البطولات الآسيوية برصيد تسعة أهداف. وتنتظر الجماهير الإماراتية أن يواصل مبخوت إبداعاته التهديفية في مواجهة الضيف القطري، بهدف تأمين العبور إلى الدور النهائي، وإحراز اللقب الآسيوي.
مشاركة :