القاهرة – محمد الشاعر ومحمود كمال ومؤمن عبدالرحمن – عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، جلسة مباحثات، أمس، بقصر الاتحادية، تناولت عدة ملفات، أهمها سبل حل الأزمة الليبية، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والقضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا واليمن، إضافة إلى التعاون العسكري بين البلدين، وزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين الرسميين، والتوقيع على عدد من الاتفاقات، ومذكرات التفاهم المشترك. شراكة استراتيجية وشهد الرئيسان التوقيع على 30 اتفاقية ثنائية للشراكة الاستراتيجية والاقتصادية في مجالات الطاقة والنفط، والطاقة المتجددة، والنقل، والزراعة، والثقافة، والآثار، بقيمة مليار يورو. وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، رحّب السيسي بماكرون، والوفد المرافق له في زيارته الأولى لمصر، في ضوء علاقات الصداقة الممتدة والشراكة الاستراتيجية، مضيفاً أن الصداقة بين مصر وفرنسا تستند إلى تاريخ طويل من المصالح المتبادلة، والتفاعلات الإنسانية والحضارية بين الشعبين. وأشار إلى أنه تم التفاهم خلال اللقاء على مواصلة العمل لمكافحة الإرهاب، الذي يستهدف مصالح البلدين، كما شملت المحادثات مناقشة قضايا حقوق الإنسان في البلدين، ومنطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، مشدداً على ضرورة التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، وأنه لا يمكن تجزئتها، مؤكداً أنه اتفق مع ماكرون على إعطاء دفعة قوية للتعاون في المجالات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة. منطقة مضطربة وأضاف «لسنا كأوروبا أو أميركا»، و«عندما نتحدث عن مصر، فهناك 100 مليون شخص، استقرارهم مهم جد، نتحدث عن منطقة مضطربة ونحن جزء منها، هناك مشروع نتصدى له لإقامة دولة دينية في مصر». وأكد أن «مصر لن تقوم بالمدونين، ستقوم بالعمل والجهد والمثابرة»، و«لا نريد إعادة ما حدث سابقاً في المنطقة، عندما تعصف بالدولة المصرية حرب أهلية ماذا كانت ستفعل الدول الأوروبية؟». وأضاف أنني «باق في السلطة بإرادة مصرية، ولو انعدمت هذا الإرادة فسوف أترك موقعي فوراً». كلام السيسي بدا وكأنه رد على ماكرون الذي قال إن «الاستقرار والسلام الدائم يسيران جنباً إلى جنب مع احترام الكرامة الفردية وسيادة القانون، ولا يمكن فصل البحث عن الاستقرار عن مسألة حقوق الإنسان». وأضاف «لم تمض الأمور في الاتجاه الصحيح منذ 2017، مدونون وصحافيون في السجن، وبسبب هذا يمكن أن تتضرر صورة مصر». وأعلن ماكرون أن «بلاده ستقدم لمصر مليار يورو من أجل مشاريع التنمية». أسلحة فرنسية ورفض ماكرون تلميحات إلى أن أسلحة فرنسية تستخدم في مصر ضد المدنيين، قائلاً إنها تستخدم فقط في أغراض عسكرية. وشدد على أن بلاده تدعم تحقيق الاستقرار في المنطقة، لا سيما مصر، وأن مصر وفرنسا واجهتا آفة الإرهاب، وأن مصر قوة إقليمية واستقرارها أساسي بالنسبة لنا في فرنسا، لافتاً إلى أن زيارته إلى مصر مهمة للغاية بالنسبة له، وهي فرصة لتعزيز العلاقة مع شريك أساسي معه تاريخ قوي واحترام وتقدير متبادل، وفرنسا تريد أن تعمل كثيراً معه في المستقبل. مصالحة في ليبيا وأضاف أنه لا يعطي دروساً للمصريين ويحترم التحديات الأمنية التي تواجهها الدولة المصرية، وما تمثله إعادة بناء الاقتصاد المصري بصورة حديثة، مضيفاً أنه شهد محادثات مطولة ومعمقة مع السيسي في الجوانب الثنائية والوضع الإقليمي، وهناك تلاق في وجهات النظر في العديد من الموضوعات، وأننا نعمل مع مصر منذ عدة شهور لمعالجة الوضع في ليبيا، لأنه تحد أساسي لاستقرار البلدين، وأن بلاده تهدف إلى مكافحة الإرهاب ودعم الأطراف التي تقاتل الإرهاب في ليبيا، وأيضاً دعم المصالحة الوطنية هناك لإعادة الاستقرار. وكشف أن بلاده تبادلت الآراء مع مصر قبل الإعلان عن بعض الفعاليات والمؤتمرات لدعم المصالحة في ليبيا، مضيفاً «سمحنا بتعزيز بداية مصالحة في ليبيا، وسنستمر بالتقدم في هذا الاتجاه، بالتعاون مع غسان سلامة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة». وقال ماكرون: «نظام الأسد لم يبد استعداداً للحوار السياسي، وتطبيع العلاقات مع سوريا هو قرار غير مسؤول».
مشاركة :