صحيفة برقمتابعات تخطط “أرامكو السعودية” لاستثمار ما يصل إلى 1.6 مليار دولار، مقابل حصة تبلغ نحو 20 في المائة في “هيونداي أويل بنك” الكورية الجنوبية لتكرير النفط، لتعزز موطئ قدمها في أحد أكبر مشتري النفط الخام الآسيويين. وبحسب “رويترز”، فإن “أرامكو” تعد أكبر مساهم بالفعل في ثالث أكبر شركة تكرير نفط في كوريا الجنوبية، بحصة نسبتها 63.41 في المائة، وسيساعد الاتفاق الأحدث “أرامكو” على تعزيز مبيعات النفط الخام إلى “هيونداي أويل بنك”. والسعودية أكبر مورد للنفط الخام إلى كوريا الجنوبية خامس أكبر مستورد للخام في العالم. وفي 2018، استوردت كوريا الجنوبية 323.17 مليون برميل من الخام من المملكة، بما يعادل 885 ألفا و408 براميل يوميا وفقا لبيانات من شركة النفط الوطنية الكورية. وكان المهندس أمين الناصر الرئيس التنفيذي لـ”أرامكو” أبلغ “رويترز” في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 أن الشركة تخطط لزيادة حصتها السوقية في آسيا، بما في ذلك الصين والهند وماليزيا وإندونيسيا، وفي إفريقيا. وقالت “أرامكو” إنها تخطط لشراء حصة تصل إلى 19.9 في المائة من “هيونداي أويل بنك” من “هيونداي القابضة” للصناعات الثقيلة التي تملك 91.13 في المائة في “أويل بنك”. وقال لي دونج-ووك المحلل لدى “كيووم للأوراق المالية” “أرامكو السعودية” تعزز استثماراتها في مشاريع المصب”. وتخطط “أرامكو”، أكبر منتج للنفط في العالم، لزيادة استثمارها في التكرير والبتروكيماويات في مسعى لتقليص اعتمادها على الخام. ويبلغ إجمالي الطاقة التكريرية لـ”هيونداي أويل بنك” 650 ألف برميل يوميا وتهدف إلى توسعة نشاطها في البتروكيماويات. وفي أيار (مايو) من العام الماضي، أعلنت خططا لبناء مصنع بتروكيماويات بتكلفة 2.7 تريليون وون مع “لوته كيميكال الكورية الجنوبية”. ودفع نبأ بيع الحصة أسهم الشركة الأم للصعود بما يصل إلى 6.6 في المائة. ووفقا لتقرير أعدته “أرامكو السعودية” – اطلعت “الاقتصادية” عليه – فإن “أرامكو” سجلت على الصعيد العالمي حضورا لافتا وقويا في أسواق الطاقة الرئيسة الثلاث في العالم، وهي آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا. وذكرت أن شبكة الأبحاث العالمية التي تملكها، والتي تتضمن مكاتب في هذه المناطق الاستراتيجية نفسها، تواصل تكريس جهودها للتعامل مع التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة على الصعيد العالمي، وذلك من خلال العمل الدءوب لإيجاد الحلول التقنية لهذه التحديات. وبحسب التقرير، فإن لـ”أرامكو” حصص ملكية في قطاعي التكرير والتسويق في كل من الصين كوريا واليابان وبشكل إجمالي، وإن أعمال الشركة المحلية والدولية في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق تمتلك طاقة تكريرية إجمالية تبلغ 4.9 مليون برميل في اليوم. وأضاف التقرير أن “أرامكو” توجهت في مجال التكرير والمعالجة والتسويق، لتحقيق أقصى قيمة ممكنة عبر جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية، والارتقاء بأعمال التكرير والمعالجة والتسويق إلى مستوى الريادة نفسها التي وصلت إليها أعمال “أرامكو” في مجال التنقيب والإنتاج. وبغية تحقيق هذا الهدف، واصلت “أرامكو السعودية” التوسع في شبكة أعمالها على مستوى العالم، حيث أبرمت عددا من الاتفاقيات والمشاريع المهمة. ففي أمريكا أكملت “أرامكو” الاستحواذ الكامل على شركة “موتيفا إنتربرايزز”، واحتفظت باسم “موتيفا” وأصبحت بذلك المالك الحصري لأكبر مصفاة للنفط الخام في موقع واحد في أمريكا الشمالية، وهي المصفاة التي توجد في بورت آرثر في ولاية تكساس. وحسب التقرير فإن الشركة أبرمت في ماليزيا، اتفاقية مع شركة بتروناس للمشـاركة في مشروع “رابيد”، وهـو مجمع متكامل للتكرير وإنتاج الكيميائيات في ولاية جوهور. وفي الصين وقعت الشركة مذكرة تفاهم مع مجموعة “نورينكو”، وهي مجموعة صناعية عملاقة، للمشاركة في توسعة إحدى المصافي وبناء مصفاة جديدة. وبذلك تكون “أرامكو” مشاركة في ملكية عدد من مشاريع التكرير والتسويق في كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وتشترك في ملكية شركة أرلانكسيو لإنتاج الكيميائيات التخصصية، التي تتخذ من هولندا مقرا لها. وفي الهند، افتتحت الشركة مكتبا جديدا في نيودلهي، يتبع لشركة أرامكو آسيا- الهند، وهي إحدى الشركات التابعة لـ”أرامكو السعودية”. وسيسهم هذا المكتب في تعزيز وجود الشركة في الهند، ومن المرجح أن يساعد على توفير مزيد من فرص التعاون بين “أرامكو السعودية” وكبريات المؤسسات والشركات الهندية.
مشاركة :