لحالة القلق أضرار نفسية وصحية يتعرض لها الشخص عندما يلازمه "القلق" لفترة طويلة، ويدفعه هذا الأمر إلى إنفاق جل ماله في زيارة العيادات النفسية وتعاطي الدواء، وإن لم يجد لجأ إلى "الرقاة" بحثا عن الرقية و"النفث" والماء المقروء عليه "العزائم". ربما الشخص الوحيد في العالم الذي لم يعانِ صحيا حالة "القلق"، ولم يتضرر ويحتاج إلى زيارة طبيب نفسي أو نفث قارئ هو بان كي مون الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، على الرغم من ملازمتها له في كل مكان وزمان. بان كي مون الذي بلغ من العمر 70 عاما أمضى السنوات السبع الأخيرة من عمره وهو في حالة قلق مستمر، ومع ذلك لم يتعرض لأي مرض نفسي يعوقه عن القيام بعمله في الهيئة، بل إن حالة القلق تلك التي لازمته طوال فترة ولايته رئيسا لأمانة هيئة الأمم المتحدة لم تعكر مزاجه العام في يوم، حتى وهو يبدي ويفصح عن قلقه يبدو "مبتسما" بالحد الذي يغلق فيه عينيه الضيقتين من فرط "الابتسامة". تشير التقارير الإعلامية إلى أن بان كي مون أبدى قلقه خلال عام 2014 أكثر من 140 مرة، وهو يتقاضى راتبا شهريا يقارب 35 ألف دولار، ولأن عمله لا يتجاوز إبداء القلق فهو يتقاضى عن كل حالة قلق 3000 دولار، وهو رقم ضخم، ففي كل حرف يقبض 1000 دولار. مات أكثر من 200 ألف سوري على يد آلة بشار والمليشيات الشيعية المجرمة وبغطاء روسي ودعم إيراني "بغيض"، ولم يقدم بان كي مون وهيئته "غير المحترمة" للشعب السوري إلا إبداء القلق، حتى الشجب والاستنكار لم نسمعه منه يوما. الجميع قلق من حالة بان كي مون، والجميع قلق مما تقوم به هيئة الأمم المتحدة التي أصبحت مظلة للدول القمعية والأنظمة المجرمة، كل دول العالم باستثناء الأنظمة الملطخة أيديها بالدماء والدول الراعية لها لم تعد تثق بالهيئة، ومع ذلك فنحن ما زلنا نلجأ إليها في كل أمورنا، على الرغم من الخذلان الذي تقدمه لنا في كل لجوء. لا أحد يعلم حقيقة بان كي مون ولا الهيئة التي يتولى رئاسة أمانتها كالعاملين معه، فمسؤولة مكتب خدمات المراقبة الداخلية المكلف بمكافحة الفساد في الأمم المتحدة إينجا بريت إلينوس خاطبت أمين الهيئة قائلة "أعمالك ليست مؤسفة فقط، بل تستحق العقاب"، فهل نثق بالهيئة بعد حديثها ونلجأ إليها، أم نسعى لحل أمورنا دونها؟
مشاركة :