قال الأنبا آرميا إن التنوع نعمة من الله للإنسان، وهو سمة من سمات الحياة، كما أنه يمثل اعترافًا رسميًا بتقبل الاختلاف وتعدد الآراء والأديان دون شقاق، مؤكدًا أن مصر قدمت أعظم نموذج للتنوع والتعددية من خلال بيت العائلة المصرية الذي أثبت أن التنوع فرصة جوهرية لتصحيح الأخطاء ومحاولة التعرف على الآخر.وأكد الأنبا آرميا أن التنوع يعمل على تحاشي أسباب الصراعات، وأن الحوار الواعي له دور كبير في تغيير الفكر وتقبل الآخر، مبينًا أن التحاور والتعايش مع الآخر لن يتحقق إلا بالعمل الجاد المضني الذي يرسخ لجوهر قيم الأديان؛ من احترام البشر والسعي للسلام وبناء الأوطان، مختتمًا كلمته بأن نموذج بيت العائلة المصرية وصل لدرجة كبيرة من التعاون والتكامل والتناغم. جاء ذلك خلال كلمته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح الأزهر، في ندوة تحت عنوان "إدارة التنوع في مصر.. بيت العائلة نموذجًا" حاضر فيها د.محمد أبوزيد الأمير، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، ونيافة الأنبا آرميا، الأسقف العام، الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية.من جانبه قال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، إن التنوع والتعدد سنة من سنن الفطرة، ويجب توظيفه من أجل تعزيز وحدة الشعوب، وهذا الأمر لابد من تطبيقه على أرض الواقع وليس بالكلام.وأوضح الأمير أن ما يقوم به بيت العائلة المصرية يعد تجسيدا واقعيًا لما تعيشه مصر تعددية وتنوع، فالأزهر يعرف قدر ومكانة الكنيسة كما تعرف الكنيسة قدر ومكانة الأزهر، ما جعلهما يتقاربا ويجتمعا من خلال هذا النموذج الفريد، فالشرائع السماوية مبنية على التعددية والتنوع وقبول الآخر دون النظر إلى دينه أو عرقه أو لونه أو جنسه.ويشارك الأزهر الشريف – للعام الثالث على التوالي - بجناحٍ خاصٍّ به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.ويقع جناح الأزهر في قاعة التراث بالمعرض رقم "4"، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.
مشاركة :