مؤرخ: المشاركة الشعبية فى ثورة 1919 دفعت لعدم تصدر طبقة النخبة للمشهد السياسي في مصر

  • 1/30/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قال المؤرخ والمحلل السياسى الدكتور شريف يونس أستاذ التاريخ بجامعة حلوان،  إن ثورة 1919 هى ثورة شعبية، وجاءت بنتائج مبهرة أبرزها الإفراج عن سعد زغلول وعودته لمصر، وهو أحد أهم المطالب التى طالبت بها الثورة، إضافة إلى جلاء الاحتلال الإنجليزى، وشملت الثورة جميع قطاعات الشعب المصرى وأظهرت قوتهم الحقيقية . وأضاف خلال ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أن هناك محددات رئيسية حددت مسار الثورة على رأسها تصارع إمبراطوريتين على التحكم فى الدولة المصرية فى ظل وجود السلطة الشرعية الممثلة فى الخديو التابع للدولة العثمانية، والاحتلال الإنجليزى الذى جاء للسيطرة على مقدرات الدولة المصرية، وهذا أدى إلى انقسام الحركة الوطنية بين الميل نحو الدولة العثمانية نكاية فى الإحتلال الإنجليزى من أجل جلاء الاحتلال الإنجليزى باعتبار تواجده غير شرعى.وأوضح أن الفكرة الثانية وهو فكرة بيت الأمة بزعامة سعد زغلول، أن الأمة يجب أن تشارك فى إدارة شئون البلاد خاصة أن النفوذ التركى وسلطة الدولة العثمانية على مصر عرضت الأمة المصرية للكثير من المتاعب والإضطهاد فى الوظائف الحكومية أو تولى الوظائف العليا وتقلد المناصب فى الجيش المصري. وأشار إلى أن إعلان الحماية البريطانية على مصر هو ما وحد الكلمة المصرية ووحد الحركة الوطنية المصرية لمواجهة الإحتلال خاصة أن أعلن الحماية البريطانية على مصر جعل أن الحكومة المصرية لا تحكم وإنما هى تسير بعض أمور الدولة ولكن يكون الحكم الحقيقى للدولة الحامية وهى بريطانيا، وقد سعت بريطانيا فى سبيل تحقيق هذا لتشكيل برلمان يكون معظمه من الأجانب لمنح أمتيازات للأجانب فى مصر ، حتى لا تتحول مصر لدولة قومية . وأوضح أن وقوف الشعب المصرى فى ثورة 1919 وتعرضة للتنكيل والقتل على يد الاحتلال الإنجليزى من أجل الاستقلال التام وجلاء الاحتلال الإنجليزى، هو ما أدى إلى عدم تصدر طبقة النخبة للمشهد السياسى فى مصر، حيث إنه أصبح هناك شعب يثور، وأصبح رقما فى معادلة الحياة السياسية فى مصر فى ذلك التوقيت، وهذا ما عرقل فكرة التقبل بالشروط البريطانية فى التفاوض مع الوفد المصرى دون تحقيق الإستقال التام ، خاصة ان هذا الشعب الذى نزل للشوارع وشارك فى الثورة لن يقبل بأقل من الاستقلال التام .

مشاركة :