الطوق يضيق حول مادورو... وخطر الحرب يتزايد

  • 1/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تصاعدت الضغوط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بعد إعلان واشنطن عقوبات اقتصادية نفطية قاسية، في وقت تزايدت التلميحات الأميركية إلى إمكان اللجوء لخيار عسكري، الأمر الذي ردت عليه موسكو بالتلميح إلى نيتها مساعدة حليفها البوليفاري عسكرياً، كما فعلت مع نظيره السوري بشار الأسد. مع فرض الولايات المتحدة عقوبات على قطاع النفط في فنزويلا، ودعوة العسكريين إلى التخلي عن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بات الطوق يضيق حول مادورو، في حين تستعد المعارضة بزعامة الرئيس المؤقت خوان غوايدو للتظاهر اليوم، وسط مخاوف من مواجهة في الشارع، بعد أن أعلن مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 43 قتيلا سقطوا خلال أعمال العنف والتخريب التي شهدتها فنزويلا خلال الأيام القليلة الماضية. غوايدو وقال زعيم المعارضة الفنزويلية غوايدو (35 عاماً)، الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة في مقابلة بثتها شبكة CNN الإخبارية الأميركية، أمس، إن بإمكان المعارضة إنجاز انتقال سلمي للسلطة بمعزل عن مادورو، وإجراء انتخابات حرة في نهاية المطاف، وأكد أن المعارضة تجري محادثات سرية مع الجيش. وكشف أنه تحدث إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرات عدة. ورداً على سؤال عن الخيارات العسكرية المحتملة في فنزويلا قال إن كل الخيارات مطروحة. وفي مقابلة أخرى مع هيئة «إيه. آر. دي» للإذاعة والتلفزيون قال غوايدو: «أنا الرئيس الشرعي الوحيد لفنزويلا... لم تكن هناك انتخابات في 2018. فترة مادورو في السلطة انتهت، لذلك وجوده في الحكم غير شرعي وهو يحكم مثل دكتاتور»، داعيا مادورو الى الاستقالة. ودعا غوايدو إلى التظاهر اليوم، «لمطالبة القوات المسلحة بأن تصطف إلى جانب الشعب، والسبت المقبل لمواكبة دعم الاتحاد الأوروبي والمهلة التي حددها لمادورو». وأمهلت 6 دول هي إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا، الرئيس الاشتراكي حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات وإلا فستعترف بخصمه رئيسا. وأكد البيت الأبيض، أمس الأول، أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، تحدث مع غوايدو، مشيراً إلى وجود خطة لأن يجتمع بنس مع ممثل غوايدو في المستقبل القريب. وقال غوايدو في حوار مع القناة الألمانية، إن «نحو 80 في المئة من الجنود يعيشون مثل باقي سكان البلاد، يعانون الجوع واليأس، ولا تكفي رواتبهم لتوفير الغذاء لعوائلهم... توجد أطراف تساندنا هناك، وأنا متأكد أنهم قريبا سيقفون في جهتنا». أصول الخارج وأعلن غوايدو أنه سيتولى السيطرة على أصول فنزويلا في الخارج لمنع مادورو من التصرف بها. وقال إنه باشر «آلية تعيين لجان إدارة بيديفيسا وسيتغو»، فرع شركة النفط الوطنية للمصافي في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة اعتمدت سلطة غوايدو للسيطرة على أصول معيّنة في حوزة بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي أو أي بنوك أخرى تضمنها واشنطن. وقال روبرت بالادينو المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية: «هذا الاعتماد سيساعد الحكومة الشرعية في فنزويلا على تأمين تلك الأصول لمصلحة الشعب الفنزويلي». وشددت واشنطن الضغط على كراكاس، مستهدفة هذه المرّة شركة النفط الوطنية «بيديفيسا» لاتهامها بأنها «أداة فساد». وأوضحت الخزانة الأميركية أن هذه العقوبات التي تمنع الشركة من التعامل مع كيانات أميركية وتجمد أموالها في الخارج، تهدف إلى منع مادورو من «اختلاس المزيد من الموارد». مادورو في المقابل، وجّه مادورو خطابا لترامب، بالإنكليزية، طالبه فيه برفع يديه عن فنزويلا وتركها لشأنها، وحمّله مسؤولية أي دماء قد تراق فيها. جاء ذلك خلال كلمة وجهها مادورو، أمس، أثناء ترحيبه بالدبلوماسيين الفنزويليين، الذين عادوا من الولايات المتحدة. وقال مادورو: «يريدون أن يسرقوا منا شركة سيتغو، نحن الفنزويليين» متوعدا بمباشرة ملاحقات قضائية ضد الولايات المتحدة. واشنطن وفي السياق، حضّ مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون الجيش وقوات الأمن على القبول بانتقال «سلمي وديمقراطي ودستوري» للسلطة. وكان بولتون عقد، أمس الأول، مؤتمرا صحافيا حول العقوبات ضد فنزويلا، ووقَع دفتر ملاحظاته، في يد الصحافيين الذين رأوا ضمن كتاباته عبارة «خمسة آلاف جندي إلى كولومبيا». وذكرت مصادر لشبكة «فوكس نيوز» أن البيت الأبيض يفكر في نشر قوات أميركية عند جارة فنزويلا الغربية في حال الحاجة إليها. غير أنها قالت إنه لا يوجد تحرك وشيك. وكان بولتون أكد، رداً على سؤال للصحافيين في البيت الأبيض، حول إمكان استخدام القوة العسكرية في الملف المحتدم، أن «الرئيس ترامب كان واضحاً في هذا الأمر بأن كل الخيارات متاحة على الطاولة». زاخاروفا وفي تعليقها على العبارة في دفتر ملاحظات بولتون، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، امس، أن زعزعة استقرار الوضع في فنزويلا يتم تنفيذها من أراضي كولومبيا. في المقابل، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أمس، إن بلاده «ستقوم بكل ما بوسعها لدعم السلطة الشرعية في فنزويلا». واتهم لافروف الولايات المتحدة بأنها «تعوق الجهود الدولية لتسوية الوضع». أضاف: «عقوبات الولايات المتحدة ضد النفط الفنزويلي من شأنها تقويض الثقة بالدولار، وتعمل على تفاقم الموقف داخل البلاد»، مشيرا إلى أن «واشنطن وحلفاءها يحاولون في الواقع مصادرة أموال الدولة». كما دان ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم «الكرملين»، «عقوبات واشنطن غير القانونية التي فرضتها على شركة النفط الوطنية الفنزويلية»، ووصفها بأنها «تدخّل سافر في الشؤون الفنزويلية وتنم عن حالة منافسة غير قانونية». أوتاوا وفي مواجهة تصلّب مادورو، تتصاعد الضغوط الدبلوماسية، وفي هذا السياق تستقبل أوتاوا الاثنين المقبل، اجتماعا طارئا لـ «مجموعة ليما» التي تضم 14 بلدا من القارة الأميركية بينها العديد من أميركا اللاتينية، لبحث التدابير الرامية إلى «دعم غوايدو والشعب الفنزويلي». كما سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأزمة في هذا البلد خلال اجتماع غير رسمي غداً وبعد غد في بوخارست.

مشاركة :