تداولت وسائل إعلام غربية خطأً فادحًا، ارتكبه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، أثناء المؤتمر الصحفي، الذي عقده في ساعة متأخرة من مساء أمس، وأعلنت من خلاله واشنطن فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد شركات النفط في فنزويلا. وقد كشف خطأ المسؤول الأهم في إدارة الرئيس دونالد ترامب، عن نوايا أمريكية تتعلق بإمكانية التدخل العسكري في فنزويلا، حال تصاعدت صراعات السلطة هناك، ومن ثم انزلقت البلاد في حرب أهلية. وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي عن خطة واشنطن المحتملة للتعامل مع «الديكتاتور مادورو»، حيث أظهرت ورقة صفراء كان يمسكها في يده عبارة واضحة هي «5000 جندي» لكولومبيا، وهي الجار الغربي لفنزويلا. العبارة تم تأويلها وفق صحيفة بيلد الألمانية، بأن الولايات المتحدة تستعد لتدخل محتمل بعد أن أظهر مادورو نفسه غير قابل للتنازل في الأيام القليلة الماضية، فيما بات يُخشى من اندلاع حرب أهلية. وأمسك بولتون بالورقة الصفراء التي بدت أنها جزء من مفكرة بديه اليمني، وكانت قريبة وبشدة من أسفل كتفه، ما منح المصورين والصحفيين فرصة سانحة لقراءتها دون عناء. الورقة تضمنت عبارتين صغيرتين؛ الأولى المشار إليها أعلاه الخاصة بفنزويلا، والثانية تضمنت كلمتي أفغانستان وطالبان، ربما في إشارة إلى المحادثات الجارية بين واشنطن والحركة الإسلامية الأفغانية في الوقت الراهن. وفي السياق ذاته، نوه بولتون بإمكانية التدخل العسكري في فنزويلا، وقال في المؤتمر الصحفي ذاته: «لقد أوضح الرئيس الأمريكي أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة». من جانبها، علقت سارة ساندرز، المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي، لمحطة فوكس نيوز التليفزيونية، بأن إرسال قوات إلى كولومبيا كان خيارًا، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار بعد. ولم يكن ذلك الخطأ هو الوحيد لبولتون على هامش الأزمة في فنزويلا؛ حيث كتب في تغريدة له، قبل يومين، اسم زعيم المعارضة في فنزويلا بصورة غير صحيحة. فبدلًا من أن يكتب جوايدو على هذا النحو (Guaidó) كتبها جيادو (Guiado). وتشتعل أزمة سياسية حادة في فنزويلا منذ إعلان رئيس البرلمان، زعيم المعارضة، خوان جوايدو، عدم اعترافه بشرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، قبل أن الأول يعلن نفسه رئيسًا بالوكالة للبلاد، إلى حين إجراء انتخابات رئاسية جدية حرة ومستقلة. وعارض الجيش رئيس البرلمان وأعلن دعمه مادورو، وفي المقابل أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية والعالم تأييدها لجوايدو، ومنحت 6 دول أوروبية، على رأسها ألمانيا وفرنسا الرئيس الفنزويلي الحالي مهلة 8 أيام؛ لإعادة الانتخابات في أجواء ديمقراطية، وإلا ستؤيد هي الأخرى زعيم المعارضة في بلاده.
مشاركة :