«الساموراي» يتفوق بالدهاء والسرعة والتمرير القصير

  • 1/30/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

العين: عاطف صيام أطاح المنتخب الإيراني بكل التوقعات التي كانت ترشحه للوصول للنهائي ورفع الكأس القارية بعد غياب 43 عاماً عن منصة التتويج، ولم تصب الترشيحات نحوه من فراغ وإنما بسبب ما قدمه من أداء قوي وتجانس عال بجانب محصلة تهديفية عالية وعدم استقبال أي أهداف في الخمس مباريات السابقة منذ انطلاق البطولة، ولكن كانت المفاجأة المدوية في أرضية استاد هزاع بن زايد بعدما تلقى منتخب الأسود خسارة ثقيلة من الساموراي بلغت ثلاثة أهداف نظيفة، الأمر الذي لم تستوعبه الجماهير الإيرانية.كان السؤال، كيف لمنتخب لم يدخل مرماه أي هدف في خمس جولات سابقة أن تستقبل شباكه ثلاثة أهداف ؟ وهو ما حصل في خطوة مهمة تقود إلى نهائي البطولة وهو ما يحسب للمنتخب الياباني الذي يبدو أنه درس المنافس بالكومبيوتر في كل تحركاته فحد من مصادر قوته، بل تركه عاجزاً عن بناء الهجمات سواء من على الأطراف التي يتميز بها ويجيدها أم من العمق واستدرجه على مراحل لتحقيق هدفه، من خلال امتصاص حماس اللاعبين المدفوع بالتشجيع الجماهيري في البداية، ثم الاستحواذ عن طريق التمريرات القصيرة المتنوعة والتي أرهقت لاعبي إيران، بجانب الانتقال السريع في بناء الهجمات وإحراز الأهداف وهو ما تحقق بالفعل داخل المستطيل الأخضر، ويمكن القول إن منتخب الساموراي تفوق على نظيره الإيراني بسلاح السرعة والتمرير القصير والدهاء الكروي. وكما خذل المنتخب الإيراني الجميع بأداء باهت غير متوقع، فإن المنتخب الياباني فاجأ الجميع بأداء مبهر ومغاير عن الأداء في المباريات السابقة وكشر عن أنيابه بطريقة لعب مبتكرة تدل على الوعي التكتيكي والمهاري لنجوم الساموراي وقدرتهم الفائقة على تطبيق أسلوب اللعب كما هو مرسوم له من المدرب هاجيمي مورياسو وتسير المباراة كما يريدون. وجاء الفوز المستحق للمنتخب الياباني في الخطوة قبل الأخيرة بمثابة الكشف عن نوايا الساموراي في خطف اللقب الخامس له في تاريخه، بعد أن وصل إلى النهائي في أربع مرات سابقة ونجح فيها جميعها بالتتويج بالكأس القارية.وبالعودة لموقعة نصف النهائي نجد أن المباراة جاءت كما كان متوقعاً لها من ناحية القوة والحماس والأداء الرفيع، وكان الأداء متكافئاً إلى حد ما في الشوط الأول الذي انتهى سلبياً، فيما اختلف الوضع في الشوط الثاني خصوصاً عند تسجيل الهدف الأول ل «الساموراي» الذي استخدم فيه الدهاء والذكاء الكروي وسبب به صدمة كبيرة للمنتخب الإيراني وأفقد لاعبيه التوازن وكأنهم يعانون من قلة الخبرة وأول مرة يدخل مرماهم هدف، مع العلم ان الهدف جاء في توقيت مبكر «الدقيقة 56» ما يعني أن هناك متسعاً من الوقت للعودة وإحراز التعادل ولكن لم يستطع المنتخب الإيراني التعامل مع الوضع بإعادة تنظيم صفوفه وترتيب أوراقه، الأمر الذي استغله المنتخب الياباني بصورة مثالية وواصل في تكثيف هجماته بالضغط المتواصل على الدفاع إلى أن نجح في إحراز الهدف الثاني من ضربة جزاء وكذلك إضافة الهدف الثالث في الوقت المحتسب بدل الضائع، مع العلم أن منتخب الساموراي لم يتوقف عن الهجمات من بعد تسجيل هدفه الثاني الذي أمن به موقفه في المباراة وكأنه يريد أن يبعث برسالة إلى الطرف الآخر في النهائي قبل موقعة الجمعة بمدينة زايد الرياضية.وقد أعلن البرتغالي كارلوس كيروش مدرب إيران في المؤتمر الصحفي عن انتهاء مشواره مع المنتخب بعد ثماني سنوات من العمل ووصف الفترة بالرحلة الرائعة وكانت محصلتها التأهل مرتين لكأس العالم وكذلك الوصول مرتين لنهائيات أمم آسيا،وشكر اللاعبين والجماهير على الدعم والمساندة وودع الجميع بعد أن ذكر ذلك حرفياً بأن الوقت حان للرحيل. وكان كيروش قد أشار إلى أن سبب الخسارة الثقيلة من اليابان يعود إلى الخطأ الذي أرتكبه لاعبوه وجاء منه الهدف الأول وسبب صدمة للاعبين وأصابهم بالإحباط وأفقدهم التوازن وتبعه الهدف الثاني الذي منح الأفضلية بالكامل للمنتخب الياباني الذي استفاد من الوضع واستحق الفوز، فيما جاءت تصريحات المدير الفني الياباني هاجيمي مورياسو في المؤتمر الصحفي تفاؤلية ومملوءة بالسعادة والرضا التام عن الأداء في مشوراهم في البطولة حتي هذه المرحلة، موضحاً ان السبب الرئيسي في تفوق منتخبه يعود إلى قوة التركيز من اللاعبين واللعب بروح قتالية طوال التسعين دقيقة ورغبتهم الكبيرة في الفوز والصعود للنهائي مع اعترافه بقوة خصمه الذي يعتبر من أفضل المنتخبات الآسيوية حسب التصنيف الدولي.

مشاركة :