أكد عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن القطاع الصحي بالدولة مقبل على مرحلة كبيرة ومهمة جداً في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه في توفير أرقى خدمات الرعاية الطبية، مشيراً إلى أن الوزارة تعكف حالياً على الإعداد لشراكات مع جهات اتحادية أخرى، مثل وزارة الذكاء الاصطناعي، لتقديم حزمة جديدة من المشاريع والمبادرات الطبية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وأشار العويس، خلال تصريحات لمعاليه على هامش معرض الصحة العربي «أرب هيلث2019» والذي يختتم في دبي يوم غد، إلى أن القطاع الصحي مؤهل وقادر على إحداث نقلة نوعية في توفير أحدث التقنيات العالمية في مجال الرعاية الصحية، حيث تمتلك المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة قدرات عالية جداً وبنية تحتية متميزة وكوادر طبية وفنية قادرة على ابتكار واستخدام الذكاء الاصطناعي. وقال العويس: هناك اهتمام كبير ورؤية ثاقبة من قيادة الدولة، تركز على تسخير التقنيات الحديثة في خدمة الإنسان في مختلف المجالات، وعلى رأسها القطاع الصحي، ولذلك تركز وزارة «الصحة» على قطع خطوات سريعة ومتقدمة في إدخال الذكاء الاصطناعي في أعمالها وخدماتها للجمهور. وأضاف: «نهدف من وراء استخدام الذكاء الاصطناعي، إلى الارتقاء بالخدمات الصحية في مستشفيات الوزارة إلى مستويات تنافسية مرموقة وضمن معايير عالمية». وكشف العويس، أن من أهم مشاريع الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تنفذها الوزارة خلال الفترة المقبلة، إدخال تقنية الرحم الاصطناعي أو ما يعرف بـ«الحاضنة المستقبلية»، وهو أحدث ما تتم دراسته حالياً في التكنولوجيا المتعلقة بالرعاية الطبية على مستوى العالم في مجال إنقاذ وحماية الأجنة، مؤكداً أن الرحم الاصطناعي يسهم بإنقاذ أرواح الأطفال الذين يولدون قبل الأوان. وأفاد العويس بأن الوزارة ستقوم بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزة الأشعة السينية للفحص الطبي ضمن إجراءات الإقامة في الدولة، بهدف تحصين المجتمع من الأمراض السارية، إذ يستغرق تشخيص كل حالة 0.1 ثانية عوضاً عن 3 دقائق في الطريقة التقليدية لقراءة الأشعة ما يوفّر الكثير من الوقت والجهد. وكشف وزير الصحة ووقاية المجتمع، عن أن جهاز زراعة خلايا البنكرياس الذي من المتوقع بدء تفعيله خلال الفترة المقبلة، بانتظار الموافقات الرسمية لتطبيقه، مشيراً إلى أن هناك توجيهاً واضحاً من قيادة دولة الإمارات بتقديم أفضل ما يمكن من خدمة في القطاع الصحي، والاستفادة من كل المتاح في مجال التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي. وقال العويس: «أطلقنا خلال المعرض الجاري مشروع (خريطة الإمارات التفاعلية للمرافق المعززة للنشاط البدني والصحي) إحدى نتائج اجتماعات حكومة الإمارات الأخيرة التي تم الاتفاق عليها على مستوى الدولة». وتطرق العويس إلى مشروع الممر الذكي الذي كشفت عنه الوزارة أمس الأول، مشيراً إلى أن هذا المشروع لا يساهم فقط في الكشف الصحي عن القادمين أثناء دخولهم إلى الدولة فقط، وإنما يشمل أيضاً المغادرين مما يسمح للجهات الصحية برصد جميع الحالات، وتكوين قاعدة بيانات صحية دقيقة. وأشار العويس إلى أن «الوزارة وضعت خطة شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية تنفيذاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2021، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071 وإحداث تحول في مجال الرعاية الصحية المقدمة للمرضى». من جهته، أوضح الدكتور يوسف محمد السركال، الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن جهاز «الحاضنة المستقبلية» شبيه بالرحم الطبيعي للأم، وقد يساهم في التقليل من الآثار السلبية للولادة المبكرة على حياة الأطفال، بالتعاون مع مستشفى فيلادلفيا للأطفال في الولايات المتحدة الأميركية. وأكد السركال أهمية جهاز «الحاضنة المستقبلية» في مجال رعاية الأطفال مبكري الولادة، والذي يعتبر إنجازاً ريادياً يساهم في رفع جودة الرعاية الصحية لطب الأمومة والأطفال، داخل مستشفيات الوزارة، لإسعاد المجتمع والاستثمار المستدام في خدمات صحية مستقبلية، تستشرف المسارات المبتكرة لطب المستقبل، وتعزيز منظومة الرعاية الصحية التي تحسن نتائج المؤشرات الوطنية الصحية، وترفع تنافسية القطاع الصحي في الدولة، لتحقيق أهداف الأجندة الوطنية 2021 الهادفة لتطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية. وأشار السركال إلى أهمية التعاون مع مستشفى فيلادلفيا للأطفال في رفع جودة خدمات الرعاية الصحية، خاصة في مجال الأطفال مبكري الولادة، في إطار استراتيجية الوزارة الهادفة إلى بناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية والدوائية، وفق أفضل المعايير وتعزيز الشراكات العالمية، وتقديم مشاريع مبتكرة مع مؤسسات رائدة في مجال الخدمات الصحية، وبناء بيئة جاذبة وداعمة في مجال البحوث العلمية الصحية لتطوير الخدمات الصحية في المجتمع. حماية الخدج وأوضحت الدكتورة كلثوم البلوشي مدير إدارة المستشفيات بالوزارة، أن جهاز «الحاضنة المستقبلية» أو الرحم الصناعي، يعتبر إنجازاً فريداً يساهم في حماية الأطفال الخدج ذوي الوضع الصحي بالغ الحساسية في مختلف أنحاء العالم، وقد أظهرت التجارب نجاح الجهاز في دعم الحمل لمدة تصل إلى 23 أسبوعاً، واصلت خلالها الأجنة نموها بشكل طبيعي، ليقي بذلك من الضرر الذي قد يصيب الرئتين أو الدماغ الذي يشيع حدوثه لدى الخدج. وأكدت متابعة الوزارة الحثيثة لاستقطاب أحدث الأجهزة المتطورة عالمياً، وتدريب الكوادر الطبية للتعامل مع الحالات الحرجة لحديثي الولادة في مستشفيات الوزارة، واتباع البروتوكولات الطبية وتطبيق أعلى المعايير الدولية. من جانبها، قالت مادلين بل، الرئيس التنفيذي لمستشفى فيلادلفيا للأطفال: «إن روح الابتكار القائم على التعاون مع شركاء من قبيل دولة الإمارات، هي التي تضمن تقديمنا لأفضل الخيارات العلاجية لجميع الأطفال، وبهذه المناسبة، نجدد التزامنا تطوير الحلول الصحية المبتكرة، من خلال العمل على تسريع الاكتشافات التي قد تسمح يوماً ما بالوقاية من التحديات التي يواجهها الأطفال الصغار لدى الولادة المبكرة». العويس يلتقي السفير البريطاني ومستشار «جونسون آند جونسون» أجرى معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، لقاءات عدة على هامش مشاركة وزارة الصحة ووقاية المجتمع في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2019، بحضور الدكتور محمد سليم العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وسعادة الوكلاء المساعدين. فقد التقى معاليه بـ«باتريك مودي» السفير البريطاني لدى دولة الإمارات والوفد المرافق له، واستعرض الجانبان التجربة الرائدة للمؤسسات الصحية الحكومية والخاصة في دولة الإمارات، وجرى التطرق إلى «تقنية جينيوم»، كما تم البحث في أوجه التعاون المشترك الصحي بين البلدين وإمكانات استفادة دولة الإمارات من الخبرات البريطانية في المجال الصحي، عبر الشراكات والاتفاقات، لتوظيفها في خدمة التجربة الصحية المحلية والارتقاء بها إلى أرفع المستويات. من جانبه، عبر السفير البريطاني خلال اللقاء عن رغبة الحكومة البريطانية بتعزيز سبل التعاون بين وزارة الصحة البريطانية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، بما يخدم القطاع الصحي لدى الدولتين الصديقتين. كذلك جرى خلال اللقاء تسليط الضوء على مبادرات ومشاريع وزارة الصحة ووقاية المجتمع المبتكرة، واستعراض أحدث التطورات في ميدان الرعاية الصحية واستكشاف آفاق التعاون الممكنة مع المملكة المتحدة، كما تبادل الجانبان الاطلاع على أفضل ممارساتهما في مجال الرعاية الصحية المختلفة والخطوات التي تنتهجها وزارة الصحة ووقاية المجتمع على صعيد تبوؤ دولة الإمارات الريادة في المجال الصحي. كما التقى معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، مايل أولمان، نائب المدير العام، المستشار لشركة «جونسون آند جونسون»- الإمارات العربية المتحدة، وناقش معه أوجه التعاون بين الوزارة وشركة «جونسون آند جونسون». وقد تحدّث أولمان عن مشاريع «الذكاء الاصطناعي» التي تقوم الشركة بتطويرها من خلال العمل على مشروعي «توربيدو» و«سكيزون لاب».
مشاركة :