نظم مكتب شؤون المجالس بديوان ولي عهد أبوظبي، مساء أمس الأول، الاثنين، ندوة في مجلس محمد خلف في منطقة الكرامة بأبوظبي، تحت عنوان «أمير الشعراء»، تحدث فيها أعضاء لجنة تحكيم برنامج «أمير الشعراء» الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وهم: الدكتور علي بن تميم، الدكتور صلاح فضل، الدكتور عبدالملك مرتاض، وأدار الحوار فيها الإعلامي عارف عمر. وشهد الأمسية معالي اللواء فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعيسى سيف المزروعي، نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر باللجنة، إلى جانب عدد من المثقفين والكتاب والشعراء والفنانين والإعلاميين وعدد من أهالي المنطقة، بالإضافة إلى الشعراء الـ20 المشاركين في «أمير الشعراء» وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج. وفي بداية المحاضرة، أوضح الدكتور علي بن تميم أن ما يتطلع له برنامج «أمير الشعراء» يتمثل في أن يدرك الشاعر تلك العلاقة الفذة التي يمكن أن تجمع الشعر بالتراث الذي تنظر له دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال علاقتها وبرامجها المتمثلة في الربط بين الماضي والحاضر، وأن هذا التطلع إلى الماضي واستغلاله في القصيدة الفصيحة اليوم يعد جزءاً مهماً جداً من مكوّن «أمير الشعراء» و«شاعر المليون» ومكوّن معظم البرامج الثقافية التي تحتضنها إمارة أبوظبي. وأشار بن تميم إلى أن النظر إلى التراث نظرة معاصرة يمكن أن يُحدِّث هذه التقاليد لتكون صالحة لكل عصر ولكل لحظة، وأن ما نتطلع إليه هي تلك القصيدة التي يرى الشاعر فيها فسحة مهمةً للماضي، وفي الوقت نفسه يكون قوياً في قراءة هذا الماضي، ويقدم نصاً فريداً يتيح له مجالاً لأن يشغل مكاناً وسط هذا الازدحام من الإبداع، مؤكداً أن هذا ما يكسب برامج أبوظبي فرادتها وتميزها، فهناك برنامج شاعر المليون الذي يعنى عناية خاصة بالقصيدة النبطية، وثمة برنامج أمير الشعراء الذي يعنى عناية خاصة بالقصيدة الفصحى، وذلك كله في ظل عدم الانقطاع عن قراءة التراث وتجديد هذا الشعر. ومن جانبه، أفاد الدكتور صلاح فضل، بأن برنامج «أمير الشعراء»، وعلى مدار المواسم الماضية، ساهم في تقديم أسماء شعرية جديدة في الحياة العربية، وأن البرنامج يحتضن نجوم الإبداع وأصحاب المواهب، وأن بعض الأسماء التي أفرزها البرنامج قد بدأت تزاحم الشعراء الكبار وتحل محلهم. وأكد الدكتور فضل أن البرنامج أعطى قبلة الحياة للشعر العربي، وقارن بين الشعر العربي الفصيح وأنواع الشعر العربي الحديث، بالقول إن رواد قصيدة النثر كتبوا سابقاً نصوصاً بالغة الجمال والتركيز، ولكن اليوم هناك جيل من الشباب الذين لم يتقنوا تراثهم الشعري العربي ولم يحفظوه، ولم يقرؤوا التراث الشعري بلغاته المختلفة حتى يتصوروا الآفاق الشعرية العظيمة، وظنوا أن بوسعهم أن يكونوا شعراء دون أن يمتلكوا أي معرفة بقوانين الشعر وأصوله وتقنياته الفنية. كما تطرق للحديث حول حضور المرأة الشعري، حيث أشار إلى أنه في دراسات نقد الشعر يقال «إن الشعر ينبثق من قوة العاطفة»، ومن المعروف أن المرأة أقوى عاطفة من الرجل، وأن قدرة المرأة اللغوية أقوى من الرجل، والسبب في عدم وجودها بقوة على الساحة الشعرية سابقاً هو أنها تفتقد الحرية والاستقلال في كافة الثقافات الإنسانية، وفي العصر الحديث بدأت تأخذ حظها من الحرية والاستقلال فنبغت، وباتت تمتلك القوة الشعرية وتنافس الرجال، مشيراً إلى أن دولة الإمارات كانت سباقة في دعم المرأة، وذلك ما يؤكده حضورهن في البرنامج، فهناك ثلاث شاعرات من دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن جهته، ذكر الدكتور عبد الملك مرتاض، أن المرأة بدأت مشاركتها في الموسم الأول من البرنامج بخجل، ومع كل موسم بدأ العدد يتكاثر وبدأت الشاعرة العربية تفرض نفسها، وظهرت شاعرات يتميزن بقوة وحضور، وهذا يؤكد مدى التطور الشعري الذي أوجده برنامج أمير الشعراء على مستوى العالم العربي وتعدى الدول العربية ووصل إلى الناطقين باللغة العربية. وأوضح أن الموسم الحالي من البرنامج شهد حضوراً قوياً للشاعرات بدرجة وصلت إلى عدد يتقارب مع أعداد الشعراء الذكور، وعلى سبيل المثال، فإن عدد المترشحات من الجزائر بلغ أكثر من 50 شاعرة مقارنة مع المواسم السابقة التي لم يتعد فيها العدد 10 شاعرات، وهذا ينطبق على المشاركات من الدول العربية المختلفة، متمنياً أن تتكلل مشاركة الشاعرات بأن يكون من بينهن أميرة الشعراء.
مشاركة :