هيئة الترفيه: فلسفة إدارية!

  • 1/30/2019
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

تقود هيئة الترفيه أضخم برنامج ترفيهي يتم إحداثه خلال فترة قصيرة جداً، ورسالتها لا شيء مستحيل، نحن نقدم باقة من الخيارات لمختلف الفئات. أعلم أن هناك حساسية في الكتابة عن بعض المواضيع خشية التصنيفات، وليس ببعيد اضطرار زميلنا الدكتور الحربش للتبرير والدفاع عن رأي قاله وكأنه متهم، بينما هو رأيه وله الحق في إبدائه، اتفق الآخرون معه أم لم يتفقوا، لذلك أوضح أنني أكتب هنا عن الترفيه ليس من الناحية الفكرية أو من ناحية المحتوى، وإنما عن البعد التنظيمي الإداري للهيئة كمؤسسة حكومية، عن مهامها وآليات عملها... يبدو لي أنه ليس من مهمة هيئة الترفيه تنفيذ الفعاليات، بل وضع التشريعات والتنسيق والتصريح والرقابة ودعم/ تهيئة البنية التحتية قدر الإمكان. إيجاد المسرح يعتبر ضمن تهيئة البنية التحتية لكن تنفيذ المسرحيات واختيار الممثلين ليس مهمة الهيئة، تنسيق الهيئة مع جهات الإقراض الحكومية أو غير الحكومية لتنفيذ دور السينما هو مهمتها لكن ليست مهمتها تشغيل السينما أو اختيار الأفلام، التنسيق مع البلديات لتهيئة المسرح الروماني أو المفتوح مهمة الهيئة لكنه ليس مهمتها استقدام فنان أو إقامة حفلة غنائية. مهمة الهيئة التنسيق مع هيئة الرياضية للاستفادة من منشآتها لإقامة ترفيه ذو طابع رياضي ولكنه ليس مهمتها تنفيذ تلك البرنامج. مهمة الهيئة التصريح والمراقبة للفرق الفنية أو الترفيهية وليس استئجارها وتنفيذ حفلاتها. وجهة نظري هي الإبقاء على هيئة صغيرة الحجم مهمتها تحفيز الترفيه ورسم استراتيجياته وليست مهمتها تنفيذ برامجه وإلا فسنجدها تسير في طريق يعارض أهداف الرؤية الاقتصادية الهادفة إلى تمكين القطاع الخاص وتحفيزه وتقليص قيام القطاع الحكومي بالأعمال التي يمكن أن يؤديها القطاع الخاص. الهيئة تقدر تعطش الناس للترفيه وتريد إسعادهم بتوفير كافة الخيارات المتوفرة، كما ونوعاً وهذا أمر جميل ولكن عملية شراء كل ماهو متوفر في السوبرماركت عملية استهلاكية متعبة، وأخشى أنها ستضع مشروع الترفيه في خطر حال تغيرت الظروف المالية والقدرة الشرائية. الدولة ليست عاجزة بالتأكيد، ولكن لاحظنا أن هذه الإستراتيجية لا تنجح في برامج وقطاعات حكومية أخرى يكون فيها الحماس كبيراً لفترة محدودة ثم تخفت أو تواجه مشاكل بعد ذلك. هناك حماس إداري كبير له إيجابياته لكنه يقود إلى المركزية في اتخاذ القرارات ولا أدري هل توجهات الهيئة ستكون مركزية في إدارتها أم سيتم إشراك المناطق في بناء استراتيجية الترفيه ووضع رؤية تراعي التنوع والتخطيط المحلي في المناطق. ما أعلن وبهذا الحجم الضخم له هدف يتمثل في إحداث الصدمة التي تكسر حواجز التردد والتحفظ التي يبديها البعض حول انفتاح المجتمع وتقبله للمشروع الترفيهي، وقد يكون الهدف تحقق، لكنني أبحث عن مابعد ذلك، عن استراتيجية العمل الحكومي في مجال الترفيه. أكرر التقدير لهيئة الترفيه والتأكيد على أنني أكتب وجهة نظر إدارية تقدر العمل الحكومي في كافة المجالات وتعتقد أن النقد وإبداء الملاحظة يدعم نجاحه ولا يعيقه. تمنياتي لهيئة الترفية وبالتضامن مع الوزارات/ الهيئات المكملة لعملها؛ الإعلام، الثقافة، الرياضة، السياحة والتراث، كل التوفيق.

مشاركة :