عندما بدأتُ ككثيرين بالتعرّف على وسائل التواصل الاجتماعيّ مثل تويتر عام 2009، كنتُ أتابعُ عددًا من المراسلين الغربيين، وبعض الشخصيات العالمية، إلى أن جاء عام 2011 حين بدأت رحى العالم العربي بالدوران، وقمتُ بطبيعة الحال بمتابعة شخصيات عربية، ومَن يُفترض أنهم "نُخَبٌ" وطنية، إضافة لآخرين، حين تبيّن لي أن ما يحدث وسط هذا الفضاء الجديد الذي اخترته هو أشبه ما يكون بحروب عنيفة تشتعل وتخمد باستمرار. هي نفسها إن اختلفت الساحة؛ فيسبوك، تويتر، وحتى منطقة التعليقات في أسفل اليوتيوب! ممّا حذا بموقع "جوجل" بأن قام بتعليق خاصية التعليق لموقع "إجابات" الخاص به؛ نظرًا لتفاقم البذاءة اللفظية والعنصرية من قِبل الزوّار العرب في محلّها، وغير محلّها، وهذا ما آلت إليه الأمور لما كان من المفترض أن يكون حوارًا. لقد قامت جميع الحضارات عبر التاريخ على "تراكمات ثقافية" عبر الزمن، والتراكمات التي أراها في العالم العربي والشرق الأوسط بُنيت على ثقافة "لا أريكم إلاَّ ما أرى"، و"إن لم تكن معي فأنت ضدي"، بدءًا من ثقافة الأب القمعي في منزله، إلى المعلم في مدرسته، حين غابت ثقافة الحوار. يقول أحد رجال الدولة المتقاعدين من بلد عربي شقيق عن رئيسهم المخلوع: "كان الرئيس هو الزعيم، والقاضي، والشرطي، وحتى الدبابة". عاشت بعض دول العالم العربيّ مثل قبيلة منكبَّةٍ على نفسها، ولم ترَ غير نمطها، فعاشت برأيٍ واحد بمعزل عن العالم الخارجيّ، إلى أن كسر ذلك العالم الخارجي عزلتهم، وأصبح الجميع يعيش في بثٍ مباشرٍ مع العالم أجمع. إن عدم إلمامنا بأهمية الحوار، والحاجة لغرسه في الأجيال الناشئة قادنا إلى هذه (الفوضى الخلاّقة ) من حولنا، التي جعلتنا ندور في حلقة مفرغة: طرح أي موضوع، فرض الرأي ممّن يعرف، ومَن لا يعرف، الشخصنة، استقطاب حيث ينقسم المتحاورون الى فسطاطين، ثم النأي بالنفس والقطيعة. للحديث بقية
مشاركة :