قال المؤرخ والمفكر محمد يوسف، إن ديلسبس كان رفيق سعيد باشا، وهو من أقنعه بحفر قناة السويس، وأبرموا عقد امتياز ينص على أن ديليسبس سينشأ شركة ستقوم على حفر القناة ومنحها حق امتياز 99 عاما، وهذا كان بمثابة خيانة للوطن، لأن المردود الاقتصادي للقناة حرمت مصر منه كثيرا بموجب هذا العقد.وأضاف "يوسف" خلال كلمته في ندوة بعنوان""قناة السويس.. التاريخ والحاضر" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب: "عظام 120 مصريا الذين ماتوا في حفر القناة لازلت عظامهم راقدة في قناة السويس، وكانوا من الفلاحين الذين يعملون في القطن - آن ذاك – فقد دمر الاحتلال صناعة القطن في مصر في هذه المرحلة، وكانوا يتقاضون 2.5 جنيه في الشهر".وتابع: "الذين ماتوا في قناة السويس، ماتوا بالذل والإذلال من الجوع والعطش، فالقناة ارتوت بدماء المصريين في ذلك التوقيت، وعظامهم كما ذكرت لازالت راقدة في القناة".وأشار إلى أن صافي الربح عام 1909 بلغ 220 مليون فرانك فرنسي، بينما بلغ صافي الربح قبل تأميمها قناة السويس بعام 55 مليون جنيه استرليني، دخل منه مليون واحد فقط للخزانة المصرية، وهذه كانت خيانة لمصر ودماء المصريين الذين ضحوا بدمائهم من أجل بناء القناة.وأوضح أن كل هذه الأمور دفعت الزعيم جمال عبد الناصر إلى تأميم قناة السويس، وهو ما أعلن عنه الزعيم الراحل في ميدان المنشية، وكان بمثابة القرار الذي أثلج صدور المصريين وشعروا وقتها بالعزة والكرامة لعودة جزء هام من الأراضي المصرية إلى الوطن بعد أن نهب خيراتها الاحتلال في ذلك التوقيت.وأكد أن قرار تأميم قناة السويس منح عبد الناصر المجد كله، وتمثل لحظة مضيئة في التاريخ المصري، مضيفا: "أنا لم أجد قرارا أعظم من ذلك القرار الذي اتخذه عبد الناصر بتأميم قناة السويس، والذي أعاد الحقوق لأصحابها".
مشاركة :