"الصور التاريخية» سجل أمين وملمح ثقافي مهم وبارز يلعب دوراً تاريخياً جلياً يتمثل في حفظ معالم الهوية كما يعد سبيلاً في توثيق ذاكرة الوطن التاريخية. ويشكل مركز أرشيف الصور والأفلام التاريخية في دارة الملك عبدالعزيز إحدى حلقات ربط الجيل الجديد من الشباب والنشء بتاريخ بلادهم الذي أسهم فيه آباؤهم وأجدادهم عبر استدعائه لهذا التاريخ الناصع والمرصّع بالمآثر والمفاخر الوطنية. وجمع مركز أرشيف الصور والأفلام التاريخية في دارة الملك عبدالعزيز 190 ألف صورة فوتوغرافية، و7300 مادة فيلمية تناولت تاريخ المملكة العربية السعودية منذ مراحل بناء الدولة، وضمت صورًا للملك عبدالعزيز وأنجاله الملوك - رحمهم الله جميعًا - متجليًا فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في العديد من المناسبات الرسمية للدولة، كصورة له - يرعاه الله - مع الملك عبدالعزيز آل سعود - تغمده الله بواسع رحمته - تعود إلى 77 عامًا مضت. وظلت صور الملك سلمان بن عبدالعزيز - وفقه الله - عاملًا مشتركًا بين مجمل هذه الصور والأفلام، خاصة أثناء توليه إمارة الرياض التي امتدت نحو 50 عامًا، وما أعقبها من مسؤوليات جسام انغمس - أيده الله - في إدارة أمورها وقيادتها بجدارة، حتى بويع في 3 ربيع الآخر من الشهر الجاري ملكا للمملكة العربية السعودية على كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، على السمع والطاعة. وتوضح إحدى هذه الصور الحضور اللافت للملك سلمان بن عبدالعزيز وهو في سن الثالثة من عمره، جالسًا بجوار والده الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أثناء إلقائه كلمة في حفل استقبال رؤساء وفود الحج، ليكبر الملك سلمان في كنف الملك المؤسس، ويتشرّب الحنكة والقيادة من مدرسته، ويصقل التعلمّ بالعمل من خلال قربه من إدارة إخوته الملوك البررة - رحمهم الله -. وتبرز الصور الفوتوغرافية ملامح عدة من الشخصيّة الفذة للملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي استطاع خلال فترة حياته العامرة بالانجازات، والدروس الإدارية، والعمل الخيري والإنساني أن يجمع بنجاح بين مجالات الفكر، والسياسة، والثقافة، والعمل المجتمعي، ناهيك عن تواضعه الجم مع جميع أبناء الشعب السعودي وقربه منهم في مختلف المناسبات التي يلتقي بهم أو يشاركهم فيها - وفقه الله -. وأهلت هذه الصور مركز أرشيف الصور والأفلام التاريخية في الدارة إلى أن يكون نواة وطنية لأكبر أرشيف مصور في العالم العربي، بعد أن حصل على هذا العدد من الصور التاريخية من مراكز مماثلة له من داخل المملكة وخارجها، ومن بعض الوسائل الإعلامية، والأفراد الذين عاشروا مرحلة تأسيس البلاد، ومراحلها الأولى، وذلك على مدى 19 عامًا من إنشاء المركز. ويتعامل المركز بطريقة حديثة مع الصور الفوتوغرافية التي يجمعها، فمجرد أن يتم تسلمّ الصورة يبدأ تصنيفها، ثم ترقيمها، وحفظها وحفظ نسخ احتياطية منها في أماكن مناسبة مناخيًا بواسطة أجهزة متقدمة تضمن سلامتها وإمكانية مراجعة معلوماتها بين فترة وأخرى، حتى تحوّل إلى صيغ رقمية مناسبة للعرض والاستفادة من الباحثين والباحثات، والمهتمين بتاريخ المملكة. ويعمل مركز أرشيف الصور على تجهيز صوره المحفوظة في قاعدة بيانات إلكترونية، لعرضها على زوار الموقع الإلكتروني للدارة، وحاملي تطبيقاتها على الأجهزة الذكية، بحيث يمكن الاطلاع عليها في أي وقت ومن أي مكان.
مشاركة :