غاب الأهلي طويلاً عن منصات الذهب ولكنه بلا ضجيج عاد بطلاً ومن أين؟ من بوابة الهلال البطل السابق، الذي كان يظن كل الظن أن كأس ولي العهد أصبحت حصرية باسمه حتى كسر القاعدة النصر وعلى منواله سار الأهلي وخطفها، فهل كان تحقيق بطولة أمراً عسيراً معجزاً كما تُصوِّره إدارة الهلال أم أنه بقدر اجتهادك وعملك يتحقق ما تصبو إليه وأكثر. ظلت إدارة الأهلي تعمل بصمت تحسد عليه وتعالج أخطاءها بكثير من الحكمة التي تنبئ عن عقلية قيادية تسمع للناصحين، ولا تقصي النقاد المخلصين.. لم تقرب أعداء الأهلي أو تسمع للمتزلّفين منهم، تخلّصت من المتخاذلين وتعاقدت مع النجوم وفق رؤى فنية صائبة، وفي الفترة الشتوية كانت تسابق الزمن للتغيير الإيجابي. كانت نتيجته فريقاً مرعباً مضى لم يتجرأ أحد هزيمته، ولولا عدم التوازن في بداية مشوار الدوري لكان الآن مستبداً متسيداً الجميع. يقولون إن الدوري هو مقياس نجاح أي فريق، ولكن الكأس يكشف مدرب كل فريق، وفي كلا المسابقتين نجح الأهلي بجدارة فهو الثاني في الترتيب ومرشح لاعتلاء قمة الترتيب في أي وقت، وفي الكأس حقق كل النجومية والإبهار وتجلّت قوته وهو يخرج بطل المسابقة ثم يسقط وصيفه في النهائي بين جماهيره. في نهائي الكأس لم يكن لاعبو الأهلي في حاجة إلى تمثيل أو تصنّع حتى يحظوا بفزعة حكم، ولم يكن الرئيس موجوداً على دكة الاحتياط يمارس عنتريات ويرفع صوته محتجاً على كل صافرة تطلق.. ولم يصرّح أحد أنه يتمنى ذلك الفريق أو غيره.. تعلّم الجميع من أخطاء غيرهم فساعدوا لاعبيهم على اللعب لأجل الفوز وحده وقطعوا عليهم أي طريق للتبرير.. حتى والحكم يطرد حارس المرمى ويحتسب ركلة جزاء، لم نر أي انهيار نفسي بل العكس كان هناك شبه إجماع أنهم فائزون تحت أي ضغط، وهو ما كان فالنقص ولد القوة وكشف أن الفريق تمت تهيئته بشكل رائع للتعامل مع أحداث المباراة كيفما كانت بشكل إيجابي فكانت النتيجة الحتمية تحقيق البطولة الغالية. في الأهلي عمل إداري ومالي جبار، لم يظهر عرّابه في الإعلام مراراً ليذكّر الجميع به ويدعوهم لشكره عليه بل اعتبره واجبه نحو ناديه الذي عشقه، وما خفي من ملايين صرفت ربما كان أعظم مما أعلن، ولكنه الصمت الجميل الذي يورث الحكمة والتروي في القول والعمل وكأس ولي العهد ليست إلا بداية طريق أهلاوي أخضر تنيره الكؤوس والأهلي برجاله يقول.. ويطول. Qmonira@