أجاز مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، والمنعقدة بالتعاون مع المنظمة الإسلاميَّة للعلوم الطبيَّة الكويتيَّة، حول «الاستحالة والاستهلاك ومستجداتهما في الغذاء والدواء»، في مدينة جدَّة (غرب السعوديَّة)، تناول الأدوية (لا سيما المخصصة للأطفال والحوامل) التي تصنع حالياً ويدخل في تركيبها نسبة ضئيلة من الكحول «مادَّة مسكرة» لغرض الحفظ، أو إذابة بعض المواد الدوائيَّة التي لا تذوب في الماء مع عدم استعمال الكحول فيها مهدئًا وذلك لعدم توفر بديل عن تلك الأدوية. وأقر المشاركون من فقهاء ومختصين في الطب والكيمياء والصيدلة بأنَّ مادة الكحول غير نجسة شرعاً بناء على ما سبق تقريره من أن الأصل في الأشياء الطهارة، سواء أكان الكحول صرفاً أم مخففاً بالماء، ترجيحاً للقول بأنَّ نجاسة الخمر وسائر المسكرات معنويَّة غير حسيَّة. وقال المشاركون وفقاً للتوصيات التي نشرتها وكالة الأنباء الإسلاميَّة الدوليَّة «إينا»، إنَّه لا حرج شرعاً من استخدام الكحول طبياً كمطهر للجلد والجروح والأدوات، وقاتل للجراثيم، أو استعمال الروائح العطرية (ماء الكولونيا) التي يستخدم الكحول فيها باعتباره مذيباً للمواد العطريَّة الطيارة، أو استخدام الكريمات التي يدخل الكحول فيها، ولا ينطبق ذلك على الخمر لحرمة الانتفاع به. كما اتفقوا على جواز استخدام الهيبارين المستخرج من الخنزير والمحضر عن طريق الهندسة الوراثيَّة من دون استخدام أجزاء الخنزير. وقال المشاركون حول الأنسولين المستخلص من الخنزير، إنَّه لا يجوز استخدامه إلا في حالة الضرورة لوجود البدائل. ورأى المشاركون أنَّ الصمام المأخوذ من الخنزير لا يجوز استخدامه إلا في حال الضرورة ووجهوا باستخدام البدائل المشروعة والمستخدمة بتوسع في الدول الغربيَّة.
مشاركة :