الإعلام المتّسخ وإن بذلت جهدك في محاولة الترقيع له يُثبت في كُلّ مرّةٍ ينعق فيها غُرابه بأنّه ( مشقوق ) ، و تعود أسباب ذلك للأسف إلى كون الشق أكبر من الرقعة ! عندما تُدار المنابر على و قع الطبول و المزامير فلا تستغرب إذا علمت أن هناك من امتهن جمع النقطة فوق كل أرض وتحت كل سماء ، لاسيما إذا كان الممسك بزمام شبكة التطبيل تلك ضارباً بالدف فلا عجب إذا كانت شيمة أتباعه الرقص! أمّا وجه السخرية في الأمر أقبح من أن يُسخر منه ، و بليّته أشر من أن تُضحِك أحد ، و هل أشرُّ ممن خلا وجهه من ملامح الحياء حتى ساءه أن يرى أُناساً لا يُعجبهم الخوض في معمعته فراح يدرج أسمائهم في قوائم المغضوب عليهم والضّالين ، و كأنّ المتعفف عن التصفيق للنعيق أحد الخارجين على القانون في مدينةٍ دستورها شدلي و أقطع لك ! و لستُ أُشفق على أحدٍ في هذه المسرحية الهزليّة أكثر مما أُشفق على المقطوع له فيها ، هل تُراهُ يُصدّق نفسه و هو يؤدّي دور البطولة المُطلّقة عُنوة ؟! أم هل يعتقد فعلاً أنه بهذا سوف يقنع أحداً بأنه أصبح بطلاً حقيقيّاً ؟! الواقع يقول أنّ ثقافة تخبيط الحِلل لا تصنع المجد ، وأنّ التلميع وحده لا يستطيع إخفاء رائحة التلاعب بالحقائق ، أيّها المخدوع في ذاتك لا تلعن نفسك و لا تطردها من رحمة الواقع فتجدها و قد احترقت في سعير الوهم ، و إنني أًُحيطك عِلماً أنّ الشجاع الحقيقي لا يُنازل أعزلاً ، و أنّ بطولةً مُتّسخة لا قيمة لها مهما سعيت لترويجها بيديك و رجليك فأقيموا العدل بالقسط و لا تُخسروا الميزان ! ملاحظة : عزيزي القارئ المُحنّك إذا كُنت تقرأ هذا المقال بالتزامن مع التحسيس على رأسك فاعلم رعاك الله أنّ عليهِ بطحة !
مشاركة :