يخوض منتخبنا الوطني اليوم، تدريبه الوحيد تحضيراً لمواجهة المنتخب الياباني في المباراة النهائية من النسخة الحالية لكأس آسيا، والمقررة عند الساعة السادسة مساء غدٍ الجمعة على استاد مدينة زايد في أبوظبي. مران اليوم الذي سيبدأ عند الساعة السادسة على استاد القوات المسلحة، سيضع خلاله الإسباني فيليكس سانشيز -مدرب «الأدعم»- خطة مواجهة «الساموراي» في العرض الأخير من البطولة القارية، أملاً في التتويج الأول في تاريخ الكرة القطرية، عبر مواصلة مشوار النجاح الكبير الذي خطه منتخبنا في البطولة ونصّب نفسه واحداً من أبرز وأقوى المنتخبات في المنافسة من واقع المحصّلة الرقمية المذهلة التي منحت «الأدعم» مزيداً من الألق، عقب أن أُضيف إليها الانتصار العريض على المنتخب الإماراتي في مباراة نصف النهائي غير المتكافئة، التي أنهاها نجوم منتخبنا برباعية نظيفة ستبقى عالقة في أذهان الجماهير الإماراتية، التي خرجت من مدرجات استاد محمد بن زايد بخيبة أمل كبيرة.نجوم «الأدعم» فرغوا ليلة أمس الأول من الاحتفال بالانتصار الكبير على أصحاب الأرض، وشرعوا أمس في الدخول في عمليات الاستشفاء، التي خضعوا لها في فندق الإقامة للتخلص من أعباء مباراة الدور قبل النهائي، تأهباً للدخول في تحدٍّ جديد أمام منتخب قوي يملك تقاليد عريقة على المستوى الآسيوي بسابق التتويجات الأربعة التي بحوزته بحثاً عن الخامس، بيد أن نجوم «الأدعم» يصرون على التشبث بآمال دخول سجل أبطال القارة الصفراء للمرة الأولى، خصوصاً بعدما سجلوا مسارات راقية أذهلت كل المراقبين والمتابعين وكسبوا تقدير واحترام الجميع. الصفوف تعود للاكتمال يدخل «الأدعم» مواجهة اليابان بصفوف مكتملة، بعدما استعاد خدمات اللاعبين المحتجبين عن المباراة السابقة، حيث يقتصر النقص على غياب أحمد فتحي الذي عانى من إصابة حرمته من مواصلة مشوار المنافسة، وسط حيرة كبيرة ستصيب المدرب فليكس سانشيز لاختيار التوليفة التي ستخوض النهائي الكبير، بعدما أظهر كل اللاعبين الذين شاركوا في سابق المباريات مستوى طيباً للغاية، وجسّدوا حقيقة مفادها أن المنتخب القطري يتوفر على مجموعة متكاملة من لاعبين بمستويات عالية، يصعب معها تسمية عناصر بعينها بمسمى اللاعب الأساسي. بسام الراوي وعبدالعزيز حاتم سيشاركان في حصة اليوم التدريبية بعدما نفّذا الإيقاف القسري عن مواجهة الإمارات، لتتسع خيارات سانشيز مجدداً، لا سيما بعدما ظهر كريم بوضياف في الموعد خلال المباراة السابقة، قبل أن يواصل سالم الهاجري التألق اللافت منذ أن استُعين به في مباراة كوريا الجنوبية. حصة فيديو عقد الجهاز الفني لمنتخبنا اجتماعاً مع اللاعبين أمس، تضمّن رصداً مصوراً للمنتخب الياباني الذي سيواجهه «الأدعم» في المباراة النهائية، حيث قدّم فليكس سانشيز ومعاونوه شرحاً مفصّلاً عن مكامن قوة ونقاط ضعف «الساموراي». المؤتمر الصحافي والاجتماع الفني يُعقد عند الساعة الثانية ظهر اليوم باستاد مدنية زايد الرياضية، الاجتماع الفني الخاص بمواجهة النهائي التي تجمع المنتخبين القطري والياباني، والمقرر لها الساعة السادسة مساء غد، حيث يحضر الاجتماع من جانب منتخبنا كل من محمد سالم العطوي مدير المنتخب، وعلي الصلات المنسق الإعلامي، وسعد المهندي المسؤول الأمني. هذا، ويعقد الإسباني فليكس سانشيز -مدرب منتخبنا- مؤتمره الصحافي عند الساعة الثانية عشرة والنصف في قاعة المؤتمرات باستاد مدينة زايد الرياضية، بصحبة أحد اللاعبين، حيث سيتحدث الثنائي عن المواجهة الختامية للبطولة القارية. الصلات: نجومنا امتصوا قوة الجماهير أكد علي الصلات -المنسق الإعلامي لمنتخبنا- أن طريقة التعامل مع كأس آسيا كانت السر في الوصول إلى المباراة النهائية، بعد الفوز على المنتخب الإماراتي في نصف النهائي أمس الأول بأربعة أهداف دون مقابل. وقال علي الصلات، في تصريحات صحافية، إن المنتخب حقق فوزه السادس توالياً، رغم أنه دخل البطولة وهو غير مرشح للقب، لأنه لا يمتلك تاريخاً كبيراً في البطولة الآسيوية على غرار منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وإيران، وحتى المنتخب السعودي، ولكن خطوة بخطوة نجح «الأدعم» في اجتياز العقبات التي كانت أمامه فحققنا الفوز على المنتخب السعودي، ثم أقصينا المنتخب العراقي، ومن ثم المنتخب الكوري لنواجه المنتخب الإماراتي صاحب الأرض والجمهور ونعبر عن طريقه إلى النهائي لمواجهة اليابان. وأضاف الصلات: «المباراة كانت صعبة، واللاعبون كانوا عند الموعد حيث تعاملوا باحترافية كبيرة لتحقيق النتيجة العريضة رغم غياب الجمهور، لأسباب يعلمها الجميع، ولكن ذلك لا ينفي أن هناك دعماً كبيراً يصلنا من الدوحة في شكل رسائل يبعث بها للجهاز الإداري وللاعبين، مملوءة بالدعاء والكلام الطيب الذي يرفع المعنويات.. وقد كان لها تأثيرها الكبير في تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم، فقد لعبنا ضد صاحب الأرض والجمهور وفزنا، وقبله واجهنا المنتخب السعودي صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة وفزنا، وكذلك المنتخب العراقي الذي ساندته جالية عراقية كبيرة في الإمارات وحققنا الفوز لنصل إلى النهائي لأول مرة في تاريخنا». وبخصوص ما حدث من هرج أثناء النشيد الوطني القطري قبل بداية المباراة، قال الصلات: «هو تصرّف لا يمت للروح الرياضية بشيء، ولكن لاعبينا كما ذكرت كانوا على قدر المسؤولية وتحلّوا بالاحترافية والانضباط، وكانوا في قمة التركيز في المستطيل الأخضر ولم يلتفتوا إلى ما يحدث خارجه.. وفي رأيي فالجمهور ورغم أعداده الكبيرة كان سلباً على المنتخب الإماراتي وشكّل ضغطاً عليهم أكثر، فلاعبونا تمكّنوا من امتصاص قوة الجماهير الإماراتية بالأداء الذي قدّموه ليحققوا فوزاً تاريخياً بأربعة أهداف». بسام الراوي: لن نخيّب ظن جماهيرنا الغائبة غاب بسام الراوي -مدافع المنتخب- عن مباراة «الأدعم» في نصف نهائي كأس آسيا أمام نظيره الإماراتي، بسبب نيله الإنذار الثاني في المواجهة التي سبقتها أمام كوريا الجنوبية.. بسام تحدّث لموفدي لجنة الإعلام الرياضي عن انطباعه وشعوره بعد الفوز الذي تحقق وهو جالس في المدرجات يتابع المباراة، فقال: «قلت قبل المباراة في تصريحات لكم إن المنتخب يضم 23 لاعباً، يمكن لأي منهم أن يشارك في أية مباراة ويقدم المطلوب منه، وإن غياب لاعب أو لاعبين لن يؤثّر على المنظومة، وحدث هذا في مباراة كوريا الجنوبية بغياب عبدالكريم حسن وعاصم مادبو، وقدّم المنتخب مباراة كبيرة وحقق الفوز على الكوري المدجج بالنجوم. وفي مباراة أمس الأول غاب بسام وعبدالعزيز حاتم فلم يتغير شيء، بل نجد أن المنتخب قدّم مباراة كبيرة أمام صاحب الأرض والجمهور، وحقق فوزاً عريضاً بالأربعة». وأضاف الراوي: «توقعت فوز منتخبنا، ولكن لم أتوقع هذه النتيجة العريضة، خاصة أن المباراة في مرحلة نصف النهائي وأمام المنتخب المستضيف للبطولة، والذي سانده جمهور زاد على الـ 38 ألف متفرج». وتابع الراوي: «طوينا صفحة المباراة، وتوجّه تركيزنا مباشرة إلى مواجهة الغد أمام المنتخب الياباني، وهي مباراة أخرى صعبة؛ ولكن أعتقد أن لاعبي الأدعم قادرون على تجاوزها كما اجتازوا المحطات السابقة، وسنبذل قصارى جهدنا للفوز باللقب لإسعاد جماهيرنا في قطر، والتي ظلت تبعث لنا برسائل الدعم والمؤازرة، رغم صعوبة المنافس الذي برهن على أنه فريق كبير بفوزه في نصف النهائي على المنتخب الإيراني بنتيجة 3/0». نوّه بإمكانيات المدرب سانشيز.. وشكر الجميع سعيد المسند: القيادة الرشيدة حفّزت اللاعبين تقدّم سعيد المسند -المستشار بالمنتخبات الوطنية- بالتهنئة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد، ولسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير، ولسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية. كما تقدّم لهم بالشكر الخاص على اهتمامهم بالمنتخب، والذي كان نتاجه وصوله إلى المباراة النهائية لكأس آسيا لأول مرة في تاريخه. وقال سعيد المسند إن الرسائل التي بعثها صاحب السمو أمير البلاد المفدى والمسؤولون في الدولة، كان لها أثرها الكبير على اللاعبين، وشكّلت حافزاً كبيراً ليتحقق إنجاز كبير وغير مسبوق. وأضاف المسند: «سعادتنا كبيرة بالوصول إلى المباراة النهائية، وهذا شيء يبرهن على أن كل الأمور التي تخص هذا المنتخب تسير كما خُطّط لها، باعتباره نواة منتخب قطر في كأس العالم 2022.. وسعادتنا أكبر لأننا أسعدنا أهل قطر من مواطنين ومقيمين، والذين خرجوا فرحين بالفوز على المنتخب الإماراتي في مسيرات عفوية، ونتمنى أن تكتمل فرحة الجميع بالعودة بكأس البطولة». وبخصوص حصول المنتخب الياباني على راحة ليوم زائد عن المنتخب القطري قبل مواجهة النهائي، قال المسند: «هذا الأمر لن يؤثر على لاعبينا؛ فنحن نقوم بعمل استشفاء خاص لهم، وقد أثبتوا ذلك عندما لعبنا ضد المنتخب الكوري الجنوبي وقدّم المنتخب مستويات جيدة وحقق الفوز. وهذه مناسبة لنعطي المدرب حقه؛ فهو منسجم مع اللاعبين بحضوره معهم لمدة 8 سنوات، والمدرب يقوم بعمل كبير، ولا بد من الإشادة بحسن قراءته للخصوم واختياره التشكيل المناسب لكل المباريات. كما لا يفوتني الإشادة باتحاد الكرة، وعلى رأسه سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني وأعضاء مجلس الإدارة؛ لمتابعتهم واهتمامهم الكبير بالمنتخب. كما أتقدم شخصياً بالشكر لكل وسائل الإعلام القطرية، التي ظلت تواكب تحضيرات ومباريات المنتخب». عبدالكريم العلي: قادرون على إسعاد الشعب القطري قال عبدالكريم سالم العلي، مدافع المنتخب، إن إيمانهم بإمكانية تحقيق الفوز على المنتخب الإماراتي في نصف النهائي لم يتزعزع، رغم أن إدراكهم بأنهم سيواجهون صاحب الأرض والجمهور، لأن ثقتهم في قدراتهم كانت كبيرة، خاصة أن المنتخب وصل إلى هذه المرحلة بعد تقديمه مستويات رائعة وفوزه على 3 من المنتخبات التي دوّنت اسمها في سجل البطولة بأحرف من نور، وهي: السعودية، والعراق، وكوريا الجنوبية. وأضاف العلي: «الجهازان الفني والإداري للمنتخب قاما بعمل كبير، ليس قبل هذه المباراة فقط ولكن في كل البطولة؛ حيث أجادوا في تهيئة اللاعبين نفسياً وبدنياً وفنياً، ولذلك فقد دخلنا المباراة في كامل تركيزنا وجاهزيتنا، ونجحنا في تنفيذ تعليمات المدرب فيليكس سانشيز وتسيير المباراة كما نريد، لنحقق هذا الفوز الغالي الذي عبرنا به إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ المنتخب القطري». وعن المباراة القادمة، قال العلي: «طوينا صفحة المباراة السابقة، وكل تركيزنا الآن توجّه إلى مواجهة اليابان غداً الجمعة في ملعب مدينة زايد الرياضية، ورغم عدم وجود فترة زمنية طويلة بينها وبين مباراتنا في نصف النهائي، فإن حوافزنا كبيرة لتقديم أفضل ما نملك لتحقيق الفوز لتدوين اسم منتخبنا في سجل البطولة الذهبي، ولإسعاد كل الشعب القطري، وندرك أنها لن تكون مباراة سهلة فالمنتخب الياباني يدخلها بمعنويات عالية أيضاً بعد فوزه على المنتخب الإيراني -المرشح الأول للفوز باللقب قبل انطلاق البطولة- وبثلاثة أهداف نظيفة، كما أن المنتخب الياباني يستفيد من كونه لعب مباراة نصف النهائي قبلنا بيوم، ولكن لأننا ننشد اللقب فكل الإرهاق سيزول، وسنكون في كامل تركيزنا حتى لا نضيّع هذه الفرصة التاريخية، وأعتقد أن «الأدعم» يستحق اللقب بعد المستويات والنتائج التي حققها في البطولة حتى الآن. يعمل 17 ساعة في اليوم.. ويعدّ أكثر من 200 وجبة الشيف محمد الزغواني.. جندي مجهول في كواليس «الأدعم» يقف خلف المنتخب القطري في بطولة كأس آسيا، عدد من الجنود المجهولين الذين يقومون بعمل كبير ولكنهم لا يظهرون في الواجهة من إداريين وفنيين وعمال. ومن ضمن هؤلاء، يبرز دور مهم يقوم به الشيف محمد الزغواني، الذي ظل يعمل مع المنتخبات القطرية لقرابة الـ 8 سنوات، بعد أن عمل لفترة طويلة مع المنتخب التونسي، يرافق بعثة المنتخب في حلها وترحالها إلى المعسكرات أو البطولات.. يفرح لفوز «الأدعم»، ويحزن لخسارته.. وقبل كل ذلك، فهو الذي يجهّز له وجباته ويهتم بتغذية لاعبيه.. يعتبر اللاعبين من أبنائه، ويتمتع بعلاقات طيبة معهم ومع الإداريين والجهازين الفني والطبي. الشيف محمد الزغواني كشف في تصريحات خاصة لموفدي لجنة الإعلام، بعض كواليس عمله، حيث يظل يعمل لأكثر من 17 ساعة في اليوم لتحضير الوجبات للبعثة، التي يصل عدد أفرادها إلى قرابة 50 شخصاً من لاعبين وجهاز فني وإداريين وعمال، ولا يقل عدد الوجبات في اليوم عن 200 وجبة، ويحرص على أن يقوم بكل العمل بنفسه، بدون أن يطلب أية مساعدة في الفنادق التي يحل بها المنتخب، وذلك لإحساسه أن هذا العمل مسؤوليته المباشرة التي لا يقبل فيها بالخطأ. الزغواني أبدى ارتياحاً كبيراً للاحترافية العالية التي يتمتع بها الجيل الحالي من اللاعبين، والذين عاصر بعضهم منذ التحاقهم بمنتخب الشباب، بامتثالهم التام لنوعية الأغذية التي يجب أن يتناولوها، والتي تختلف حسب مواعيدها؛ فوجبات المعسكرات العادية تختلف عن وجبات البطولات المجمعة، وما يتناوله اللاعب قبل المباريات يختلف عن الذي يأكله بعدها. الشيف الزغواني تقدّم بالتهنئة للمنتخب الوطني بمناسبة تأهله للمباراة النهائية لكأس آسيا، وقال إنه ظل يتابع المباريات دقيقة بدقيقة في الفندق؛ لأن عمله يتطلب منه الحضور في المطبخ لتحضير وجبات ما بعد المباراة للاعبين. وتمنى أن يحقق «الأدعم» الفوز باللقب، والذي سيجعله في غاية السعادة بصفته جزءاً من البعثة.;
مشاركة :