أكد سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الهيئة أصبحت اليوم أكثر عطاءً وأوسع انتشاراً على الساحة الإنسانية الدولية، بفضل توجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.وقال سموّه، إن مبادرات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وضعت الهيئة في مصاف المنظمات الإنسانية الرائدة في العمل الإغاثي والتنموي، وواحدة من أهم الهيئات المانحة للمساعدات الإنسانية إقليمياً ودولياً.جاء ذلك في تصريح لسموّه، بمناسبة مرور 36 عاماً على تأسيس الهيئة الذي يصادف غداً.وأشار سموّه، إلى أن الهيئة اهتمت كثيراً بتعزيز التضامن مع القضايا الإنسانية العاجلة والملحة، والبذل والعطاء، من أجل الضعفاء، وتشجيع المبادرات الإنسانية التي لها وقعها المباشر على تعزيز مسيرة التنمية البشرية الشاملة في المجتمعات المضطربة والمناطق المهمشة.وأوضح أن الهيئة اكتسبت خبرة طويلة، بفضل الممارسة اليومية للعمل الإنساني، جعلتها تنطلق من قاعدة صلبة نحو التجويد والابتكار، وتبني المبادرات التي تترك أثراً مباشراً في التنمية البشرية، والانتقال من الرعاية إلى التمكين، عبر المشاريع التنموية في مختلف المجالات، وإيجاد الحلول المبتكرة للقضايا الإنسانية التي تؤرق المجتمعات الضعيفة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة الإنسانية وقضاياها الحيوية.وبين سموّه، أن أبناء الإمارات يضطلعون بدور فاعل في تجسيد الأهداف والمبادئ التي تسعى الهيئة لتحقيقها، عبر برامجها وأنشطتها الإنسانية الممتدة للقريب والبعيد، دون منّة أو تفضل، وهي صورة مشرقة لأبهى ضروب التجرد ونكران الذات.وأضاف: تأصلت القيم والمضامين الإنسانية لدى شعب الإمارات، وأثمرت عن إيجاد نسيج متماسك يسوده التكافل والإيثار، والسعي في قضاء حوائج الآخرين ونجدة الملهوفين وإسعاد المحرومين، وتعمقت مبادئ الخير والبر والإحسان النابعة من تعاليم الدين الحنيف وقيمه السامية في نفوس الأجيال المتعاقبة، من هذا الشعب الوفي لأهله وجيرانه والإنسانية، واستطاع أبناء الإمارات أن يضعوا بصماتهم المميزة على خريطة العمل الإنساني إقليمياً ودولياً.وأكد سموّ الشيخ حمدان بن زايد، أن هذا الإرث الحضاري الإنساني ما كان له أن يتحقق، لولا وضوح رؤية القادة المؤسسين وإخلاص نياتهم، فقد وضعوا اللبنة الأولى لصرح الإمارات الإنساني، ورعوه بجودهم وعطائهم، حتى أصبح اليوم قبلة لكل ملهوف ومستغيث وملاذاً لأصحاب الحاجات وضحايا الكوارث والأزمات.وقال إن الهيئة حملت على عاتقها خلال 36 عاماً، مسؤولية إيصال رسالة المحبة والسلام من الإمارات إلى كل شعوب العالم، التي تعاني وطأة الظروف، عبر برامجها ومشاريعها المنتشرة في العالم، دون تمييز، بل كانت وستظل الحاجة هي المعيار الوحيد لتلبية نداء الإنسانية وتقديم المساعدة المطلوبة.وأضاف، كلي ثقة بأن مسيرة الخير والعطاء ستتواصل على النهج نفسه، ما دامت الإرادة متوافرة وطموحنا ليس له حدود.وأشار سموّ الشيخ حمدان بن زايد، إلى الأوضاع الإنسانية السائدة حالياً في عدد من الأقاليم، نتيجة الأزمات، وما أفرزته شدة النزاعات وحدة الكوارث على حياة البسطاء الذين لا ذنب لهم، سوى أنهم وجدوا في هذه المناطق المضطربة.وأعرب سموّه، في ختام تصريحه، عن أمله بتضافر جهود القوى الخيرة في العالم وأعضاء الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، لمواجهة التحديات الإنسانية الناجمة عن تصاعد وتيرة الكوارث والأزمات والعمل سوياً لتخفيف حدتها على الضحايا والمنكوبين.ودعا إلى التصدي بقوة لتداعيات وطأة المعاناة الإنسانية المتفاقمة، بسبب الفقر والجوع وتفشي الأمراض والأوبئة، واتساع دائرة النزوح واللجوء والتشرد والحرمان، مشيراً إلى أن الأوضاع الإنسانية الراهنة في الساحات المضطربة، تتطلب وقفة قوية من المجتمع الدولي وقواه الحية، لتعزيز أوجه التضامن معها وحشد الدعم والتأييد لضحاياها.وأضاف سموّه: على الجميع حكومات ومنظمات وأفراداً القيام بدورهم على الوجه الأفضل، لأن المسؤولية تضامنية من أجل صون الكرامة البشرية. من جهة أخرى، أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن القيادة الرشيدة للدولة تضع ثقتها في أبناء الإمارات الذين تسلحوا بالعلم والمعرفة وتحرص على تكريم المتميزين منهم في كافة المجالات. وكرَّمَ سموه ستة من موظفي «الهيئة» أصحاب المبادرات المتميزة، الذين قدموا مبادرات متميزة ساهمت في تسهيل إجراءات العمل بالهيئة وتوفير الجهد والوقت وترقية وتطوير برامجها وخطتها التشغيلية الخاصة بحشد الدعم وزيادة الإيرادات، معرباً عن تقديره للدور الذي يضطلع به موظفو الهلال الأحمر في توجيه ودعم مسيرة الهيئة نحو المزيد من التجويد في الأداء والتميز في العطاء وحثهم على بذل المزيد من الجهود لترقية البرامج وتكثيف تحركات الهيئة على الساحة المحلية لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للعمل الإنساني داخل الدولة. ذلك خلال استقباله - بحضور الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي - وفد الهيئة الذي شارك في معرض «من المساعدات الإنسانية للاستقرار» والذي أقيم في مقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل في الثامن من يناير الجاري.وتعرف سموه من الوفد إلى أبرز ما تضمنه المعرض الذي يعد الأول من نوعه الذي يقام خارج دولة الإمارات وتم تنظيمه من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع المجلس الوطني الاتحادي.واطلع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على مجسم تفصيلي لمخيم «مريجيب الفهود» المخصص لاستضافة اللاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية والخدمات التي يقدمها وكذلك كتيبات تضمنت إحصاءات دقيقة حول حجم وتوزيع المساعدات الإنسانية في دول ومناطق أخرى عديدة.كما تعرف سموه على المعلومات والصور التي تضمنها المعرض والتي سلطت الضوء على المناطق التي تتواجد فيها وفود الهلال الأحمر الإماراتي الإنسانية والإغاثية بشكل مكثف.وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أهمية تنظيم المعرض في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل حيث ساهم في تعريف أعضاء البرلمان الأوروبي بالبرامج والمساعدات التي تقدمها الدولة وعمل على تعزيز علاقات التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات وأوضح بشكل جلي دور الإمارات الإنساني الكبير والمتسامح في العالم من خلال غوث اللاجئين والنازحين والمتضررين من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية.وأعرب سموه عن أمله في أن يكون معرض «من المساعدات الإنسانية للاستقرار» فاتحة لفعاليات إنسانية أخرى بالتعاون مع البرلمان الأوروبي يستطيع من خلالها الجانبان تحقيق المزيد من الشراكة الإنسانية، ولفت الانتباه للعديد من القضايا الإنسانية التي تؤرق المجمعات البشرية في الأقاليم والساحات المختلفة وإظهار أكبر قدر من التضامن مع ضحاياها من المدنيين. (وام)
مشاركة :