قال سعادة لي تشن -سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة- إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الصين، ستساهم في إثراء مقومات علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتفتح آفاقاً أرحب للتعاون الثنائي في جميع المجالات. لافتاً إلى أن الزيارة ستُتوّج بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات، والإعلان عن تأسيس جمعية الصداقة الصينية-القطرية، وجمعية الصداقة القطرية-الصينية، لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين، موازاة مع انعقاد منتدى الأعمال القطري الصيني.وخلال لقاء صحافي، قال سعادة السفير الصيني، إن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، تأتي تلبية لدعوة فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية. لافتاً إلى أن الزعيمين سيُجريان مباحثات ويتبادلان وجهات النظر حول توطيد علاقة الشراكة الاستراتيجية الصينية القطرية، وتعزيز التعاون الفعلي في شتى المجالات والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما سيحضران مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات. وأشار سعادته إلى أن «فخامة الرئيس شي جين بينغ سيقيم مراسم الاستقبال ومأدبة الترحيب على شرف صاحب السمو، الذي سيلتقي أيضاً كلاً من السيد لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني، والسيد لي تشان شو رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. كما سينعقد منتدى الأعمال القطري الصيني على هامش الزيارة». وعن أهمية الزيارة، قال السفير لي تشن: «تأتي هذه الزيارة بعد الزيارة المهمة التي قام بها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الصين عام 2014، وتُظهر الرغبة القوية لدى القيادتين في تعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وقطر. وتكتسب الزيارة أهمية كبيرة وتأثيراً بعيد المدى للعلاقات الثنائية، إلى جانب كونها ستساهم في إثراء مقومات علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وستفتح آفاقاً أرحب للتعاون الثنائي في جميع المجالات». ولدى حديثه عن المسار التاريخي للعلاقات الثنائية، قال السفير تشن: «إن قطر والصين احتفلتا قبل أشهر بمرور 30 عاماً على إقامة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، وهي علاقات تاريخية. كما أن التواصل والصداقة بين الشعبين الصيني والقطري نشآ وتُوورثا لأكثر من ألف عام. فقبل 1300 عام من الآن، كانت السفن التجارية الصينية تخرج من ميناء جوانزو عابرة البحار والمحيطات حتى تصل إلى شبه الجزيرة العربية. ومنذ ذلك الحين، ربط (طريق الحرير) البحري القديم الشعب الصيني بشعوب المنطقة وبالشعب القطري». وأضاف: «في يوم 9 يوليو عام 1988، أقامت الصين وقطر رسمياً علاقات دبلوماسية مهّدت الطريق لبدء عهد جديد للعلاقات بين البلدين والشعبين، يسودها المساواة والاحترام المتبادل والتفاهم والدعم المتبادل والتعاون الصادق. وشهدت العلاقات خلال الـ 30 عاماً الماضية -برعاية ودعم القيادتين- تطورات متواصلة ومتسارعة، وحققت نتائج مثمرة في شتى المجالات، وصمدت أمام المتغيرات الدولية». وعلى الصعيد الدولي، قال السفير لي تشن، إن قطر والصين تدعمان وتؤيدان بعضهما في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والمهمة، وتزداد الثقة السياسية بينهما باستمرار. وأضاف: «يحرص البلدان على التنسيق والتعاون والعمل من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار على المستويات الإقليمية والدولية، والدفاع عن المصالح المشتركة للدول النامية، والسعي لبناء مجتمع بشري يسوده الأمن والسلام والتنمية. كما حرص الجانبان على التعاون في إطار منتدى التعاون الصيني العربي. ففي مايو عام 2016، استضافت قطر الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى في الدوحة، وقام خلالها وزير الخارجية الصيني وانغ يي بزيارة قطر وحضور الاجتماع. وفي يوليو الماضي، ترأّس سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، الوفد القطري لحضور الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي المقامة في بكين». بكين ثالث أكبر شريك تجاري للدوحة في الشق الاقتصادي، قال السفير لي تشن إنه «على مدى الـ 30 عاماً الماضية، وعلى أساس تبادل المصلحة والفوز المشترك، حقق التعاون الصيني القطري إنجازات كبيرة، حيث ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين من 50 مليون دولار عند بداية تأسيس العلاقة الدبلوماسية إلى 10.3 مليار دولار في عام 2017، محققاً نمواً بحوالي 200 ضعف. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 10.3 مليار دولار خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر من عام 2018، مسجلاً نمواً بنسبة حوالي 46 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق». وأشار إلى أن الصين تُعدّ حالياً ثالث أكبر شريك تجاري لقطر وثاني أكبر مصدر لوارداتها، في حين تُعدّ قطر ثاني أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال إلى الصين. كما تُوجد في قطر حالياً حوالي 200 شركة صينية أو صينية-قطرية مشتركة تعمل في قطاعات الهندسة والمقاولات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة والخدمات. وبعضها شارك ويشارك في مشاريع حيوية في إطار الرؤية الوطنية 2030 ومشاريع مونديال 2022، وهي تساهم في مسيرة البناء في قطر. وفي الوقت نفسه، هناك شركات قطرية تدخل السوق الصيني، حيث تمّ العام الماضي توقيع عقد جديد طويل الأجل بين شركة «بتروتشاينا» وشركة «قطرغاز» لتزويد الصين بالغاز الطبيعي المسال. وفي الجانب المالي، وقّع البلدان اتفاقية لتبادل العملات بقيمة 35 مليار يوان صيني في عام 2014، وتم تجديدها عام 2017. وفي عام 2015، تأسس أول مركز مقاصة للعملة الصينية «الرمينبي» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدولة قطر، في خطوة مهمة تخدم التبادل التجاري والاستثماري وتسهيل المعاملات المالية بين البلدين. وقد فتح كل من بنك الصين الصناعي والتجاري وبنك الصين فرعاً لهما في الدوحة. وقام كل من بنك قطر الوطني وبنك الدوحة بفتح مكاتب لهما في الصين. ويمثّل التعاون في مجال الاستثمار أهم المجالات الواعدة في التعاون الصيني القطري. والشركات الصينية لديها الرغبة للاستثمار في دولة قطر، كما ترحّب الصين بالاستثمار القطري. الدوحة من أوائل الداعمين لمبادرة «الطريق والحزام» قال السفير الصيني، إن قطر من أوائل الدول التي أيدت وأبدت رغبتها في المشاركة في مبادرة «الحزام والطريق»، وهي عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي أُسّس في هذا الإطار بدعوة من الصين. وأضاف: «خلال زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى الصين عام 2014، وقّع البلدان مذكرة التفاهم حول التشارك لبناء (الحزام والطريق). وخلال السنوات الماضية، أولى البلدان اهتماماً كبيراً بتعزيز التعاون بين البلدين في الإطار الثنائي، وفي الإطار الثلاثي، حيث أقامت شركات صينية وقطرية مشاريع مشتركة في بلد ثالث». وخلص قائلاً: «تعمل الصين الآن على زيادة الانفتاح والعمل المشترك في بناء مبادرة (الحزام والطريق)، في حين تسعى دولة قطر نحو تحقيق (الرؤية الوطنية 2030) التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد والاعتماد على النفس؛ الأمر الذي جعل الصين وقطر مؤهلتين أكثر من أي وقت للمضي نحو تقوية التعاون في ما بينهما والعمل سوياً من أجل النفع المتبادل والفوز المشترك وتحقيق الأحلام العظيمة لكلا البلدين». وختم قائلاً: «تعلّق الصين أهمية كبيرة على العلاقات الصينية القطرية، وهي مستعدة لتضافر الجهود مع قطر لربط الاستراتيجية التنموية في البلدين، واتخاذ مبادرة (الحزام والطريق) منصة وفرصة سانحة لبناء مستقبل أكثر إشراقاً لعلاقة الصداقة والتعاون بين البلدين، وتحقيق مزيد من النتائج التى تعود بالنفع على الشعبين وتدعم التنمية في البلدين». قطر دولة فاعلة في مكافحة الإرهاب قال سعادة لي تشن سفير الصين، إن قطر دولة فاعلة في مكافحة الإرهاب، وتقوم بالتعاون مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن البلدين وقّعا عام 2017 اتفاقية بشأن التعاون في المجال الأمني وإنفاذ القانون. لافتاً إلى أن «الصين ترى أن الإرهاب تهديد وخطر على جميع الدول، وتحرص على تعزيز التعاون مع الجميع، بما فيها دولة قطر، في مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف، وإنشاء آلية طويلة الأمد للتعاون الأمني من خلال الحوار بشأن السياسات وتبادل المعلومات والتعاون التقني وتدريب الأفراد ومواجهة التهديدات الإرهابية الدولية والإقليمية بشكل مشترك».;
مشاركة :