بدأ تجار النفط يبحثون عن سبل لتفادي العقوبات، التي ستؤثر في 500 ألف برميل يوميا من الخام الثقيل تستوردها الولايات المتحدة من فنزويلا. والهند والصين أيضا من أكبر مستوردي النفط الفنزويلي. ويشكل قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض عقوبات على صادرات النفط الفنزويلي "ثلث الصادرات النفطية الفنزويلية يذهب إلى الولايات المتحدة أي أكثر من نصف مليون برميل نفط يوميا خلال عام 2018" ضربة شديدة إلى الاقتصاد الفنزويلي. وبحسب "رويترز"، أكد فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أن الوكالة لم تقيم بعد أثر العقوبات الجديدة في إمدادات النفط الفنزويلية. وأضاف بيرول على هامش مناسبة للقطاع في نيودلهي "من المبكر للغاية الحديث بشأن فنزويلا، ونتابع الأحداث عن كثب". وفرضت إدارة ترمب الإثنين عقوبات واسعة على شركة النفط الفنزويلية المملوكة للدولة بي.دي.في.إس.إيه، تهدف إلى كبح صادرات نفط البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" إلى الولايات المتحدة وتضغط على نيكولاس مادورو للتنحي عن منصب الرئاسة. وحين سئل عما إذا كانت وكالة الطاقة الدولية تتوقع شحا في أسواق النفط هذا العام، رد بيرول بأن "السوق حاليا تتمتع بإمدادات جيدة للغاية وهناك اكثير من النفط الصخري الأمريكي القادم إلى السوق". وأضاف "ثمة كثير من الضبابية في أسواق النفط حاليا لأسباب مختلفة. نتابع حالات الضبابية في أمريكا اللاتينية وفي الشرق الأوسط وآسيا أيضا". قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك "إنه لا توجد تقلبات تُذكر على الإطلاق في أسواق النفط العالمية جراء الاضطرابات التي تشهدها فنزويلا عضو "أوبك"، لكن من الصعب تقييم أثرها في المستقبل". أبلغ نوفاك الصحافيين أنه لا توجد حاليا أي خطط للدعوة إلى عقد اجتماع طارئ للمنتجين في "أوبك" وخارجها لبحث اتفاق خفض الإنتاج العالمي في ضوء الوضع في فنزويلا، وأشارت مصادر إلى أن موسكو قدمت إلى كراكاس مليارات الدولارات في شكل قروض واستثمارات. في سياق متصل، قال بول هير المحلل من جامعة بوسطن، "إن مادورو قد يسعى إلى الحصول على دعم مادي من دول حليفة مثل الصين وروسيا وإيران، الموحدة في مواجهة الولايات المتحدة أكثر مما هي موحدة في تعاطفها مع مادورو". وتسلم كراكاس الصين نحو 300 ألف برميل من النفط يوميا لسداد دين بقيمة 20 مليار دولار، كما تفيد مصادر عدة أن فنزويلا مدينة لروسيا بنحو 10.5 مليار دولار. وأضاف بول هير "قد تحاول الصين وروسيا إنقاذ النظام عبر دفعه إلى إجراء إصلاحات اقتصادية جدية وإعادة هيكلة القطاع النفطي"، لكن الاحتمال الآخر القائم أيضا هو مطالبة الدول الدائنة برحيل مادورو واستبداله بزعيم مقبول سياسيا في شكل أكبر. وتعد فنزويلا الواقعة على بحر الكاريبي وتبلغ مساحتها 916 ألفا و445 كيلومترا مربعا واحدة من دولتين في أمريكا اللاتينية عضوين في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، إذ تملك احتياطيات مثبتة تبلغ 302.25 مليار برميل هي الأكبر في العالم. وتراجع إنتاج النفط في البلاد بسبب نقص السيولة النقدية الضرورية لتحديث الحقول النفطية، ويعد إنتاج البلاد الذي بلغ 1.13 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر)، هو الأدنى منذ ثلاثة عقود. وتعاني فنزويلا التي تضررت من تراجع أسعار النفط منذ 2014، وتعتمد في 96 في المائة من عائداتها على النفط، من نقص في العملات الأجنبية أغرقها في أزمة حادة ودفع مئات الآلاف من السكان إلى الرحيل نتيجة نقص الغذاء والأدوية، في خطوة سببت توترات مع الدول المجاورة. ويعيش ثلاثة ملايين فنزويلي خارج البلاد، وغادر 2.3 مليون شخص منهم على الأقل منذ عام 2015 وفق الأمم المتحدة، وسيصعد هذا الرقم إلى 5.3 مليون شخص في العام 2019. وخلال خمس سنوات انخفض إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 45 في المائة، حسب صندوق النقد الدولي الذي يتوقع تراجعا بنسبة 8 في المائة في 2019، مقابل 18 في المائة في 2018.
مشاركة :